في الذكرى الأولى لرحيله.. ممدوح عبد العليم الحالة الفنية الخاصة جدا.. صدقناه في "علي البدري" وضحكنا معه في "رامي قشوع" وبات فتى أحلام البنات في "رفيع بيه"

تمر اليوم الذكرى الأولى على رحيل الفنان الكبير ممدوح عبد العليم الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 60 عاما، إثر أزمة قلبية أصابته في إحدى الصالات الرياضية وتم نقله إلى مستشفى الانجلو لكنه فارق الحياة قبل أن يبدأ تصوير الجزء السادس من المسلسل الشهير "ليالي الحلمية" .




يعد الراحل ممدوح عبد العليم حالة فنية خاصة فقد اشتهر بتقديم الادوار الفنية القريبة من الناس، حيث لفت الانتباه اليه منذ بداياته، وقد لمع في أداء الأدوار المتناقضة والصعبة وأجاد أدوار الشر والحب والكوميديا والتراجيدي، ورغم قدراته الفنية المتميزة وتقديمه لأدوار البطولة في العديد من الأعمال السينمائية إلا أنه لمع فى التليفزيون بشكل أكبر وخاصة في المسلسل الشهير "ليالي الحلمية" الذي عرف من خلاله بشخصية "علي البدري" التي تركت أثر كبير لدى المشاهدين، ليتألق بعدها في مسلسل "الضوء الشارد" والذي قدم من خلال شخصية رفيع بيه مثال يحتذى به للرجل الصعيدي، لدرجة أن "رفيع بيه" بات فتى أحلام الكثير من الفتيات، واعتقد الكثيرون أنه صعيدي المنشأ من كثرة اتقانه للدور، وتقديمه شخصية أقرب لفرسان الأحلام، والذي يثبت موهبته الكبيرة هو قدرته على اقناع الملايين بشخصية الصعيدي رغم ملامحه الأجنبية جدا.

ولد ممدوح عبد العليم يوم 10 يونيو 1956 في سنتريس مركز أشمون التابع لمحافظة المنوفية، وحصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية، تزوج في بداية حياته من نبيلة كرم ولكنهما أنفصلا ثم تزوج بعد ذلك من الإعلامية "شافكى المنيرى" وهي أم ابنته الوحيدة "هنا".



بدأ مشواره الفني عام 1969 فى التليفزيون والإذاعة من خلال برامج الاطفال مع المخرج إبراهيم عبد الجليل حيث كون أربع فرق للأطفال فى الموسيقى والرقص والغناء والتمثيل، وتتلمذ على يد المخرجة أنعام محمد على ثم المخرج وقبلها المخرج نور الدمرداش الذي قدمه وهو لا يزال طفلا صغيرا فى مسلسل "الجنة العذراء".
بداية ممدوح عبد العليم الاحترافه للتمثيل جاءت عام 1980 عقب مشاركته في مسلسل "أصيلة" مع الفنانة كريمة مختار، لتتوالى بعد ذلك أعماله التلفزيونية التي لاقت نجاحاً كبيرا ومنها:" صيام صيام، أخو البنات، دعوة ‏للحب، حب في الخريف، القاهرة والناس، زينب، ليلة القبض على فاطمة، ليالي الحلمية، الضوء الشارد، سامحوني ماكانش قصدي، كما قدم على المسرح مسرحية بعنوان "بداية ونهاية".







أما بدايته السينمائية فكانت عام 1983 من خلال فيلم "العذراء والشعر الأبيض"، الذي حقق نجاحاً كبيراً ولفت إليه أنظار الكثير من المخرجين والمنتجين، فتوالت أعماله السينمائية والتي قدم دور البطولة في العديد من الافلام ومن أبرزها "الحرافيش، بطل من ورق ، كتيبة الإعدام، تحت التهديد، وداعاً يا ولدي" وكان آخر أفلامه "فل الفل" الذي عرض عام 2000 ثم أعلن بعدها اعتزال السينما ، ثم عاد لشاشة التلفزيون بعد غياب ليلعب دور الرئيس في مسلسل "السيدة الأولى" أمام الفنانة غادة عبد الرازق.








وعن مواقفه وآراءه السياسية كان أول المتواجدين هو وزوجته شافكي المنيري في ميدان التحرير مع المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، كما أنه اشترك مع اللجان الشعبية التي كانت منتشرة في هذا الوقت، مؤكدا أنه كان ينزل إلى الشارع مع جيرانه ليقوموا بحماية المنازل من بطش البلطجية، ودعم عبد العليم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وشارك الشعب المصري في ميدان التحرير في تفويض السيسي للقضاء على الإرهاب ، إضافة الى ذلك انه لم يتمالك الراحل دموعه في حواره التليفزيوني مع الإعلامي عمرو الليثي، في برنامج "بوضوح" المذاع عبر قناة الحياة الفضائية، عن الأحوال السياسية والأعمال الإرهابية التي عانت منها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011 ، مؤكدا أن هذا كان السبب الرئيسي في ابتعاده عن الساحة الفنية لفترة طويلة، مضيفا أنه كان يتألم مما يحدث لمبني الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" لأنه تربى فيه.

نال الفنان الراحل عدداً من الجوائز والتكريمات خلال مشواره الفني حيث حصل على جائزة أفضل وجه جديد عن فيلم "قهوة المواردى"، وجائزة مهرجان الاسكندرية عن أول بطولة مطلقة فى فيلم "الخادمة"، وكذلك على جائزة عن دوره فى فيلم "العذراء والشعر الأبيض".