أجرى الرئيس السورى بشار الأسد، حورا مع وسائل الإعلام الفرنسية، أمس الأحد، نشرته وكالة الأنباء السورية "سانا" اليوم الإثنين، قال فيه أن كل حرب تنطوى على الدمار والقتل، لذلك كل حرب سيئة، وأعلن فيه استعداده للتفاوض مع المعارضة حول كل شيء.
وقالبشار الأسد أن كل شىء فى العالم يتغير الآن فيما يتعلق بسوريا وعلى كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن مهمته طبقا للدستور والقوانين هى تحرير كل شبر من الأرض السورية.
وقال الأسد أنه من المؤلم جداً للسوريين رؤية أى جزء من بلادهم يدمر أوأى دماء تراق فى أى مكان، وحول التوقيع على وقف إطلاق النار والتصعيد الأخير فى وادى بردى، أكد الأسد أن قف إطلاق النار يرتبط بأطراف مختلفة، مشيرا لوجود انتهاكات لوقف إطلاق النار يومياً فى سوريا بما فى ذلك فى دمشق بشكل رئيسى لأن الإرهابيين يحتلون المصدر الرئيسى للمياه لدمشق حيث يُحرم أكثر من خمسة ملايين مدنى من المياه منذ ثلاثة أسابيع ودور الجيش السورى هو تحرير تلك المنطقة.
وأكد الأسد استعداده للتفاوض بشكل مباشر مع المعارضة فى مؤتمر الأستانة بكازاخستان، موضحا أن التفاوض يعنى إنهاء الصراع فى سوريا أو حول مستقبل سوريا فكل شىء متاح وليست هناك حدود لتلك المفاوضات مشيرا لضرورة وجود معارضة سورية حقيقية كى تناقش القضايا السورية وبالتالى فإن نجاح ذلك المؤتمر أو قابليته للحياة ستعتمد على تلك النقطة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة مستعدة لبحث وضع الأسد كرئيس قال: "نعم لكن منصبى يتعلق بالدستور. والدستور واضح جدا حول الآلية التى يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه وبالتالى إذا أرادوا مناقشة هذه النقطة فعليهم مناقشة الدستور.
وأوضح الأسد أن الحكومة السورية لديها رغبة فى تحقيق السلام فى سوريافقد عرضت الحكومة العفو عن كل مسلح يسلم أسلحته وقد نجح ذلك ولا يزال الخيار نفسه متاحاً لهم إذا أرادوا العودة إلى حياتهم الطبيعية.
وأكد الرئيس السورى أنسياسة فرنسا ألحقت الضرر بمصالحها، إضافة لإخفاق وسائل الإعلام الرئيسية فى معظم الدول الغربية فقد ناقض الواقع روايتها، موضحا أنالحقيقة هى الضحية الرئيسية للأحداث فى الشرق الأوسط بما فى ذلك سوريا.
وأوضح الأسد أنالمشكلة السورية ليست منعزلة لأن الجزء الأكبر والرئيسى من الصراع السورى ذو طبيعة إقليمية ودولية، مؤكدا أن ما أعلنه ترامب حول موقف من سوريا كان واعداً جداً، مضيفا "إذا كانت هناك مقاربة أو مبادرة صادقة لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا فإن ذلك سينعكس على كل مشكلة فى العالم بما فى ذلك سوريا ولذلك أقول نعم نعتقد أن ذلك إيجابى فيما يتصل بالصراع السورى.
يذكر أن أنقرة وموسكو وطهران نجحوا فى دفع المعارضة السورية والحكومة للجلوس على طاولة التفاوض لبحث إيجاد حل للأزمة السورية فى الاستانة وهو ما رحبت به معظم الأطراف، فيما يرجح مراقبون ان تنطلق تلك المحادثات فى الاسبوع الأخير من شهر يناير الجارى.
ومن المقرر أن تنطلق جولة جديدة من المفاوضات فى جنيف 8 فبراير المقبل لبحث سبل الخروج من الأزمة السياسية فى سوريا ووقف نزيف الدماء فى البلاد وتطبيق مخرجات جنيف وقرار مجلس الأمن 2254.