بالفيديو والصور.. بلوكات السكة الحديد بالمنوفية تتحدى التطور التكنولوجى.. تعمل بنظام قديم منذ 60 عاما ومحاولات التطوير بسيطة.. النظم القديمة تواجه الانقطاع الكهربى.. والسيمافورات تواجه الشبورة

وقفت تواجه كل العوامل من العوامل الجوية ما بين الماضى والحاضر حتى واجهت التكنولوجيا الحديثة ولكنها انتصرت عليها فى النهاية، تلك هى تكنولوجيا تشغيل المحطات بسكك حديد المنوفية، وذلك من خلال "بلوكات" التشغيل وحدات التشغيل الكامل للقطارات بمحافظة المنوفية، على امتداد الخطوط بدءا من محطة قطار دروة مرورا بالعديد من المحطات المركزية بأشمون ومنوف وشبين الكوم وتلا وصولا إلى محطة قطار طنطا. رحلة طويلة ينطلق بها القطار مرور بأكثر من 30 محطة بخط المنوفية، حتى يصل إلى النهاية، يكون فيها قائد القطار بالتعاون من النظار والعاملين بالمحطات المختلفة من خلال اشارات مختلفة وعلامات متنوعة من سيمافورات وتحويلات للخطوط وغيرها من العلامات هى الدليل والطريق على التوجه والتحرك والدخول إلى المحطات المختلفة وهى الحارس الأول للمواطنين المستقلين للقطارات المختلفة يوميا ذهابا وإيابا من منازلهم إلى أعمالهم بكافة المناطق. وفى جولة لـ"انفراد" بعدد من البلوكات التى ظهرت فى شكلها العام وإن كان الأمر قد تغير بعض الشىء عن الماضى من خلال سلسة التطوير التى شهدتها العديد من المحطات، ولكن تلك التطويرات وإن حدثت لم تمتد بشىء كبير إلى صميم عمل البلوكات العقل المدبر والمحرك الأول لحركة القطارات، وهى المانحة للترخيص بالعبور أو الوقوف بالمحطة فى خطة أطلقوا عليها "لائحة السكة الحديد"، والتى تسير عليها جميع القطارات. سلم بمبنى مرتفع فى كل المحطات، يتواجد به عدد كبير من الأجهزة والملاوينات وعدد من الأشكال التى مر عليها أكثر من 60 عاما هذا هو حال البلوكات المتواجدة بمحافظة المنوفية الشاهدة على العمل بخطوط السكة الحديد بمحافظة المنوفية، والتى تسير حركة القطارات بشكل كامل. وبالتجول داخل أحد البلوكات، تجد فى منتصف الملاوينات التى تساعد على التحويل للقطارات وفتح وإغلاق السيمافورات التى تعطى إشارة الدخول أو الوقوف للقطار، وتحوى كل محطة على ما يقرب من 30 إلى 75 ملاوينة طبقا لعدد الخطوط المتواجدة بكل محطة، لها عدد من المهام المختلفة. ويقول ناصر محمد مشرف بمحطة قطار منوف، إن الملاوينات المتواجدة بالبلوكات لها العديد من المهام، المؤثرة بشكل كبير فى حركة القطارات بشكل عام، فهناك ملاوينات يتم استخدمها فى التحويل للقطارات من خط إلى خط اخرن وملاوينة أخرى لفتح الإشارة المرتفعة أعلى السيمافور لإعطاء الإشارة لقائد القطار بالدخول إلى المحطة وذلك من خلال سحب تلك الإشارة إلى الأسفل، وفى حالة عدم سحبها يظل قائد القطار متوقفا حتى يتم إعطاؤه إشارة الدخول إلى المحطة، بالإضافة إلى وجود ملاوينات أخرى مثل ملاوينة البوابة للمزلقان والتى تبعد عن المحطة بحوالى واحد كيلو متر وأخرى للوسط وثالثة لإغلاق المزلقان، بالإضافة إلى عدد كبير من الملاوينات الاحتياطية التى تساعد على العمل فى حالة تعطل أحد الملاوينات المتواجدة لحين الإصلاح. وفى محطة قطار شطانوف قال محمد عطية ناظر المحطة، إن البلوك يحوى "اسطاف" المسئول عن التحرك من المحطة إلى الأخرى عن طريق "أسطوانة" تم ترقيمها من 1 إلى 30، ويتم الاستعانة بتلك الأسطوانات من أجل التأكيد على وصول القطار من المحطة وإعطاء تصريح بالخروج إلى المحطة التالية له من خلال عدد دقات معينة لسماعة التليفون المرفقة بالاسطاف والتى تشير إلى تحرك القطار، والمتصلة بالمحطات جميعها، ويتم إعطاء الإشارة بخروج تلك الأسطوانة من المحطة الخارج منها القطار إلى المحطة المتجه إليها وبعد يتم الإغلاق ومن الاستحالة إخراج أو إدخال أى أسطوانة إلا بهذه الطريقة لتأمين حركة القطارات ولمنع الحوادث أو الإهمال. وأضاف عطية أن البلوك يضم مولدا كهربيا يعمل أتوماتيكيا بشحن أتوماتيكيا عن طريق "منافلة" بسيطة مزودة بالتليفونات المتواجدة والمتصلة بالمحطات المختلفة على الخط من أجل التعرف على تحرك القطارات من المحطات المختلفة والتسجيل لها عبر الدفتر المتواجد بكل محطة، بالإضافة إلى تواجد وسيلة الاتصال المباشرة بالمحطات فى حالة وجود أى أعطال أو أى أزمات بالمحطة، مؤكدا أن تلك الإمكانيات ساعدت ومازالت تساعد فى التشغيل الكامل لقطارات السكة الحديد دون أى تعطل أو توقف. وأكد عطية أن ما تشهده العديد من المحطات من حوادث متفرق هى مجرد أخطاء بشرية، وأن المنظومة التى تعمل بها تلك البلوكات فى حالة تطبيقها بشكل كامل بنسبة 100 بالمائة لن يكون هناك أى حوادث على الإطلاق، وأن التطبيق لتلك اللائحة بالفعل ساعد كثيرا فى النهوض والحفاظ على أرواح المواطنين، لافتا إلى أن كل بلوك مزود بعدد من كبسولات الأمان يتم استخدامها فى حالة الطوارئ أو أى إخطار، والتى تصل إلى 36 كبسولة فى معظم المحطات ويتم استخدمها فى حالة تخطى السرعات المقررة أو تواجد أى أزمات فى التحويلات، وتلك الكبسولات يتم زراعتها على قضبان القطار وتحدث صوتا عاليا بمجرد المرور عليها لتنبيه قائد القطار، وتظل العلامات بها لمدة 24 ساعة لإثبات الواقعة. وما بين الماضى والحاضر تظل البلوكات شاهدة على التاريخ وتظل طرق التشغيل التى يراها البعض على أنها قديمة ولابد من تغييرها، منافسة لكل الوسائل التكنولوجية فى التأمين للقطارات المختلفة بالعديد من الخطوط الحديثة.