صفوت الشريف ضم أملاك الشعب للشورى بعد حريق 2008وسرور رفض تعيين نجلة مذيع مشهور بالواسطه
كثير منا لا يعلم كواليس مضابط مجلس النواب، والتى تدون وتسجل عبر التاريخ مايحدث داخل الجلسات العامة للبرلمان، لتكون خير شاهدا على اعضاء مجلس النواب بما لهم وما عليهم، لذلك اقتحم موقع "انفراد" عالم "مضبطة البرلمان"، ليكشف عن "بطل من ورق" أو الجندى المجهول خلف أوراق المضبطة، من ضمن 500 شخص تقريبا بالبرلمان، يكتبون ويسجلون للتاريخ مضابط مجلس النواب، ويعد شاهدا ومدونا لعدة مجالس سابقة، منذ الثمانينات وحتى وقتنا الحالى، ليطلعنا على كواليس وأسرار البرلمان فى عهد الدكتور فتحى سرور مقارنة بالبرلمان الحالى فى عهد الدكتور على عبد العال، بالاضافة الى كواليس وأسرار كتابة المضبطة والذى لايعلمها الكثيرون.
واختص كاتب المضبطة "أ ر" والذى رفض ذكر اسمه، موقع "انفراد" بالعديد من اسرار البرلمان سواء الحالى أو السابق، والتى سنتناولها فى عدة أجزاء.
الجزء الثانى
أسرار البرلمان فى عهد الدكتور فتحى سرور
سقف الحرية والديمقراطية فى عهد "سرور" أعلى والبرلمان الحالى يمنعنى من التحدث للإعلام
تردد "كاتب المضبطة" فى البداية أن يتحدث لوسائل الإعلام والصحافة، ورفض ذكر اسمه، قائلا: "الموظف فى المجلس ممنوع أن يدلى بتصريحات للإعلام دون القيام ببعض الاجراءات، منها الرجوع للمجلس والأمين العام، وإذن من رئيس المجلس الدكتور على عبد العال شخصيا، بموافقته على حديثنا كموظفين للإعلام والصحافة، ولأن بنية المجلس الإداريه اتغيرت تماما عن زمان واصبح سقف الحرية والديمقراطيه أقل كثيرا عن ذى قبل، وعن المجالس السابقة، وأخص بالذكر الدكتور فتحى سرور والذى كان يتيح لنا التحدث للإعلام بحرية وكان بيشجعنا كمان، لكن حاليا تم وضع ضوابط للتحدث للاعلام من قبل مجموعة مستشارين من مجلس الدوله، للتحكم فى أمن المعلومات.
الدكتور فتحى سرور رفض تعيين نجلة مذيع مشهور بالواسطه
وتابع: "أتذكر واقعة للدكتور فتحى سرور منذ تعيينى فى البرلمان رسميا فى بداية تولى الدكتور فتحى سرور رئاسة المجلس، وأتذكر له واقعه مهمه جدا اثناء دفعة التعيينات للموظفين ، حيث قال سرور حينها "مش عايز واسطه لحد وانا اللى هختبرهم بنفسى.. وعايز اوائل قسم علوم سياسية وحقوق القاهرة وعين شمس"، وانا كنت التانى على الدفعه، وبالفعل تم تعيين الجميع دون وساطه لأحد، والدليل ان تقدمت معنا على الوظيفة فى هذا الوقت نجلة مذيع مشهور ، ولكن رفض سرور ان يقبل تعيينها نظرا لتدخل والدها".
الدكتور فتحى سرور دقيق ومنضبط فى مواعيده
وأضاف: "كان ملتزم جدا ودقيق فى كل شئ، والجميع كان يتعامل معه من هذا المنطلق وبإنضباط شديد فى المواعيد، وكان له "هيبه" كبيرة، ولم يحدث أن يدخل الجلسة سوى وهى جاهزة من كل شئ بمعنى أدق على "سنجة 10"، والنواب حاضرين جميعا، وبمجرد دخوله القاعة مباشرة يفتتح الجلسه، وكان مستحيل أن ينتظر دقيقه واحدة لجمع الاعضاء، مثلما يحدث الان، وبعكس مايحدث فى البرلمان مع الدكتور على عبد العال، حيث يدخل ويجلس وينادى على النواب من أعلى المنصه وينتظر جمعهم، ومن الممكن أن ينتظر أكثر من ساعه بدون نواب وينادى عليهم للحضور".
