أعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن العقوبات الجديدة التى وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر خطوات غير ودية، واستفزازية، وهي تهدف إلى مزيد من تقويض العلاقات بين الجانبين،وقال بوتين ردا على فرض العقوبات الجديدة من قبل الولايات المتحدة ضد روسيا، أن روسيا تحتفظ لنفسها بحق الرد على التدابير التي اتخذتها الولايات المتحدة، لكنها لن تنحدر إلى مستوى دبلوماسية "المطبخ"، وذلك بحسب المكتب الصحفي للكرملين.
وجاء في تصريح الرئيس الروسى، اليوم الجمعة: "الخطوات غير الودية الجديدة للإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها، هي استفزاز يهدف إلى مزيد من تقويض العلاقات الروسية — الأمريكية، مما يتعارض بوضوح مع المصالح الأساسية للشعبين "الروسي والأمريكي"، نظرا لأن روسيا والولايات المتحدة لديهما مسؤولية خاصة، للحفاظ على الأمن العالمي، وعدم الإضرار بمنظومة العلاقات الدولية بأكملها".
وقال بوتين: "نحتفظ بحق الرد، نحن لن ننحدر إلى مستوى دبلوماسية "المطبغ" غير المسؤولة واتخاذ مزيد من الخطوات نحو استعادة العلاقات الروسية الأمريكية سيكون بناء على أساس السياسة، التي سوف يتم اتخاذها من قبل إدارة الرئيس ترامب".
وأعرب الرئيس الروسي عن أسفه لحقيقة أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، ستنهي عملها بهذه الطريقة، التي فرضت فيها عقوبات إضافية ضد روسيا، مضيفا فى بيانه: ولكن، مع ذلك، أهنئه، وأهنئ أفراد عائلته، بالسنة الجديدة".
وأشار بوتين إلى أن موسكو لن تطرد أحدا ردا على تصرفات الولايات المتحدة، في حين أنه لدى الجانب الروسي كل ما يدعو للاستجابة الكافية.
وأضاف بوتين: "نحن لن نخلق مشاكل للدبلوماسيين الأمريكيين. ولن نطرد أحد. ولن نحظر على أسرهم وأطفالهم استخدام أماكن الراحة المعتادة لهم في أيام العطل ورأس السنة الميلادية. وعلاوة على ذلك، أدعو جميع أولاد الدبلوماسيين الأمريكيين المعتمدين في روسيا، إلى شجرة السنة الجديدة وعيد الميلاد في الكرملين"
كان مسؤول أمريكى قد قال أمس الخميس، إن الولايات المتحدة طردت 35 دبلوماسيا روسيا وأغلقت مجمعين روسيين فى نيويورك وماريلاند ردا على حملة مضايقة ضد دبلوماسيين أمريكيين فى موسكو.
وقال المسؤول الذى تحدث لرويترز شريطة عدم ذكر اسمه إن الولايات المتحدة أمهلت الدبلوماسيين الروس 72 ساعة لمغادرة البلاد.
وأضاف أن كل الدبلوماسيين الروس سيمنعون من دخول المجمعين بدءا من ظهر اليوم الجمعة.
وقال المسؤول لرويترز: "الإجراءات تأتى ردا على مضايقة دبلوماسيين أمريكيين فى روسيا وأنشطة لدبلوماسيين روس فى أمريكا نراها ’لا تتسق مع الممارسات الدبلوماسية."
وفى السياق ذاته قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إن الإجراءات ضد روسيا رد ضروري وملائم على مساعي الإضرار بالمصالح الأمريكية في انتهاك لقواعد السلوك الدولية الراسخة".
وأضاف أن أنشطة سرقة البيانات وكشفها لابد وأنها أديرت على أعلى المستويات بالحكومة الروسية.
وأشار إلى أن أمريكا فرضت عقوبات على 9 كيانات وأفراد بينهم جهازا مخابرات روسيان و4 ضباط مخابرات و3 شركات قدمت دعما ماديا للمخابرات.
بدوره قال الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب أمس الخميس إن البلاد تحتاج إلى "المضى قدما لأمور أكبر وأفضل" بعد أن أمر الرئيس باراك أوباما 35 دبلوماسيا روسيا بمغادرة البلاد بتهم تنفيذ هجمات إلكترونية على أنطمة كمبيوتر أمريكية.
وفى بيان صدر من منتجع له فى ولاية فلوريدا حيث يقضى عطلة عيد الميلاد دعا ترامب البلاد إلى "المضى قدما" لكنه أضاف أنه سوف يجتمع مع أعضاء من أجهزة المخابرات الأسبوع المقبل لمناقشة القضية.
وقال البيان: لقد حان الوقت لبلادنا لأن تمضى قدما إلى أشياء أكبر وأفضل.. ومع ذلك من أجل مصلحة بلدنا وشعبها العظيم سوف أجتمع مع قادة أجهزة المخابرات الأسبوع المقبل من أجل الإطلاع على حقائق الموقف."
فيما أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أنه اقترح على الرئيس فلاديمير بوتين طرد 35 دبلوماسيا أمريكيا خارج البلاد، تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل.
وأشار لافروف في حديثه لقناة (روسيا 24) أن دبلوماسية المعاملة بالمثل تعتبر قانونا فى العلاقات الدولية، وأنهم لن يلزموا الصمت حيال الخطوة التى اتخذتها واشنطن بإمهال 35 دبلوماسيا روسيا 72 ساعة لمغادرة الولايات المتحدة الأمريكية.
وذكر لافروف أن المقترح الذي قدمته وزارة الخارجية لبوتين يتضمن طرد 31 دبلوماسيا من السفارة الأمريكية في موسكو و4 موظفين من قنصليتها في مدينة سانت بطرسبرغ، ومنع استخدام دبلوماسيين أمريكيين مبنيين بالقرب من العاصمة موسكو.