حرب استخباراتية ونفسية أطلقها الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما فى وجه خصمه اللدود الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين ، تصاعدت حدتها مساء أمس بقيام إدارة أوباما بطرد 35 دبلوماسيا روسيا من الولايات المتحدة ووفرض عقوبات على مؤسسات وشخصيات روسية ، بزعم التدخل وجود قرصنة روسية عسكرية على الحزب الجمهورى للتأثير فى الانتخابات الأمريكية التى انتهت بفوز دونالد ترامب وهزيمة مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون.
والغريب أن تلك الحرب تأتى قبل 20 يوم فقط من تنصيب ترامب ، الذى تسعى إدارته الجديدة للتقارب مع روسيا ، وقد جاء امتناع تصويت إدارة أوباما عن قرار الاستيطان الذى يدين إسرائيل نكاية فى ترامب المؤيد لإسرائيل بشدة.ليتواصل ذلك الكيد السياسى بين إدارة منتهية وإدارة جديدة ويعيد ملف العلاقات الروسية الأمريكية إلى الصفر .
فقد أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن القومي في الولايات المتحدة تقريرا مشتركا حول ما وصفه بالهجمات الإلكترونية المنسوبة إلى روسيا خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وتضمن التقرير المؤلف من 13 صفحة والمعنون بـ"التقرير التحليلي المشترك" تفاصيل فنية "حول الآليات والبنية التحتية التي استخدمتها الخدمات الاستخباراتية المدنية والعسكرية الروسية لخرق واستغلال الشبكات الإلكترونية وأجهزة الكومبيوتر المتعلقة بالانتخابات الأمريكية وكذلك الحكومة الأمريكية والقطاعي الخاص والعسكري".
ووفقا للتقرير، نفذ القراصنة الإلكترونيون الروس هجمتين ضد حزب أمريكي لم يسمه في صيف العام 2015 وربيع العام 2016. ورجح التقرير أن هاكرز على صلة بالمخابرات الروسية، واصلوا هجماتهم ضد الولايات المتحدة بعد الهجمتين المذكورتين، وجاء آخرها في نوفمبر من العام الجاري، قبل بضعة أيام من انتخابات الرئاسة الأمريكية. وأوردت الوثيقة قائمة مجموعة هاكرز "مرتبطة بروسيا" تشمل 50 مجموعة .
وفي أكتوبر من العام الجاري، اتهم رؤساء أجهزة المخابرات الأمريكية روسيا بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية على أنظمة انتخابية في البلاد. وأعقبتها اتهامات موجهة من قبل وكالة المخابرات المركزية باختراق روسيا بريد الحزب الديمقراطي بهدف المساعدة في فوز دونالد ترامب ضد هيلاري كلينتون في الانتخابات، وذلك دون تقديم أية أدلة تثبت تورط موسكو في الهجمات المزعومة
ووصف ترامب التصريحات عن تدخل روسيا لدعمه في الانتخابات بالـ"مضحكة".
من جانبها، نفت موسكو جميع هذه الاتهامات، مؤكدة أنها "مختلقة من قبل هؤلاء الذين ينفذون حاليا في واشنطن طلبية سياسية جديدة ويواصلون تصعيد الهستيريا غير المسبوقة المعارضة لروسيا"، حسبما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف.
الكرة الآن فى ملعب القيصر بوتين ، الذى تشير كل السيناريوهات المتوقعة إلى أنه لن يتصل بأوباما بل سينتظر حتى تنصيب ترامب الذى يمكنه الدستور الأمريكى من إصدار مرسوم يلغى جميع عقوبات أوباما ، وربما يحاول بوتين امتصاص غضب الشعب الروسى بإجراءات مماثلة مثل طرد دبلوماسيين أمريكيين ، وإغلاق المدارس الأمريكية على الأراضى الروسية ، ومواصلة سباق التسلح النووى .
مباراة جددية وحرب أعصاب بين لاعب منهية ولايته والقيصر الروسى ، تعيد إلى الأنظار مشهد الحرب الباردة مرة أخرى.