دعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التنظيمات الإرهابية فى المنطقة بغرض الاستفادة منها سياسيًا عن طريق فرض نفوذه، أو ماليًا عن طريق تحقيق مكاسب بالمليارات من ورائها، وكثيرًا ما وفر الغطاء السياسى لها وقدم الإيواء والملاذ والطريق الأمن لها، لكن سرعان ما أنقلب السحر على الساحر وانكوت الدولة التركية بنار الإرهاب، ودفع المواطنون الأتراك سريعًا فاتورة سياسة أردوغان المقيتة التى نفرت منها أغلب دول العالم.
وثائق "ويكيليكس"، كشفت عن ضلوع صهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بيرات البيرق، الذى يشغل منصب وزير الطاقة، فى تهريب نفط تنظيم داعش إلى تركيا، حيث أوضحت عشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية التى نشرها موقع "ويكيليكس" - فى ديسمبر الماضى - أن هناك علاقة بين صهر أردوغان وتنظيم داعش الإرهابى.
ويصر "أردوغان" على إيواء الجماعات الإرهابية داخل بلاده، فى الوقت الذى يشن فيه حملات اعتقال واسعة للمعارضين لسياسياته القمعية، والرافضين لدعم الجماعات المسلحة.
وزارة الدفاع الروسية، أكدت منذ عام مضى، أنها حصلت على صور تثبت تهريب النفط بكميات هائلة من مناطق سيطرة "داعش" فى سوريا إلى تركيا، مقابل توريدات الأسلحة والذخيرة، إلا أن علاقة تنظيم داعش الإرهابى بـ"أردوغان" شابها بعض الغموض مؤخرًا، وانقلب عليه التنظيم الإرهابى بعد أدار السلطان ظهره إليه، خاصة فور وصوله لتفاهمات مع روسيا قد تمكنه من الوصول إلى المنطقة التى يحلم بها شمال سوريا.
الانقلاب التركى على التنظيمات الإرهابية دفعهم لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية مؤخرًا داخل الأراضى التركية، يدفع ثمنها المواطن التركى البسيط، ويظهر ذلك جليًا، من الفيلم الذى نقلته "روسيا اليوم" عن وكالة محسوبة على تنظيم "داعش"، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حرض فيه التنظيم فيه بشدة على تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، واصفًا إياه بـ"الطاغوت الأتاتوركى".
وتشهد تركيا سلسلة من العمليات الإرهابية منذ بداية العام الجديد، كان أولها فى الساعات الأولى من هذا العام، عندما شن مسلحون هجومًا إرهابيًا على ملهى ليلى فى اسطنبول، خلال الاحتفال بعيد رأس السنة.
عشرات القتلى فى هجوم مسلح على ملهى ليلى
ففى الأول من يناير الجارى بتمام الساعة الواحد والربع بالتوقيت المحلى لتركيا، وقع هجوم مسلح على ملهى ليلى فى إسطنبول، أثناء الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، أسفر عن مقتل 39 شخصًا، بينهم 16 أجنبيًا، كما أصيب 65 شخصًا آخرين وفقًا لما قاله وزير الداخلية التركى، وقتها.
ورغم مرور 5 أيام على هذا الحادث الإرهابى، إلا أن الحكومة التركية لم تتمكن من إلقاء القبض على منفذ الهجوم المسلح على الملهى، إلا أنها أكدت، أمس الأربعاء، تحديد هوية منفذ هذا الهجوم الدامى.
جرحى بإطلاق نار على مطعم فى منطقة الفاتح
وبعد مرور نحو 72 ساعة من هذا الحادث الإرهابى، شهدت منطقة الفاتح بإسطنبول، أمس الأربعاء، حادث إرهابى جديد، حيث قام مسلحان باقتحام مطعم فى إسطنبول، وأطلقا النار على الموجودين فى المطعم، ما أسفر عن وقوع عدد من المصابين.
مقتل وإصابة 12 شخصا فى تفجير "إزمير"
أما اليوم الخميس، فقد وقع الحادث الإرهابى الثالث، حيث قُتل شخصين، وأصيب 10 آخرين على الأقل، فى انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مبنى محكمة تقع فى مدينة إزمير غرب تركيا، وعقب ذلك وقعت اشتباكات بين قوات الشرطة التركية ومنفذى الهجوم، ومن ثم ارتفع إجمالى قتلى ومصابى العمليات الإرهابية لأكثر من 120 ضحية منذ بداية العام حتى الآن.
وذكرت وسائل إعلام تركية ووكالات الأنباء العالمية، أن قوات الأمن التركية، قتلت اثنين من منفذى الهجوم الإرهابى، حيث تبادل الطرفان إطلاق النار، فى مدينة إزمير غربى البلاد، وتمكن المنفذ الثالث من الفرار، فيما تسعى الشرطة التركية للوصول إليه، حيث أكدت وكالة الأناضول التركية، أن القوات الأمنية تعمل على ملاحقة المهاجم الثالث.
#Breaking: CCTV footage shows moment of bomb blast outside courthouse in Izmir, #Turkey. pic.twitter.com/D5t3XGd7uK
— Rudaw English (@RudawEnglish) January 5, 2017