استقال سفير بريطانيا لدى الاتحاد الأوروبى إيفان روجرز قبل 3 شهور من بدء المفاوضات الرسمية لخروج بلاده من الاتحاد، ما يعنى فقدان لندن لواحد من أهم مفاوضيها المتمرسين فى المؤسسة الأوروبية، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.
ولم يعلن روجرز أسبابا لاستقالته، اليوم الثلاثاء، قبل انتهاء فترته فى نوفمبر 2017، والتى بدأت فى 2013. وكان السفير واحدا من أبرز مستشارى رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون فى إطار عضوية بريطانيا فى التكتل الأوروبى قبيل طرح استفتاء الخروج، واستمر فى تقديم مشورته أثناء تحضير تيريزا ماى لبدء مفاوضات الخروج، طبقا للصحيفة البريطانية.
وقالت الصحيفة: إنه رغم سعى ماى الدائم لنصائح روجرز، إلا أن علاقته ببعض من فريق رئيسة الوزراء الذى يقود خطة الخروج تدهورت فى الشهور الأخيرة.
وبلغ سوء العلاقات ذروته الشهر الماضى بعد تسريب مذكرة منسوبة لروجرز، قال فيها: إن الاتحاد الأوروبى قد يستغرق 10 سنوات لقبول اتفاقية تجارية مع بريطانيا بعد مغادرتها. وتبع التسريب سلسلة من المقالات المعادية لروجرز فى الصحف المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد، بالرغم من أن المذكرة الموجهة لماى كانت نابعة من محادثات له مع مسؤولين بالاتحاد، على حد قول فاينانشال تايمز.
ووصف وزير الخزانة البريطانى السابقى نيكولاس ماكفيرسون استقالة روجرز "بالتدمير المتعمد والكامل للخبرات فى الاتحاد الأوروبى"، كما نقلت الصحيفة عنه، بما أنه لم يتم إشراك المسؤولين البريطانيين من ذوى الخبرة فى شؤون الاتحاد الأوروبى بشكل مباشر فى الأعمال التحضيرية للخروج من الاتحاد الأوروبى.
ونقلت الصحيفة عن نيك كليج، نائب رئيس الوزراء السابق، قوله: إن استقالة شخص له مثل هذه الخبرة تعد "ضربة موجعة لخطط الحكومة" للخروج من الاتحاد الأوروبى، مؤكدا أنه فى حال تعرضه لمضايقات من مؤيدى الخروج داخل الحكومة، فإن استقالته تعد "هدفا ذاتيا" أحرزته الحكومة.
وأكدت الصحيفة أن روجرز يحظى باحترام سفراء الاتحاد الأوروبى، كما كانت نصائحه مسموعة لدى الحكومة البريطانية لقدرته على تحديد "الفخاخ" فى عاصمة الاتحاد فى بروكسل، وأن خسارته تعد ضربة لوزارة الخزانة ووزارات أخرى تسعى "لانتقال تدريجى ومنظم" من داخل الاتحاد الأوروبى.
وكان روجرز يتوقع خروج شامل من الاتحاد الأوروبى، بما فيه الانسحاب من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركى، على عكس آمال البعض فى خروج لا يشمل هاتين المؤسستين.
وأشارت الصحيفة إلى أن السؤال الأكبر هو إذا ما كان الخروج الشامل سيتم من خلال انتقال مدار بشكل جيد، أم من خلال انسحاب حاد بلا اتفاق مسبق مع الاتحاد الأوروبى.
وقال رئيس المركز الأوروبى للإصلاح تشارلز جرانت على موقع تويتر: "إن استقالة إيفان روجرز تقلل من حظوظ (الاتفاق على) صفقة جيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. إنه واحد من القلائل جدا فى مقدمة الحكومة البريطانية الذين يفهمون الاتحاد الأوروبى".
ورحبت مجموعة داعمة لخروج الاتحاد الأوروبى تدعىLeave.EUبخبر الاستقالة، ناعتة روجرز "بالمتشائم" وإنه من "حرس الاتحاد الأوروبى القديم"، بحسب تقرير لصحيفة التليجراف.