المصائب لا تأتى فرادى، هذا ما تؤكده التطورات التى تشهدها موسكو وتمر على مقر "القيصر الروسى" خلال الفترة الأخيرة، فخلال الشهور الماضية شهد الدب الروسى حوادث طائرات عديدة، وتطورات درامية فى الأراضى السورية، وصولاً إلى حادث مروع لإحدى الطائرات العسكرية، أمس الأحد، فوق الأراضى الروسية نفسها، وليس فى منطقة من مناطق النزاع أو مساحة من المساحات التى يمتدد فيها التطرف والإرهاب، ويبدو أن هذا الحادث ليس الحلقة الأخيرة، فبعد يوم واحد من سقوط الطائرة الروسية "تو 154" فى مياه البحر الأسود جنوبى روسيا، وتأكيد سلطات موسكو أن تحطمها كان بسبب "خطأ فنى"، أجلت السلطات الروسية، ظهر اليوم الاثنين، حوالى 3 آلاف مسافر وموظف من محطات كازانسكى وياروسلافسكى ولينينجرادسكى للسكك الحديدية، وسط العاصمة موسكو، بعد ورود تقارير مجهولة المصدر عن وجود عبوات ناسفة فيها.
وفى هذا الإطار، قال المتحدث باسم خدمات الطوارئ لوكالة "نوفوستى" للأنباء: "بعد مكالمات هاتفية حذرت من خطر حدوث انفجارات، فى محطتى كازانسكى ولينينجرادسكى، تم إجلاء ما يقرب من ألف شخص من كل محطة، وفى محطة ياروسلافسكى أجلت السلطات 750 شخصًا".
أجهزة الأمن الروسية تفحص محطات القطار الثلاثة بعد إجلاء المسافرين
وعقب إجلاء المسافرين، أجرت أجهزة الأمن الروسية عمليات فحص داخل محطات السكك الحديدية الثلاثة، للتأكد من المعلومات التى تم الإعلان عنها وفقًا للمزاعم التحذيرية.
وبعد يوم من حادث تحطم الطائرة الروسية ، كشف الأمن الفيدرالى الروسى، عن أن الأسباب الفرضية لتحطم الطائرة فوق البحر الأسود، هى دخول جسم غريب إلى المحرك، أو النوعية غير الجيدة للوقود، أو خطأ فى القيادة أو عطل فنى، وأشار الأمن الروسى، وفقا لوكالة الأنباء الروسية الرسمية "نوفوستى"، إلى أنه لم يتم العثور على علامات توضح وقوع هجوم إرهابى أو تخريبى ضد الطائرة.
يذكر أن الطائرة "تو 154" التابعة لوزارة الدفاع الروسية، التى كانت متوجهة إلى سوريا، تحطمت فوق مياه البحر الأسود صباح أمس الأحد، ووفقًا لمعلومات الوزارة فقد كانت الطائرة تحمل على متنها 93 شخصًا، هم 8 عساكر و64 فنانًا من فرقة ألكسندروف للموسيقى العسكرية، و9 من ممثلى القنوات التليفزيونية الروسية، ورئيسة الصندوق الخيرى "المساعدة العادلة" إليزابيت جلينكا، والمعروفة بالدكتور ليزا، واثنان من المسؤولين الفيدراليين.
المحققون ينفون علاقة الفيديو المتداول لوميض فوق البحر الأسود بالحادثة
من ناحية أخرى، استمرت جهود البحث دون توقف عن حطام الطائرة الروسية "تو 154"، وعن جثث الضحايا، فى الوقت الذى لم يتم فيه العثور بعد على الصندوقين الأسودين، اللذين قد يساعدان فى الكشف عن سبب سقوط الطائرة.
وقال موقع "روسيا اليوم" الإخبارى، إنه انتشر عبر مواقع عديدة بشبكة الإنترنت، شريط فيديو لوميض خاطف غامض شوهد فوق البحر الأسود، حيث سقطت الطائرة الروسية أمس، فيما نفى المحققون أن تكون لهذه الظاهرة أى علاقة بالكارثة، بينما سبق لبعض مستخدمى الإنترنت اعتبار هذا الشريط الذى التقطته كاميرات المراقبة على الشاطئ فى مدينة "سوتشى" المطلة على البحر الأسود، تأكيدًا لفرضية وقوع انفجار على متن الطائرة قبل سقوطها.
لكن على جانب آخر، قال مصدر قريب من التحقيقات لوكالة "إنترفاكس" الروسية، إن المحققين درسوا كل التسجيلات المتوفرة، واستنتجوا أن الضوء الغامض ظهر فى السماء بعد مرور نصف الساعة على تحطم الطائرة.
فيما أكد وزير النقل الروسى، ماكسيم سوكولوف، إن التحقيق فى كارثة الطائرة يركز على فرضيتى العطل الفنى أو خطأ الطاقم، وتابع الوزير الذى يترأس اللجنة المعنية بالتحقيق فى الكارثة: "اليوم لا تشمل الفرضيات الأساسية للتحقيق احتمال وقوع عمل إرهابى، ولذلك ننطلق من أن أسباب الكارثة تعود إما إلى عطل فنى أو إلى خطأ الطاقم".
الدفاع تؤكد صعوبة البحث.. ووزارة الطوارئ: تعزيز فرق البحق بأشخاص وزوارق وطائرات
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية فى بيان صادر عنها، أن عملية البحث تواجه بعض الصعوبات بسبب تضاريس قاع البحر، مؤكدة أن العمليات مستمرة "دون توقف، 24 ساعة فى اليوم، بفضل أجهزة إنارة ضخمة وضعت فى المنطقة الساحلية وعلى السفن".
بدورها أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، اليوم الاثنين، عن توسيع منطقة عمليات البحث قبالة سواحل "سوتشى"، حيث تحطمت الطائرة، بحسب وكالة "سبوتنك" الروسية، وأوضح مصدر فى الوزارة أنه تم تعزيز المجموعة التى تتولى البحث عن جثامين القتلى وحطام الطائرة وصندوقيها الأسودين، وتجاوز عدد أفراد المجموعة 3500 شخص، إضافة إلى 200 آلية، بما فيها 39 سفينة وزورقًا و32 طائرة ومروحية، وكذلك طائرات بلا طيار.
وتستمر عمليات فحص قاع البحر، إذ تضم فرق البحث 135 غواصًا، و7 أجهزة مخصصة للعمل فى الأعماق، وقد وصلت إلى العاصمة موسكو أول طائرة تحمل على متنها 10 جثث من ضحايا كارثة "تو 154".