يمثل فيروس سى فى الأطفال حوالى 2 % فقط فى مصر ، ورغم أن هناك طرق معروفة لانتقال فيروس سى من شخص لآخر ، إلا أنه ينتقل للأطفال بوسائل أخرى اثناء الولادة ، أو من خلال الأسرة التى يوجد فيها مصاب، وكان الأطفال من قبل يتم علاجهم باستخدام الإنترفيرون رغم مضاعفاته الكثيرة بالإضافة الى أقراص الريبافيرين ،ويتم حاليا إجراء دراسات على الأدوية الجديدة لعلاج فيروس سى لاستخدامها لدى الأطفال بمعهد الكبد القومى بجامعة المنوفية بالتعاون مع جامعة عين شمس.
فيروس سى قد ينتقل أثناء الولادة ..
وأكد الدكتور محمد الجندى أستاذ كبد الأطفال بمعهد الكبد القومى بجامعة المنوفية إن نسب انتقال فيروس سى من خلال الولادة تمثل أعلى نسب، لكن فى مصر فإن انتقال المرض من خلال الأسرة التى يوجد بها شخص مصاب، الأعلى،موضحا أن هناك طرقا أخرى تنقل الفيروس للطفل من خلال نقل الدم، أو من خلال طبيب الأسنان، أو العمليات الجراحية، مشيرا إلى أن نسب الإصابة بفيروس سى فى الأطفال فى مصر لا تتعدى 2% أما النسب العالمية فهى أقل من 1%
استخدام الانترفيرون والريبافيرن ..
وأضاف أنه كان يتم علاج الأطفال من قبل باستخدام الإنترفيرون والريبافيرين، لكن تم وقف استعمال هذه الأدوية لحين الموافقة على استعمال الأدوية الجديدة لدى الأطفال، موضحا أنه يتم إجراء دراسات على الأطفال على عقارى الدكلانزا والسوفالدى.
من جانبه قال الدكتور أحمد الشعراوى عميد معهد الكبد القومى بجامعة المنوفية أنه سيتم قريبا إجراء دراسات على الأطفال المصابين بفيروس سى لتطبيق العلاجات الحديثة عليهم.
علاج الاطفال بالادوية الجديدة ..
وقال الدكتور أحمد الشعراوى، إن هناك تعاونا مشتركا بين المعهد وجامعة عين شمس لعلاج 200 طفل بالمعهد، و50 طفلا بجامعة عين شمس، وسنبدأ بالأطفال التى تقارب أعمارهم البالغين، وهم الذين يبلغون سن الــ14 عاما فاكبر، موضحا أنه فى حال نجاح هذه المحاولة سيتم إجراء دراسات أخرى على الأطفال المصابين بفيروس سى فى سن أقل من سن 10 إلى 14 سنة.
وقال إنه سيتم إعطاؤهم نفس العلاجات التى يتناولها الكبار ولكن بجرعات أقل وتتناسب مع سن الأطفال موضحا أنه سيتم البدء بعقاقير السوفالدى والدكلانزا لأمانهما فى علاج المرضى، ونتائجهما تقترب من 100%، موضحا أنه متوقع أن تكون النتيجة 100% فى الأطفال.
وأضاف أنه سيتم اختيار الأطفال المصابين بفيروس سى على مجموعتين، المجموعة الأولى، والتى تعانى من فيروس سى فقط، والثانية التى تعانى من فيروس سى مصاحب للتليف المتكافئ ،مضيفا أن العلاج سيكون مجانيا بالكامل، وسيتم اختيار بروتوكول العلاج طبقا لكل حالة على حدة.
وأوضح أنه كان يتم علاج الأطفال باستخدام الإنترفيرون، وكانت نتائجه لا تتعدى الـ30% فقط مؤكدا أن العيوب الخلقية هى أساس زراعة الكبد فى الأطفال وتمثل 60 %، والمرتبة الثانية فيروسى سى وبى والالتهاب الكبدى المناعى.
إجراء دراسات على الادوية لتتناولها الأطفال من سن 14 عاما ..
من جانبه قال الدكتور عمر هيكل أستاذ الكبد والجهاز الهضمى عضو اللجنة العليا لأمراض الكبد إن هناك دراسات تجرى حاليا على الأطفال المصابين بفيروس سى فى الخارج وفى مصر، مؤكدا أن علاج بعض الأطفال من فيروس سى من سن 14 سنة إلى 18 سنة، باستخدام السوفالدى والدكلانزا، أو السوفالدى مع الأوليسيو.
وأضاف الدكتور عمر هيكل أن فيروس سى يمكن حدوثه فى الأطفال لكن بنسبة أقل كثيرا عن الكبار، خصوصا فى السنوات الأخيرة، حيث تم إجراء بحث ميدانى على 5000 طفل من مختلف المحافظات مصر ،ووجد أن نسبة انتشاره تصل إلى 2%، موضحا أن السبب الرئيسى فى الإصابة نتيجة الممارسات الطبية غير السليمة.
اهم طرق نقل العدوى فى الاطفال ..
وأشار الى أن الفيروس ينتقل من خلال عمليات الطهارة واللوز،ومن خلال أطباء الأسنان فى بعض القرى والنجوع والمراكز والمستشفيات القروية النائية التى لا تطبق المعايير الطبية من ناحية غسيل وتطهير وتعقيم الآلات الجراحية هى أهم أسباب انتقال العدوى، موضحا أن نسبة كبيرة منهم لجأت إلى بعض المستشفيات والمراكز الطبية، والجوامع التى تفتقر إلى الأساليب العملية فى التطهير والتعقيم، وكان 25% من نسب الإصابة هو نقل العدوى من الأسرة التى يوجد بها مصاب بفيروس سى.
وأوضح أن الدراسات أثبتت أن فيروس سى يمكن أن ينتقل بعدة طرق أهمها انتقال الفيروس من خلال الدم، واستعمال الأدوات الشخصية للغير ومن خلال أمواس الحلاقة والأدوات الجراحية، لكن الأطفال لهم وضع خاص، فيمكن أن ينتقل لهم أثناء الولادة من الأم المصابة بالفيروس، وأيضا من خلال الطهارة فى الموالد ومن خلال الأسرة عندما يكون فيها شخص مصاب بالفيروس.
الأدوية الجديدة تحقق نسب شفاء 100%..
وقال رغم أن هناك أدوية كثيرة ومتعددة حاليا ظهرت فى مصر لعلاج فيروس سى وحققت نسب شفاء تقترب من الـ 100 %، إلا أن الأطفال المصابين بفيروس سى لم يتم علاجهم باستخدامها نظرا لعدم تجربتها ولعدم وجود دراسات تم إجراؤها حتى الآن على الأطفال خشية أن تحدث لهم مضاعفات، وهناك أبحاث تتم حاليا فى مصر، وعلى مستوى العالم للتأكد من أمان وفعالية هذه الأدوية لعلاج الأطفال المصابين بالفيروس.