مرار الأسعار يغرق "غيطان السكر".. مشكلة جديدة بين الوزارة ومزارعى قنا مع بداية موسم القصب.. الفلاحون يرفضون التوريد بـ500 جنيه للطن ويطلبون 700.. والنواب يحذرون من أزمة طاحنة ويحملون الحكومة المسؤولية

تشهد محافظة قنا تحركات مكثفة من مزراعى قصب السكر، ونقابة الفلاحين، وأعضاء مجلس النواب عن المحافظة، لمواجهة أزمة مزارعى القصب، على خلفية رفضهم لسعر التوريد الذى أقرته الحكومة بواقع 500 جنيه للطن، إذ أعلن فيه مئات المزارعين، عبر عدد من اللقاءات المتتابعة، رفضهم لتوريد القصب لمصانع السكر بهذا السعر، مطالبين والمطالبه بزيادة السعر إلى 700 جنيه، مؤكّدين أن تكلفة زراعة فدان القصب تصل إلى 21 ألف جنيه، وهو ما انحاز له أعضاء مجلس النواب معتبرين مطلب المزارعين أمرًا مشروعًا، بينما التزم المسؤولون الصمت. بعيدًا عن حالة الخلاف القائمة، وعلى أرض الواقع، تغيرت الصورة بدرجة كبيرة، ففى مثل هذا الوقت من كل عام كانت محافظة قنا تحتفل بموسم توريد محصول قصب السكر إلى المصانع، للبدء فى مراحل صناعته، وتحويله لسكر خام وعديد من الصناعات التكاملية الأخرى، إلا أن أزمة سعر طن قصب السكر جاءت لتهدد بعدم بدء موسم التوريد، المقرر له 5 يناير المقبل، فى موعده السنوى المعتاد. نقيب مزارعى القصب: الجميع اعترضوا على السعر.. والمسؤولون رفضوا التواصل فى هذا الإطار، قال اللواء مختار فكار، نقيب مزارعى القصب بمحافظة قنا، إن المزارعين يرفضون قرار المسؤولين بتحديد سعر طن قصب السكر عند مستوى 500 جنيه، وإغلاق الحكومة باب النقاش حول قراراتها، بتجاهل التواصل مع المزارعين فى محافظات الصعيد، أو الالتفات لهم، ما يزيد من تعقيد المشكلة. وأضاف "فكار" فى تصريح خاص لـ"انفراد"، قائلاً: "حاولنا مرارًا وتكرارًا توصيل مطالب المزارعين ومشكلاتهم للمسؤولين، إلا أنهم حددوا سعر الطن بما لا يتناسب مع احتياجات ومصاريف المحصول طوال العام، والنقابة لا تتدخل فى قرارات المزارعين بتوريد المحصول من عدمه، إلا أنها عقدت عدّة لقاءات معهم، بالتنسيق مع أعضاء مجلس النواب عن المحافظة، وانضم لهذه اللقاءات مزارعون من محافظة أسوان، وأعلن الجميع رفضهم للسعر المقرر من جانب الحكومة، وتم توصيل ذلك للمسؤولين من خلال مذكرات رسمية، إلا أنهم رفضوا التواصل مع المزارعين أو النقابة"، مشيرًا إلى أنه من المقرر أن ينطلق موسم توريد القصب فى أول يناير المقبل، ويبدأ بمصنع كوم أمبو فى أسوان، ثمّ يعقبه التوريد بمصانع محافظة قنا. سحر صدقى: صمت الحكومة يزيد الأمر سوءا.. ويقود لأزمة سكر طاحنة فى السياق ذاته، قالت سحر صدقى، عضو مجلس النواب عن محافظة قنا، إن صمت الحكومة بشأن الأزمة يزيد الموقف سوءًا، وتجاهلها لمطالب المزارعين ورفضها التواصل والنقاش معهم حول سعر طن القصب، يدفع آلاف المزارعين لترك زراعة القصب، ما قد يتسبب فى أزمة سكر طاحنة خلال الموسم المقبل. وأضافت سحر صدقى فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أنه خلال عدة لقاءات بالمزارعين فى مراكز محافظة قنا، أعلنوا رفضهم التوريد بالسعر المقرر، لما يتحملة المزارع طوال العام من مشقة ومبالغ مالية، خاصة مع زيادة سعر السولار وارتفاع تكلفة زراعة المحصول وحصاده، محملة الحكومة ورئاسة الوزراء المسؤولية عن الأضرار الناجمة عن عدم تحريك الأسعار، والإصرار على التحامل على المزارعين بما يضر الصالح العام. نائب عن قنا: طالبنا بمناقشة وزيرى التموين والمالية.. ويجب تحريك السعر لـ800 جنيه من جانبه، قال فتحى قنديل، عضو مجلس النواب عن محافظة قنا، إنه تقدم بطلب رسمى، ومعه 20 عضوًا بالبرلمان، لمناقشة وزير التموين الوتجارة الداخلية اللواء محمد على مصيلحى، ووزير المالية الدكتور عمرو الجارحى، لمطالبتهما بتحريك سعر طن قصب السكر، والوصول به إلى ما بين 700 و800 جنيه، وذلك بسبب ما تكلفه زراعة محصول القصب طوال العام، متمنيًا حل الأزمة قبل موعد توريد القصب فى أول يناير المقبل.