إرث العثمانيين فى قبضة "المَوتور".. الإرهاب يدفع أنقرة لمزيد من الانقسام.. صحف أمريكية: أردوغان يستغل خوف الأتراك لتعزيز استبداده.. إراقة الدماء حدث يومى وخلافات العلمانيين والمتشددين تهدد سلامة تركيا

لا تتوقف محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لإحكام قبضته على مقاليد السلطة فى البلاد بشكل كامل، ومصادرة الفضاء السياسى لصالح طموحاته الإمبراطورية، ولصالح حزبه ومؤيديه وحلفائه، وهو ما يقوده يومًا بعد يوم لزيادة قبضته الأمنية، والتنكيل بخصومه ومعارضيه، بإيقاع مهتز ونفسية شمولية وأداء "موتور"، ورغم هذا تضعف هذه القبضة فى مواجهة الإرهاب والعمليات الخارجة على القانون، ربما لاعتبارات سياسية يدخل ضمنها تصاعد أعداد الإرهابيين والخارجين على القانون الذين احتموا بأردوغان خلال السنوات الأخيرة، ووفر لهم الملاذ والتمويل والأرض التى يعملون ويخططون ويتحركون من خلالها، ورغم مرور الأيام وتتابع العمليات المهددة لأمن تركيا نفسها، ما زال الرئيس التركى محافظًا على سياسته فى هذه النقطة، وما زالت العمليات الإرهابية متواصلة، فمن أكثر من 30 عملية كبيرة شهدتها البلاد فى 2016، إلى عمليتين كبيرتين أيضًا بدأ بهما 2017 فى أسبوعه الأول، ووسط هذه الأمواج المتلاطمة، والسياسات المرتبكة والمتسلطة، ما زالت تركيا تعانى وتتورط بشكل متزايد فى "دوامة الفوضى"، وبدلا من أن توحد هذه الأزمات البلاد، فإنها تعصف بها بدرجة أكبر، وتعزز الانقسام بين أنصار "أردوغان" ومعارضيه. "تايم" الأمريكية: المزاج العام فى تركيا بات أكثر قتامة فى هذا الإطار، تقول مجلة "تايم" الأمريكية، إن موجة الإرهاب التى تشهدها تركيا تهدد بتمزيق البلاد، مشيرة إلى أن المزاج العام فى البلاد بات أكثر قتامة، مع ارتفاع معدل العنف الداخلى، فبعد أيام من حادث إطلاق النار على الملهى الليلى فى رأس السنة، أسفر انفجار سيارة مفخخة فى مدينة "أزمير" عن مقتل شخصين مساء الخميس الماضى، وهو الهجوم الذى نُسِب إلى المسلحين الأكراد. وبعيدًا عن هوية الفاعلين فى هذه العمليات، أصبحت إراقة الدماء عملاً يوميًّا ضمن خريطة الأحداث اليومية التركية، وخلال فترة العام ونصف العام الماضية استشرت هذه الأعمال بشكل أكبر، إذ شن المسلحون الأكراد والإرهابيون حملة واسعة قتلوا خلالها المئات، إلى جانب محاولة الانقلاب التى أسفرت عن مقتل أكثر من مائتين، وأعقبتها موجة قمع من جانب أردوغان، وبدلاً من أن تفرض هذه الظروف حالة من الوحدة والتفاهم بين النظام ومعارضيه، عمّقت حالة الانقسام الداخلية بين العلمانيين والمحافظين، وبين الأقلية الكردية والقوميين الأتراك. ويمثل تصاعد العنف ضربة للاقتصاد المنهار بالفعل، ويعطى للحكومة سببًا لمواصلة حملتها ضد معارضيها، ونقلت "تايم" الأمريكية عن سليم رزاق، الباحث فى مؤسسة القرن الأمريكية، قوله إن هؤلاء المؤيدين لحزب العمال الكردستانى أو المؤيدين لتنظيم "داعش" الإرهابى يحاولون إجبار تركيا على التشتت بين عدة أشياء، ويُعتقد أنهم يريدون إجبار النظام على الفشل. واشنطن بوست: حالة الاضطراب الحالية فى تركيا تشبه أمريكا 2011 من ناحية أخرى، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن حالة الاضطراب التى تشهدها تركيا، تذكر البعض بما شهدته الولايات المتحدة الأمريكية فى أعقاب هجمات الحادى عشر من سبتمبر، وفى حين يرى معارضو "أدوغان" أن ما يفعله اغتصاب للسلطة وتخريب للديمقراطية، وإثارة لحالة الاستقطاب فى البلاد، فإن بعض الأتراك الذى يشعرون بالرعب، لا يتذمرون، ويعتقدون أن استبداده مطمئن لهم، ويرفضون التعليقات الخارجية عن إصابته بجنون العظمة وغيرها من نظريات المؤامرة. وتقول الصحيفة فى تقرير لها، إن بعض المؤرخين والعلماء السياسيين، يرون أن ما يحدث فى تركيا يشبه ما شهدته الولايات المتحدة الأمريكية عام 2011، وما حدث فى فرنسا بعد هجمات عام 2015، ومؤخرا فى ألمانيا بعد هجمات سوق برلين قبل عيد الميلاد بأيام، ففى جميع هذه الحالات، يكون كثيرون من المواطنين مستعدين للتغاضى أو التضحية بالحقوق المدنية، والموافقة على تنامى السلطات الحكومية، والنظر إلى المعارضة بقدر من الريبة. مراسل "وول ستريت" يروى قصة احتجازه فى سجون أردوغان وفى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، روى مراسلها ديون نيسينباوم، كيف تم احتجازه لمدة يومين ونصف اليوم فى تركيا، دون أن يُسمح له بإجراء أى اتصال مع زوجته أو زملائه. وقال الصحفى فى حديثه عن هذه التجرية، إنه خلال 14 شهرا غطى فيها سلسلة من الأحداث العاصفة فى تركيا، أبرزها محاولة الانقلاب منتصف يوليو الماضى، كان يعلم أن زيارة ضابط شرطة لمنزله قرب ميدان تقسيم ليس أمرًا يبشر بالخير، إذ يقبع خلف الأسوار فى تركيا أكثر من 80 من الكتاب والصحفيين ورؤساء التحرير، بموجب قوانين مكافحة الإرهاب التى لجأ إليها أردوغان على نطاق واسع خلال الفترة الأخيرة، وتم الحكم على الصحفيين البارزين بأقصى عقوبات، فى الوقت الذى أغلقت فيه أكثر من 140 من المنابر الإعلامية. وقال "نيسينباوم"، إنه اعتُقل بسبب تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، نشر فيها صورة من الفيديو الذى بثه تنظيم "داعش" لاثنين من الجنود الأتراك وهما يُحرقان حتى الموت، وهى التغريدة التى أثارت ضده عاصفة من الغضب، إضافة إلى حملة ومطالبة بترحيله من البلاد، الأمر الذى دفعه لمسح التغريدة، ولكن ضررها كان قد وقع بالفعل.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;