الجلسات العامة كانت تعقد فى مواعيدها دون تأخير مثلما يحدث الأن
وأكد: "فرق كبير بين الانضباط فى مواعيد افتتاح الجلسات حينها وبين مايحدث الأن، الجلسات فى عهد سرور كانت تعقد فى مواعيدها دائما، بل فى بعض الأحيان كانت تعقد قبل موعدها بما يقرب من ساعه، وكانت نادرا جدا مايتم تأخيرها ، واذا حدث وتأخرت لم تزيد عن ربع أونصف ساعه على الأكثر، وكان فى التزام شديد، وهذا يرجع الى انضباط أحمد عز والحزب الوطنى، بعكس الجلسات العامه فى البرلمان الحالى، الجلسه المقرر لها تبدأ الساعة 12 ظهرا يتم تأجيلها للساعة 3 عصرا لعدم وجود النواب".
أحمد عز الأقرب للدكتور فتحى سرور
وقال: "أحمد عز كان قريب جدا له بصفته الفنية فى الحزب، ولكن ايضا كان هناك نواب قريبين منه ، لكن سرور يتمتع بذكاء كبير وكان يضع مسافة متقاربه بين معظم النواب".
عدم وجود أولويه لبعض النواب الكبار أو المنتميين لأحزاب بعينها وتهميش البعض الأخر مثلما يحدث الأن
وأضاف: "كان المجلس والنواب جميعا لهم هيبه، ولا يوجد فرق يذكر بينهم، بعكس مايحدث الأن الأولويه لمن هم لديهم زخم إعلامى وسياسى ورجال الاعمال، مثل النواب: محمد السويدى وفرج عامر وطاهر أبو زيد وسعد الجمال وخالد يوسف ومصطفى بكرى، وغيرهم من المشاهير ، وهو ما أدى الى خلق ظاهرة غريبة من نوعها وهى ان بعض النواب أصبحت تسعى لإفتعال أزمات اعلاميه او شو اعلامى، مثل النائب الهامى عجينه وتصريحاته المستفزة من أجل الشهرة وحصوله على الكلمه مقارنة ببعض النواب الكبار فى المجلس، وبالفعل تحول لشخصيه عامه وكل الناس عرفته، لكن هيبة ووقار النائب زمان غير دلوقت".
الدكتور فتحى سرور يتمتع بخفة ظل مع النواب والعاملين فى المجلس
وأوضح: "كان الدكتور فتحى سرور بيحب "الهزار" جدا وكان لديه خفة ظل لكن ممزوجه بوقار وبطريقه غير مباشرة، لدرجة انه كان بيهزر على الورق..
"بيهزر" على الورق
متابعا: "كان هزار الدكتور فتحى سرور بوقار وعلى الورق، وأتذكر واقعة طريفه جدا فى هذا الأمر بينه وبين كمال الشاذلى، أثناء جلوس الأخير اسفل منصة رئيس المجلس،
حيث أرسل كمال الشاذلى له ورقه صغيره كاتبا بها: "ايه ياريس الكرافته الحلوة دى انت جايبها منين"..
فرد عليه سرور بنفس الطريقة على ورقه صغيره يغلقها ويضعها فى الحافظة الخضراء التى توجد على المنصه، ويرسلها مع أحد السعاه خلف المنصه كاتب فيها: "لا ده انا جايبها من باريس خلى بالك دى حاجه جامده جدا"..
ورد الشاذلى عليه مرة أخرى بنفس الطريقة ورقه كاتب فيها: "طب ياريس شوفنا بحاجه عشان أصلى فيها الجمعه"..
