*مصر أول من حملت هموم اللاجئين وشعرنا بالفخر عند رؤية نادية مراد مع السيسي
* لم نأت لمال أو مظاهر أوروبا ولدينا قضية حقيقية نرغب فى توصيلها للعالم
*تم إلصاق تهمة "أحداث كولونيا" فينا وكل اللاجئين السوريين برئتهم الشرطة
*لا نريد العودة لويلات الحرب وسنجعل العالم يرى الفرق بيننا وبين داعش
*نتمنى أن تفتح مصر أبوابها لمعاناة اللاجئات المغتصبات ونثق فى جهود الخارجية المصرية
"لم نذهب لأوربا من أجل المظاهر أو الترف ولكن بسبب ظروف الحرب ولدينا قضية حقيقية" بهذه الكلمات دخل انفراد إلى حكايات ومآسى يومية يعيشها اللاجئين العرب فى ألمانيا، ممن سافروا إلى عالم مختلف وجديد عليهم، سواء كان ذلك الاختلاف فى اللغة أو الثقافة أو حتى طريقة المعيشة.. ولكنهم حتى الآن يحاولون الصمود والاندماج فى ذلك المجتمع، مسلحين بالنوايا الحسنة والمبادرات الجميلة، ورافضين رفضاً بات وقاطع أى محاولات متطرفة من تنظيم داعش الإرهابى بأفكاره التدميرية، ولأن مصر أم الدنيا وقلب العالم العربى والإسلامى، توجه لها اللاجئين بالشكر على حملها الهم الأكبر للاجئين مؤكدين أنهم شعروا بقامة مصر الكبيرة ودورها فى القضية عندما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى والشيخ أحمد الطيب الفتاة الأيزيدية "نادية مراد".
بداية صعبة ومحاولات لإدماج اللاجئين
فى البداية يحكى اللاجئ "فادى عيسو" -30 سنة عن مأساته، قائلاً:"أعيش منذ عام ونصف فى ألمانيا، البداية لم تكن سهلة أبداً، فقد كان هناك حاجز اللغة والإندماج مع المجتمع، بالإضافة إلى محاولة إيجاد عمل وسط هذه الظروف الصعبة، ولكن خطوة بخطوة بدأت فى تعلم الألمانية وحصلت على عمل فى صالون حلاقة، وكل أملى ألا اضطر للعودة لويلات الحرب التى هربت منها".
وأضاف: "عندما وقعت أحداث كولونيا وتم اتهام اللاجئين فيها، رفضنا ذلك رفضاً قاطعاً، فخرجنا فى مظاهرات بالورد والمحبة، لنشكر الشعب الألمانى الكريم على استقبالنا، ونعتذر له عن أى إساءة، ونقول أن اللاجئين ضد التحرش والإساءة للنساء والعنصرية بأى صورة من الصور".
اللاجئين للشعب الألماني: هذه هى أخلاقنا الجميلة
واستطرد:" اللاجئين السوريين والعرب لم يفعلوا ذلك، ولكن للأسف تم إلصاق التهمة بنا، ورغم ذلك نحاول كل يوم أن نثبت للشعب الألمانى أن هذه هى أخلاقنا، وأن عروبتنا لا تعنى عدم احترام أفكار وتقاليد الغرب".
واختتم قائلاً:" أنا مواطن كردى أيزيدى وقوميتى كردية عربية، واعتز بذلك كثيراً، ورسمت بيدى العلمين العربى والأمانى إلى جوار بعضهما فى المظاهرات، لأقل أنا وكل اللاجئين للعالم، أن هؤلاء هم اللاجئين وتلك أخلاقهم".
