60 دقيقة عاشها مجند تحت رصاص القناصة، بعد إصابته بطلق نارى فى قدمه، أثناء تواجده ببرج المراقبة بكمين الدائرى 2 بالعريش، نطق خلالها الشهادتين عدة مرات، إلا أن شهامة الضباط الموجودين بالكمين ساهمت بشكل كبير فى إنقاذ حياته ونقله لسيارة الإسعاف تحت رصاص القناصة.
التقت "انفراد"، بالمجند "هشام مجدى" الذى سرد كواليس ساعة كاملة قضاها تحت نيران القناصة، قائلاً: كنت متواجد ببرج المراقبة بكمين الدائرى "2" فى العريش، ونظراً لأن الزجاج الموجود بالبرج به كسور من هجوم سابق، خرجت من البرج لتفقد الأوضاع الأمنية ورصد أى تحركات خارجية، وفجأة اخترقت رصاصة قدمى.
وتابع، شعرت بألم شديد وبدأ النزيف، وكنت متواجد بمفردى فى البرج، وحاولت النزول للكمين، إلا أن الرصاص المتلاحق حال دون نجاحى فى النزول، فضلاً عن شدة الألم، وبعدها اكتشفت أن النقيب "عمر مجدي" يحاول الصعود للبرج لنقلى منه، وعندها صرخت وطلبت منه عدم الصعود للبرج، الذى بات مستهدفاً، وأن صعوده للبرج يعنى إصابته المؤكدة.
وأضاف المجند، حاولت بشتى الطرق أمنع الضابط من الصعود للبرج، لكنه رفض يتركنى أتألم، وأكد أنه سيصعد للبرج مهما حدث، وكرر الشهادتين وصعد، وبمجرد ظهوره أصابه الإرهابيون بطلق قناصة فى كتفه ليسقط بجوارى مصاباً.
واستكمل المجند حديثه، قائلاً: عشنا 60 دقيقة أسفل نيران القناصة لا نستطيع التحرك، حتى حملونى بصعوبة لسيارة الإسعاف التى حضرت للكمين، وتم نقلى لمستشفى العريش ومنها لمستشفى الشرطة بالعجوزة.
واستطرد المجند، حلمى فى شفاء عاجل، حتى أعود للكمين مرة أخرى للثأر من الإرهابيين الذين حاولوا اغتيالنا، فشغفى لسيناء بات قوياً، وأصبحت متمسكاً بترابها، لا أبالى بالحوادث الإرهابية ولا رصاص الخارجين على القانون، فنحن على الحق وهم على الباطل.
ووأوضح، قائلا، أعلم بشرف وجودى فى هذه المنطقة الطيبة الطاهرة سيناء الحبيبة للقلوب، الأرض المباركة، التى نشعر بالسعادة ونحن نتنفس هواءها، ومن ثم أصبحنا لا نهاب الموت، لا يزعجنا رصاص الإرهاب ولا تقلقنا محاولاتهم البائسة، فنحن هناك مرابطون وثابتون فى مواقعنا نحمى الأرض ونصون العرض.
وقال، لدى 5 أشقاء يقطنون فى منطقة إمبابة بالجيزة، ووالدتى تتواصل معى هاتفياً بصفة لحظية للاطمئنان علىّ، وقلبها يصبح قلقاً كلما تناثرت أخبار عن وجود أعمال إرهابية بسيناء، لافتاً إلى أن اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية زاره ووجه بتقديم الرعاية له.