وبعد انتهاء الجلسات كان جميع الورق نتطلع عليه ونقرأه، لكنه حينها كانت اسرار لا يمكن لأحد الاطلاع عليها غيرنا".
لا يتمتع بالكرم والسخاء
واستطرد قائلا: "كان سرور لا يتمتع بالكرم والسخاء بعض الشئ لكنه كان حريص للغاية وكان من يريد التقرب له هو من يبادر ويقدم الهدايا، وكانوا الجميع يريدون قربه، لكن أحمد عز كان هو اللى بيصرف".
أحمد عز هو من يصرف
وتابع: "كان أحمد عز أقوى من فتحى سرور، وكان هو من يتولى مسألة الصرف لكن على حسب المصلحة التى يريدها، بمعنى انه كان بيعزم جميع الأعضاء فى البهو على كباب وكفته أو كشرى أو حتى فول وطعميه، ونوعية الأكل والعزومة كانت بحسب أهمية الموضوع ومايريده منهم أن يفعلوه،
وأتذكر واقعه فى هذا الشأن فى عام 2007 لتعديل الدستور، قام أحمد عز بعزومة جميع النواب على كباب وكفته فى فندق كبير جدا وحجزلهم غرف خاصه بهم، وذلك لحثهم على الموافقة على تعديل الدستور، ثم بعد ذلك كان عايزهم للتصويت على موضوع أقل أهميه من الدستور ، لذلك قرر أن يعزمهم على كشرى فى البهو.. لكن سرور عمره ماعزم حد كان بيتعزم بس".
صفوت الشريف كان أقوى وأذكى من سرور وضم أملاك الشعب للشورى
وأكد: "صفوت الشريف كان أقوى وفطن وأذكى شخص فى الوزارة، وأتذكر واقعة حريق المجلس عام 2008، حيث زار الرئيس الأسبق حسنى مبارك، المجلس تانى يوم على التوالى من الحريقة، وقال لهم "ايه اللى اتحرق؟".. رد فتحى سرور قائلا "مافيش حاجه اتحرقت ياافندم، ومااتحرقش عندنا فى مجلس الشعب حاجه وكله تمام والوثائق بتاعتنا تمام والمكان كله تمام".. رد صفوت الشريف قائلا "اللى اتحرق ده كله ياافندم للاسف من عندنا فى مجلس الشورى"..
على الرغم ان الحقيقة انه معظم ماتم حرقه كان من مجلس الشعب، الا ان فتحى سرور خاف يقول للرئيس أن الحريقة كانت عندنا فى مجلس الشعب، لذلك بعد ترميمها لم يجرؤ على استعادتها لأنه قال امام الرئيس ان ماتم اتلافه هو تابع للشورى وليس الشعب،
حيث طالب بعد ذلك الرئيس مبارك المقاولون العرب أن تعيد تصميم وتجهيز ماتم اتلافه على اعلى مستوى وضمه الى مجلس الشورى بناء على حديثهم، وضم بعد ذلك صفوت الشريف، جزء كبير جدا من مجلس الشعب من مبانى واقسام جديدة، الى مجلس الشورى الذى كان يرأسه حينها. أما الأن وبعد الغاء مجلس الشورى أصبحت كل المبانى تابعه لمجلس النواب".
عبارة طلب سرور حذفها من المضبطه
وقال: "عبارات كثيرة تم توجيهها للمسئولين بالحكومة، وطلب الدكتور فتحى سرور بشطبها من المضبطة، وتم حذفها مثل كلمة حرامى ترددت كثيرا من بعض النواب الى بعض المسئولين واى كلمه مهينه لأحد كان يطلب حذفها من المضبطة، وأتذكر واقعة وزير الإسكان حينها محمد سليمان، أثناء حضوره إحدى الجلسات العامة، قال النائب محمد العمده موجها كلامه للوزير: "إزاى يحضر ده حرامى"، مما جعل سرور أخذ موافقة جميع الأعضاء على حذفها من المضبطة الى جانب تحذير النائب بعدم تكرارها".
