"صنايعية شارع عبد العزيز اتعلموا فين؟".. 90% من العاملين يرفعون شعار "الصنعة أساس الخبرة".. "صلح واغلط" مبدأ تصليح الموبايلات والأجهزة.. والإنترنت "المصباح السحرى" لصيانة أى موبايل

لافتات كثيرة ومتعددة، تلفت انتباهك بمجرد أن تدلف لشارع عبدالعزيز، ذلك الشارع الواقع بين العتبة وميدان الجمهورية، تحمل تلك اللافتات بين طياتها أسماء أصحابها تعلوها كلمات " فك .. تركيب .. استبدال- صيانة جميع أنواع الموبيلات" التى يحاول أصحابها جذب أنظار الآلاف من زوار الشارع الذين يبحثون عن الأكثر خبرة والأقل سعرا لصيانة هواتفهم، الدراسة أو الشهادة ليست مهمة هنا .. فقط الخبرة هى العامل الرئيسى والمسيطرة على هذا المشهد والمتحكم الأساسى فى تكلفة صيانة أى هاتف، وقد تمكن "انفراد" من الدخول لعالم صيانة الموبايل والمسئولين عنها: صنايعية المهنة: لأكثر من 14 عاما، ظل الشاب "محمود المصرى" أحد المتخصصين فى صيانة الموبايل منذ 2002، بعد أن بدأ العمل فى هذا المجال لعشقه له بعد دراسة بسيطة، ليصبح أحد المختصين بصيانة العديد من أنواع الموبايل مثل سامسونج وبلاك بيرى وآيفون، ليوضح لـ" انفراد "أن غالبية الشباب العاملين فى هذا المجال ليسوا خريجى كليات هندسة حاسبات أو أى كلية أخرى تتعلق بصيانة المحمول، ولكنهم اعتمدوا على تعلم الصنعة من المتخصصين الموجودين بالشارع بالفعل، أما من يرغب فى تطوير نفسه فقد يلجأ للحصول على بعض الدورات من معاهد الكمبيوتر ، وهو نفس الأمر الذى أكده "حمدى سامسونج" ذلك الشاب المتخصص فى صيانة الموبايلات من نوعية سامسونج يعرفه القاصى والدانى بالشارع، منذ أكثر من 11 عاما، بعدما قرر التخصص فى هذه النوعية دون غيرها. الخبرة سر النجاح: تظل الخبرة هى كلمة السر فى براعة أصحاب محلات الصيانة بشارع عبدالعزيز وقدرتهم السحرية على حل أى مشكلة بأى هاتف، ويرى الكثيرون أن وراثة الصنعة أهم من تعلمها، وأن تطبيقها فى الواقع العملى أفضل بكثير من دراستها فى الكليات، اعتمادا على مبدأ "صلح واغلط" كما يصفه "وائل" أحد الشباب الذى يمتلك "باترينة" بشارع عبدالعزيز، مضيفا أن تعلم الصنعة داخل الشارع على يد أحد الصنايعية الكبار يكون أفضل بكثير ممن يدرسونها، مضيفا أن أكثر من 90% من صناعية شارع عبدالعزيز تعلموا الصيانة عن طريق الصنعة وليس الدراسة، وهو الأمر الذى أكده أيضا "إيهاب سمير" الذى يعمل منذ أكثر من 6 سنوات لدى أحد محلات الصيانة، إذ يقول " الدراسة مفيدة، لكنها مش بديل للى بنتعلمه فى الشارع، لأن إيدينا فى الشغلانة طول الوقت، وبنشوف أعطال مختلفة دايما، والإنترنت موجود بنستغله فى الأعطال اللى مبنعرفهاش". الإنترنت المصباح السحرى: يبقى الإنترنت هو الملجأ الرئيسى لصنايعية شارع عبد العزيز لمعرفة الجديد فى عالم صيانة الموبايل، إذ يقول "محمود المصرى" :" فى أساسيات بنعتمد عليها فى الصيانة ومعرفة مكان كل القطع على بوردة الموبايل، لكن أحيانا بتكون فى موبيلات جديدة أو مشاكل جديدة، وبالتالى بنلجأ للإنترنت وبندور على حلولها وبنشوف بتتحل إزاى وبنطبقه"، مضيفا أن نسبة الخسائر لا تتجاوز 5% مما يقومون بصيانته طوال الوقت، كما أنه مع كثرة الهواتف التى تمر بهم الأمر الذى يجعلهم لا يشعرون بأى فارق، فى حين يقول "خالد إريكسون" الذى ارتبط اسمه بماركة لم تعد موجودة فى وقتنا الحالى رغم بقائه، وهو ما دفعه لاستكمال رحلته فى صيانة موبيلات "سونى" بدلا من ذلك، والذى يرى أن جميع الموبيلات من الصعب صيانتها وأنه لا يوجد موبايل سهل الصيانة، لكنن يبقى الصنايعى الشاطر هو كلمة السر فى ذلك. أعطال الموبيلات: تختلف أعطال الموبيلات حسب نوع الجهاز، فنجد أن هاتف "جلاكسى s6 إيدج" هو الأصعب فى الصيانة كما يصف ذلك "حمدى سامسونج" فى حين أن بعض الهواتف مثل "نوت 5" أو جلاكسى s6 بسيطة للغاية فى صيانتها، أما "خالد أريكسون" يرى أن الأمر يتوقف على الشخص الذى يقوم بالصيانة ومهارته وخبراته وقدرته على التذكر، وذكائه فى معرفة العطل وكيفية إصلاحه، فى حين أجمع الكثيرون من محلات الصيانة فى الشارع أن الأعطال المتعلقة بالشاشة هى الأكثر انتشارا، تليها المشاكل المتعلقة بشاحن الموبايل، يلها مشكلة مفتاح الطاقة "الباور".