الآراء الغريبة والدعوات الشاذة لا آخر لها، وبين الوقت والآخر تنطلق واحدة منها لتحدث حالة من السخونة فى وسط من الأوساط، وتثير قدرًا من الجدل، ورغم تكرار مثل هذه الدعوات وتواترها طوال الفترة الماضية، ظلت مؤسسة الأزهر بعيدة عن مثل هذه المواقف الصغيرة، حتى جاء الداعية الإسلامى، الأمريكى من أصل مصرى، ليطلق دعوته التى طالت الأزهر وأشعلت نار الغضب داخله وفى صفوف علمائه.
الدعوة التى أطلقها الداعية الأمريكى من أصل مصرى، طالبت بإنشاء فرع للأزهر الشريف فى إسرائيل، وبمجرد انطلاقها أحدثت حالة من الجدل الكبير، خاصة بعدما أعلن عمر سالم، أنه بصدد السفر إلى "تل أبيب" لطرح هذه الفكرة هناك، فى الوقت الذى رد فيه الأزهر على الأمر بالرفض والهجوم، واصفًا صاحب الدعوة بأن عقله تأثر بالبرد فى الشتاء، ولم يتوقف الأمر عند هذه النقطة، بل شن عضو بمجمع البحوث الإسلامية، هجومًا عنيفًا على صاحب هذه الدعوة، واصفًا إياها بمحاولة التطبيع، قائلا إن هذا الأمر يعنى أننا أمام محاولات لجعل الأزهر يرضى بالأمر الواقع.
عمر سالم: سأغادر القاهرة إلى تل أبيب.. وأزهريون كثيرون مستعودن للدعوة هناك
يعود أمر الدعوة إلى إعلان عمر سالم، الباحث الإسلامى الأمريكى من أصل مصرى، أنه بصدد التوجه لإسرائيل لتدشين فرع للأزهر الشريف داخل "تل أبيب"، بعدما أطلق دعوته لافتتاح فرع جديد للأزهر فى العاصمة الإسرائيلية.
وقال الباحث الإسلامى الأمريكى من أصل مصرى فى بيان صادر عنه: "سأغادر القاهرة إلى إسرائيل خلال الساعات المقبلة، وغرض زيارتى لإسرائيل هو تأسيس مقر للأزهر الشريف هناك"، مجدّدًا دعوته للأزهر بفتح فرع له فى "تل أبيب"، زاعمًا أن هناك كثيرين من أساتذة الأزهر الشريف مستعدون للذهاب إلى إسرائيل والدعوة إلى الله هناك.
"البحوث الإسلامية": دعوة مرفوضة للتطبيع.. ومحاولة لجرنا للاعتراف بما يحدث
منذ إطلاق الدعوة المذكورة وموجات الرفض لم تتوقف، ووصفها كثيرون بأنها مجرد محاولة للتطبيع، مرفوضة من الأزهر وعلمائه، وهو الوصف الذى بدأ به الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، حديثه عن هذه الدعوة، قائلاً: "هذه الخطوة محاولة لاعتبار ما يحدث فى إسرائيل أمرًا واقعًا، وجرنا إلى الاعتراف به، وهذا غير صحيح، ولا يمكن إنشاء فرع للأزهر فى إسرائيل فى ظل الاستيطان والاحتلال، والتجاوزات المستمرة ضد الشعب الفلسطينى".
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية فى تصريح لـ"انفراد"، أن إنشاء أى فرع للأزهر فى "تل أبيب" يُعدّ اعترافًا من المؤسسة الدينية الإسلامية الأكبر فى العالم بتلك التجاوزات، وبمحاولات تهويد القدس، وهو ما يرفضه المسلمون على تنوعهم واختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، مؤكّدًا رفضه الشخصى للمحاولات التى يقوم بها هذا الداعية الأمريكى.
وكيل الأزهر: يبدو أن البرد تلاعب بعقل صاحب الدعوة.. ولا علاقة لنا به من قريب أو بعيد
فى السياق ذاته، هاجم الأزهر الشريف الفكرة وصاحبها، إذ شن الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، هجوما على الداعية الأمريكى ذى الأصول المصرية عمر سالم، قائلا إن الأزهر لا علاقة له بهذا الأمر من قريب أو بعيد، متابعًا: "يبدو أن البرد تلاعب بعقول البعض، فأرادوا التدفئة بفكرة إنشاء فرع للأزهر كمعهد أزهرى أو ربما مركز ثقافى فى إسرائيل".
وأضاف وكيل الأزهر فى تصريحات صحفية، أن هذا الأمر لا يعدو كونه من تأثير برودة الطقس التى تتعرض لها مصر، وما تفعله هذه البرودة فى العقول، فالحديث المتداول فى هذا الشأن لا علاقة للأزهر به من قريب أو بعيد، وهو يخص طارحه، إن وُجِد هذا الطارح أصلا،وكان الأزهر الشريف قد حذر من هذا الداعية الإسلامى الأمريكى فى وقت سابق، مؤكّدًا أن تصريحاته لا علاقة لها بالمؤسسة وعلمائها.