بطرس غالى كان أكثر وزير فى الحكومة مقرب للدكتور فتحى سرور
وتابع: "أكثر وزير كان مقرب للدكتور فتحى سرور وبينهم ود وكيميا، كان وزير الماليه بطرس غالى.
كان يقرأ المضبطه بتمعن ومتابع جيدا لأعمال البرلمان
متابعا: "كان سرور متابع جيدا ويقرأ ومهتم بكل حاجه لدرجة أنه كان يذاكر ويراجع كل شئ ويعلق ويكتب ملاحظاته دائما، لدرجة احيانا كان يطلب مننا الذهاب لمنزله بعد الساعه 1 منتصف الليل لمراجعة بعض الأوراق والملفات ، قبل عرضها فى الجلسه صباح اليوم التالى، وبعد ما ينتهى من ملاحظاته نأخذها للتعديل ثم نعرضها عليه مرة أخرى فى الصباح قبل بداية الجلسة، ليراجع مرة أخرى التعديلات، وبالطبع لا يحدث شئ من هذا من الدكتور على عبد العال".
جلسات خاصه مع بعض النواب أو الوزراء
واشار الى: "فى بعض الأحيان كانت تجمع سرور جلسات خاصة ببعض النواب والوزراء، وخاصة عندما يحتاج عضو ان يقضى له مصلحة شخصيه، مثل ان يتوسط له عند وزير أو مسئول بعينه".
النواب كانوا ملتزمون ومنضبطون بالمواعيد
وكانوا معظم النواب يحترموا المواعيد وملتزمين بها الى اقصى حد، وكان ليهم شكل تصويتى وبرلمانى هائل، ومهتمين بالمشاركة البرلمانية والجلسات العامه كانت تحظى بكم كبير من الحضور،
إلا أنه كان هناك بعض التجاوزات ايضا مثل قيام بعض النواب بالتوقيع فى كشف الحضور بالنيابه عن زملائهم فى المحافظة، الى جانب انه كان بعض النواب لا تحضر الجلسات نهائيا.
محمد المرشدى كان دائم الغياب فى عهد الدكتور فتحى سرور
واوضح: "من النواب المتغيبين فى برلمان الدكتور فتحى سرور، هو النائب محمد المرشدى عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى، لا يحضر نهائيا الجلسات، ولم نراه طوال سنوات عضويته سوى مرتين أوثلاثه على الأكثر".
مطالب إسقاط العضوية لم تكن منتشرة بين النواب مثل الأن
وأكد: "مطالب إسقاط العضوية لم تكن منتشرة بين النواب مثلما يحدث الأن، نهائيا لم يكن بالسهوله الموجودة حاليا، كانت غاية فى الصعوبة لأن المجلس كان سيد قراره، ولم يقوم بتحويل أحد للقيم أو يفصل نائب ولا حتى مجرد تحقيق معه إلا من خلال لائحته الداخلية، وأتذكر كان فى حينها بعض النواب، أثبت القضاء والداخلية أنهم حصلوا على العضويه بالتزوير لكن البرلمان لم يتخذ ضدهم موقف
ولكن حاليا المجلس ليس سيد قراراه، والدليل واقعة أحمد مرتضى منصور والشوبكى، جعلت البرلمان فى ورطة حكم القضاء واجباره على تنفيذ الحكم حتى ولوليس مقتنع بالحكم.
مبدأ كان يتم تطبيقه فى عهد سرور ويفتقده البرلمان الحالى
وتابع: "كان هناك مبدأ مهم جدا وهو من الثوابت والتقاليد التى أرساها فتحى سرور فى الحياة البرلمانيه، ولم يستطيع البرلمان الحالى تطبيقه، وهو مبدأ "ما يثار فى الصحافة والاعلام يرد عليه فى الصحافه والاعلام"، لعدم ضياع وقت المجلس والذى هو ملك للشعب، ويظهر البرلمان فى مظهر الرقى، لكن حاليا النواب تناقش خلال الجلسات ماقيل فى وسائل الاعلام وترد على الاعلاميين داخل القاعه".