كشف الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، ورئيس لجنة تطوير ومراجعة مناهج التاريخ بوزارة التربية والتعليم، عن أن لجنة تنقيح ومراجعة كتب التاريخ انتهت من عملها فى مراجعة مناهج المدارس الحكومية والدولية، وأنه بالنسبة لمناهج المدارس الدولية رصدت اللجنة مجموعة من المغالطات، وتغيير الحقائق التاريخية والتلاعب بالوثائق، إضافة إلى أخطاء فى الوقائع التاريخية، سواء ما يتعلق بالأشخاص طرفى الحدث أو تاريخ الواقعة، إضافة إلى المعلومات والبيانات.
وأشار الدكتور جمال شقرة فى تصريح خاص لـ"انفراد"، إلى أن اللجنة أعدت تقارير حول هذه المغالطات التاريخية، وتم رفعها للدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، متابعًا: "تدريس مثل هذه المعلومات للطلاب سيشوه عقولهم، ويكسبهم معلومات مغلوطة فيما يخص تاريخ مصر"، مؤكّدا أنه تم مراجعة هذه المغالطات وتصحيحها، بعد ترجمة كتب المدارس الدولية للغة العربية، موضّحًا أن عمليات تطوير المناهج مستمرة، ويقودها سمير الشرقاوى مستشار الجغرافيا بالوزارة، بالتعاون مع مركز تطوير المناهج وبعض أساتذة الجامعة فى التخصص، وأنه من وقت لآخر تأتى شكاوى من الميدان من معلمين وأولياء أمور، وتتم إحالتها للجنة المتابعة والتطوير.
جمال شقرة: رفعنا توصيات بإعادة تأليف مقرر الإعدادية والثانوية
وأضاف الدكتور جمال شقرة، رئيس لجنة تطوير ومراجعة مناهج التاريخ بوزارة التربية والتعليم، أن اللجنة التى شكلها الوزير الهلالى الشربينى خلال العام الماضى، كانت مكلفة بغربلة المقررات الدراسية، عبر اختصار الوقائع والتفاصيل التى لا أهمية لها، وتنقية المقررات من الأخطاء المرتبطة بالزمن ومسرح العملية التاريخية، كأن يقال إن هذه المعركى وقعت فى مكان كذا، ولا يكون هو المكان الصحيح للموقعة التاريخية، إضافة إلى بعض الأخطاء الأخرى، مشيرًا إلى أن اللجنة أعادت صياغة بعض الفقرات والموضوعات لأسباب متعددة، منها على سبيل المثال الثورة العرابية، والتى كانت مكتوبة بتفاصيل كثيرة وبقدر من التعقيد، نتيحة للتركيز على الحوادث اليومية التى وقعت فى هذه الفترة، مع صياغة بعض الموضوعات الخاصة بمحمد على باشا.
وأوضح الدكتور جمال شقرة، أنه تم الانتهاء من جميع الأخطاء المرصودة فى مادة التاريخ بالمناهج الدراسية المختلفة، مشيرًا إلى أن اللجنة رفعت توصية بإعادة تأليف مقرر الدراسات للشهادة الإعدادية، والتاريخ للثانوية العامة، وبالفعل تم الإعلان عن المسابقة فى هذا الشأن، كاشفًا عن أن أمر مراجعة كتب المدارس الدولية تم طرحه على مستشار المادة، سمير الشرقاوى، قبل تعيين الهلالى الشربينى وزيرًا للتربية والتعليم، واستجاب المستشار وتم تشكيل لجنة من الأساتذة المتخصصين من جامعتى الإسكندرية ودمنهور، برئاسته، وتم التعامل مع كتب المدارس الدولية، مستطردًا: "كل كتب الدولى فى التاريخ خضعت للمراجعة، وتمّت ترجمتها للعربية، للبحث عن الأخطاء الموجودة فى هذه الكتب".
مغالطات كارثية فى مناهج التاريخ.. سرقة انتصار 6 أكتوبر من مصر
وأكد رئيس لجنة تطوير ومراجعة مناهج التاريخ، أنه تمّت ترجمة الكتب من جانب 3 أساتذة كبار فى المجال، ومختصين فى الترجمة، وتم البحث عن الأخطاء، سواء تسربت بحسن نية أو كانت مقصودة، مضيفًا: "اكتشفنا بعض المسائل الخطيرة، التى لا يجب أن يدرسها أبناؤنا فى المدارس الدولية، كونها تؤثر على الهوية والانتماء الوطنى، وعلى رأس الأخطاء التى تم اكتشافها على سبيل المثال، أن بعض الكتب لا تنسب انتصار 6 أكتوبر 1973 لمصر، وتؤكد أن إسرائيل هى من انتصرت فى الحرب، وتعتبرها هزيمة لمصر، ولا تعترف بانتصارنا، وهذا الأمر خطير جدًّا ويؤثر على عقول الطلاب وانتمائهم وحبهم لبلدهم"، موضّحا أنه تم تصويب هذا الجزء وإعادة صياغته ورفعه للوزير لتعديل هذا الأمر فى المقررات.
وأضاف الدكتور جمال شقرة فى تصريحه لـ"انفراد"، أن قائمة الأخطاء تضم أيضًا، تورط بعض هذه المناهج فى الهجوم الشديد على الرئيس جمال عبد الناصر، بسبب موقفة من إسرائيل، ورفضه للصلح المنفرد معها، كما تم توصيف ثورة 23 يوليو 1952 على أنها انقلاب، ويطلقون عليها انقلاب جمال عبد الناصر، وهذا أمر خاطئ علميًّا، وتم تجاوزه، ولازم ولادنا يعرفوا إن الجيش المصرى جزء من الشعب"، مشيرًا إلى أن هناك أخطاء كبيرة فى التاريخ الفرعونى أيضًا، وفى بعض المواقع التاريخية، وأن كل هذه الكتب خضعت للمراجعة وتم تجاوز هذه الأخطاء وتصويبها.
حذف مبارك من المناهج بدءًا من 2011.. وتدريس 25 يناير و30 يونيو مش صح
وأكد "شقرة"، إلى أنه بالنسبة لما أثير حول وضع مبارك فى المناهج وحذفه، فقد تم تكليف اللجنة بمراجعة المناهج، واعتمدت فى عملها على منهج التاريخ للعام الدراسى 2014/ 2015، وتم الالتزام به فيما يتعلق بالجوانب السياسية الحساسة، لافتًا إلى أن التفاصيل الكثيرة للرئيس الأسبق حسنى مبارك حُذفت منذ العام 2011، عندما رُفع اسمه من الميادين والمدارس ومحطة مترو الأنفاق فى أعقاب ثورة 25 يناير.
وأعلن رئيس لجنة تطوير ومراجعة مناهج التاريخ، أن لديه وجهة نظر فيما يتعلق بثورتى 25 يناير و30 يونيو والمناهج الدراسية والفترة الانتقالية، إذ كان من المفترض أن تُرفع هذه الفترة ولا يتم تسجيلها تاريخيًّا، لأنها لم تخضع للكتابة التاريخية العلمية حتى الآن، ويمكن إضافتها لمناهج التربية الوطنية بشكل موجز، ولكن غلبة وجهة النظر الأخرى المنحازة لكتابة أحداث الثورتين هى التى انتصرت، مشيرًا إلى أن القوة التى شاركت فى أحداث 25 يناير و30 يونيو لم يعجبها ما كُتب عن الثورة، و"كل واحد عايز يطلع صورته واسمه فى المناهج".
وأوضح رئيس لجنة تطوير ومراجعة مناهج التاريخ بوزارة التربية والتعليم،