لن نرد جميل ألمانيا بالإساءة مهما فعل العنصريون:
وعن العنصرية التى يواجهها اللاجئون السوريون فى ألمانيا، قال محمد سعدى، اللاجئ السورى منذ 8 شهور:" هناك بعض العنصريين الرافضين لوجود اللاجئين السوريين داخل ألمانيا ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، ولكننا لم ولن نرد جميل ألمانيا ومعروفها بالإساءة، فهذه البلد رحبت بنا، وفتحت أبوابها، وعاملتنا أفضل معاملة، وهؤلاء قلة، ومهما ضربونا بالبيض أو علموا أبوابنا بالأحمر فسنشكرهم".
وأضاف:" تم إلصاق تهمة "أحداث كولونيا" فينا وكل اللاجئين السوريين برئتهم الشرطة، والعديد من الرجال السوريون أنقذوا فتيات يومها من التحرش، وهم من اعترفوا بذلك بعد الواقعة لوسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية".
واختتم:" السوريون لا يريديون العودة لويلات الحرب، وسنجعل العالم يرى الفرق بيننا وبين تنظيم داعش الإرهابي".
لا توجد مشاكل منذ أربع سنوات..لماذا الآن؟
من جانبه قال "روجهات" اللاجئ السورى الذى يعيش فى ألمانيا منذ عام ونصف الآن:" العالم كله يعرف أن سوريا مشتعلة بالحرب، ولم نأت إلى هنا من أجل مال أو مناظر أوروبا، ولكن لأن لدينا قضية حقيقية، لذا لا يجب على أى دولة أن تغلق أبوابها أمامنا".
وعما وقع من حوادث تحرش فى "كولونيا"،أضاف "روجهات": "كثير من السوريين هنا منذ أربع سنوات، أى مع بداية الأزمة، ولم نسمع وقتها عن أى اتهامات سرقة أو اعتصاب أو تحرش بالنساء، ولكن مؤخراً ظهر أعداء كثر لوجود اللاجئين السوريين ممن يخرجون فى مظاهرات ضدنا، ومثلما أثيرت الشكوك حول اللاجئين، كان يجب التحقيق أيضاً مع الرافضين لوجودهم".
واختتم اللاجىء السوري:" أكثر ما يهمنا الأن سمعتنا".
أخلاق اللاجئين الطيبة شوكة فى حلق داعش:
وفى نفس الإطار، قال "على عيسو" مدير المركز التعليمى لحقوق الإنسان فى ألمانيا، وصاحب واحدة من أهم قصص النجاح للاجئين فى أوروبا، فقال:"نحن أكبر عدو لداعش، فنحن كالشوكة فى الحلق بالنسبة لهم، ذلك لأننا ضد أفكارهم المتطرفة وإرهابهم، ونحاول كل يوم إعطاء فكرة صحيحة عن العرب بوجودنا وسط المجتمعات الأوربية، فنسبة كبيرة من العرب اللاجئين واعين ومثقفين، ويسعوا إلى أن يتحولوا إلى منتجين فى أعمالهم وأفكارهم، لا أن يكونوا مستهلكين فقط لموارد الشعب الألماني".
اللاجئين: نفتخر بمبادرات مصر والسيسى وشيخ الأزهر:
وعن مصر قال "عيسو":" مصر أكبر من حملت هموم وقضايا اللاجئين، قبل العديد من الدول، وحينما رينا مشهد الفتاة الأيزيدية اللاجئة نادية مراد وهى تستقبل من الرئيس السيسى وشيخ الأزهر، شعرنا بالفخر والشرف الكبير".
أما أكبر المشاكل التى يواجهها اللاجئين بصفة عامة الآن فى ألمانيا فهى تعرض النساء للتحرش وأحيانا الاغتصاب، الأمر الذى يحتاج إلى دولة قوية وكبيرة عن حقوقهم ودعمهم معنويا ولوجيستياً، وفى هذا السياق قال "عيسو":نتمنى لو تساعدنا الخارجية المصرية فى ألمانيا على دعم قضايا اللاجئات، فنحن نثق فى قدراتها كثيراً، فمجرد التنسيق وفتح الأبواب لاستقبال اللاجئات السوريات والعراقيات سيشكل حل ودعماً كبير لهذه القضية".