"خربها وقعد على تلها" ملخص حال تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، الذى يواصل حملة القمع والاستبداد التى يمارسها ضد شعبه، التى كان لها العديد من التداعيات على صعيد الأمن والاقتصاد، وأسفرت عن تراجع مؤشرات اقتصاد تركيا لأدنى مستوياتها، بالتزامن مع أكبر موجة من طلبات اللجوء السياسى تقدم بها الأتراك لدول الجوار وفى مقدمتها ألمانيا.
وكشفت بيانات رسمية اليوم الخميس أن مؤشر الثقة الاقتصادى فى تركيا انخفض أكثر من 18% إلى مستوى قياسى فى ديسمبر، ما يشير إلى توقعات أكثر تشاؤماً بعد انكماش الاقتصاد بنسبة 1.8% فى الربع الثالث.
وقال معهد الإحصاء التركى، إن المؤشر وهو مقياس واسع للثقة فى الاقتصاد هبط إلى 70.52 نقطة فى الشهر الأخير من العام، مقارنة مع 86.55 فى الشهر السابق. وهذا أدنى مستوى للمؤشر منذ أن بدأ معهد الإحصاء فى جمع البيانات فى يناير 2012، ويعكس المؤشر توقعات اقتصادية متفائلة حين يتجاوز الـ100، بينما يشير إلى توقعات متشائمة حين يقل عن هذا المستوى.
وكان المؤشر ارتفع فى نوفمبر 7.4% إلى 86.55 نقطة، وتتجلى المعنويات السلبية تجاه تركيا فى الانخفاضات الحادة التى سجلتها الليرة هذا العام، حيث هبطت العملة التركية نحو 19% أمام الدولار.
وقالت وزارة السياحة اليوم، الخميس، إن عدد الأجانب الذين زاروا تركيا انخفض 21.35% إلى 1.35 مليون فى نوفمبر. وتضرر قطاع السياحة، الذى يضيف نحو 30 مليار دولار إلى الناتج المحلى الإجمالى كل عام، جراء سلسلة من التفجيرات أُلقيت مسئوليتها على تنظيم الدولة الإسلامية والمسلحين الأكراد، وبسبب أزمة دبلوماسية مع روسيا اندلعت قبل أكثر من عام. واتفقت موسكو وأنقرة فى أغسطس على تطبيع العلاقات بينهما.
على صعيد منفصل، قال وزير العمل للصحفيين، إن تركيا ستزيد الحد الأدنى للأجور بنحو 8% فى العام المقبل ليصل الحد الأدنى لصافى الأجر الشهرى إلى 1404 ليرات (397 دولارا). ومن المتوقع أن يصل معدل تضخم أسعار المستهلكين إلى ما يزيد قليلا عن 8 % فى نهاية العام المقبل حسبما أظهر مسح للبنك المركزى.
وبالتزامن مع آلة القمع التركية التى يقودها أردوغان، كشفت تقارير رسمية نشرتها قناة روسيا اليوم فى تقرير لها اليوم أن عدد من تقدموا بطلبات لجوء للحكومة الألمانية فى هذا الشأن يفوق 3 أضعاف من تقدموا فى عام 2015.
وكشفت التقارير أن السلطات الألمانية تسلمت منذ بداية السنة إلى شهر نوفمبر، 5.2 ألف طلب من مواطنى تركيا من بينهم 4 آلاف من السكان الأكراد، فى حين بلغ عدد الطلبات عام 2015 من تركيا 1.8 ألف فقط.
وعلقت النائبة اليسارية فى البرلمان الألمانى، "أولا يلبكى" بحسب روسيا اليوم على تزايد طلبات اللجوء السياسى من قبل الأتراك بقولها : "أنقرة تحارب السكان الكرد، وأصبحت دولة غير آمنة وليست المكان الذى يمكن للمهاجرين الحصول فيه على مكان للجوء".
وسبق أن طلب عشرات من العسكريين الأتراك طلبا للحصول على اللجوء السياسى فى ألمانيا، والذين يؤدون الخدمة فى قاعدة الناتو العسكرية رامشتاين، كما قدم عدد من الدبلوماسيين الأتراك طلبات مماثلة.