فى الوقت الذى تنشب فيه خلافات بين الإخوان وحلفاءها فى الخارج، بسبب الفشل المتلاحق للجماعة وسياساتها الداخلية، نشبت قبل رأس السنة الميلادية معركة من نوع آخر بين شيوخ الإخوان وحلفائها حول تهنئة الأقباط بأعياد ميلادهم.
بداية الخلاف جاء بعدما أصدر عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق بيانا أجاز فيه تهنئة الأقباط بعيد ميلادهم، وقال عبر صفحته على "فيس بوك": "بمناسبة فقرة تحريم تهنئة المسيحيين بتاعة كل سنة يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم على مذهب الإمام ابن تيمية وكل سنة وأنتم طيبين" مستشهدا بحديثه لفتاوى للعالم المجدد محمد رشيد رضا.
وتأتى تصريحات عصام تليمة، بعد أيام قليلة من تحريض وجدى غنيم، الداعية الإخوانى، بشكل علنى ضد الأقباط، واعتبارهم سبب كبير فى ما تتعرض له الجماعة.
فى المقابل شن أبو حازم عبد الرحمن، القيادى بتحالف دعم الإخوان، هجوما عنيفا على عصام تليمة، متهما إياه بالكذب والخداع على مؤيدى الإخوان، زاعما أنه لا يجوز تهنئة الأقباط بأعياد ميلادهم.
وقال فى بيان له رد على تصريحات عصام تليمة: "يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم على مذهب الإمام ابن تيمية"، هذا ما كتبه عصام تليمة على صفحته بمناسبة احتفال إخواننا بعيد الميلاد ، وهو عيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام".
وأضاف: "كتبت ردا عليه منذ أكثر من عشرين سنة أنكر على المهندس إبراهيم شكرى _ رئيس حزب العمل _ هو وسيف الإسلام البنا ابن حسن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان لأنهما كان يذهبان معٱ إلى الكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد ، وقلت لا يجوز التهنئة – على حد زعمه - .
وفى السياق ذاته، شن محمود فتحى، رئيس حزب الفضيلة السلفى، والقيادى فيما يسمى تحالف دعم الإخوان، هجوما على الاقباط قبل رأسا لسنة الميلادية، قائلا إن الغرب الذى يحاصر المنطقة، ويهاجم الإسلاميين، ولذلك على التيار الإسلامى أن يقاومهم – على حد قوله - .
فيما رد الشيخ على قطب، الداعية المحسوب على تحالف دعم الإخوان، على عصام تليمة، قائلا إن تهنئة الأقباط بمولود أو نجاح لا يوجد بها إشكالية ولكن التهنئة بأعيادهم هى من تعد الإشكالية .
فى المقابل أيضا رد عصام تليمة، على هجوم حلفاء الإخوان عليه بسبب إعلانه جواز تهنئة الأقباط بعيدهم قائلا: "وصل نقد بعض من لا علم عندهم لمن يجيز تهنئة غير المسلمين بأعيادهم باتهامهم فى علمهم ودينهم، فهناك فتوى للشيخ السلفى المجدد الشيخ محمد رشيد رضا فى مجلة المنار سنة ١٩٠٣م تجيز الزيارة والتهنئة فى أعيادهم".
وتفسيرا لهذه المعركة والتلاسن، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن بعض شيوخ الجماعة يحرصون على تهنئة الأقباط مجاملة للغرب، لذلك يحرصون دائما على تهنئة المسيحيون فى الغرب باعيادهم بينما يتجاهلون الأقباط فى مصر تماما.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن هناك تيارات داخل الإخوان وحلفاء متشددين يحرضون ضد الأقباط بل ويحرضون أنصارهم على استخدام العنف ضد الأقباط وهم من يعارضون فتاوى بعض شيوخ الإخوان بجواز التهنئة".