طرق الرئيس اللبنانى ميشال عون باب الإمارة القطرية لطلب توسطها فى الإفراج عن 9 من العسكريين اللبنانيين المختطفين فى سوريا لدى تنظيم داعش الإرهابى منذ عامين، ويبدو أن عون اتخذ الوجهة الصحيحة، ولقى ضالته فى الدوحة وتلقى وعودا قطرية بإنجاز هذا الملف.
وطرح عون الملف على الأمير القطرى تميم بن حمد وطالب المساعدة فى معرفة مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى داعش والمطرانين بولس اليازجى ويوحنا إبراهيم والصحفى سمير كساب، حيث قال بيان للرئاسة اللبنانية عقب انتهاء المباحثات أن الأمير القطرى وعد بمواصلة الجهود فى هذا المجال، والتوسط لدى داعش لإحراز تقدم فى الملف على رغم دقة الموضوع وحساسيته.
لجوء بيروت للدوحة للتوسط لدى داعش يؤكد علاقات الإمارة القطرية بالتنظيمات الإرهابية، ليس هذا فحسب بل يوحى بأن قطر لها اليد العليا على قيادات تلك التنظيمات وتمتلك أدوات ضغط تستخدمها فى المفاوضات، وهو ما تم الحديث عنه كثيرا عن شبهات تمويل قطر لتلك التنظيمات والذى تؤكده الوقائع رغم ديمومة نفى المسئولين القطريين لذلك.
"دلال" قطر على الإرهاب
وليست هذه هى السابقة الأولى لقطر فى تولى زمام المفاوضات لدى التنظيمات الإرهابية لإطلاق سراح رهائن، بل إن قطر أصبحت لها شهرة عالمية فى عمليات التوسط لدى التنظيمات الإرهابية، ونجحت فى الإفراج عن رهائن أمريكيين وعرب وأوربيين على مدار الـ4 أعوام الماضية.
علاقات قطر أيضا لم تقف عن تنظيم بعينه بل إنها نجحت فى التوسط لدى أغلب التنظيمات الإرهابية سواء فى سوريا أو خارجها، فالدوحة قادت وساطات لدى القاعدة فى اليمن وطالبان فى أفغانستان، وهو إن دل على شىء يدل على أن التنظيمات الإرهابية جميعا مهما اختلفت المسميات فالعلاقات بينها متجذرة والممول والحليف واحد لدى الجميع.
وتأمل بيروت فى أن تنجح الدوحة فى الإفراج عن العسكريين المختطفين، وذلك بسبب نجاح الدوحة منذ عامين فى التوسط للإفراج عن 16 عسكريين لبنانيين اختطفتهم "جبهة النصرة" فى سوريا، ونجحت فى الإفراج عنهم ووجه رئيس الحكومة اللبنانية وقتها تمام سلام خلال استقباله الجنود اللبنانيين المفرج عنهم الشكر لدولة قطر وأميرها على الجهود التى بذلوها فى الوساطة.
تلك الوساطة ساعدت فى الإفراج عن عدد من الإرهابيين كانوا محتجزين لدى السلطات اللبنانية من أبرزهم سجى الدليمى طليقة زعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي"، و زوجة أحد قياديى "جبهة النصرة".
علاقة قطر والإرهاب "سمن على عسل"
وفى العام 2014 عقب أن فشلت واشنطن بكافة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية فى الإفراج عن رهينة أمريكى تم احتجازه فى سوريا، ظهرت قطر مرة أخرى للتمكن من إطلاق سراح الأمريكى بيتر ثيو كيرتس الذى تم احتجازه لمدة عامين لدى جبهة النصرة، وقال قائد مجموعة مسلحة فى سوريا وقتها لوكالة رويترز إن "قطر لها صلات طيبة هنا على الأرض مع مجموعات مختلفة، وأولويتهم هى الإفراج عن الرهائن وهم يقدمون المساعدة كلما سنحت الفرصة. ويستخدمون علاقاتهم للإفراج عن الرهائن وفى الوقت الحالى يعملون على عدة قضايا فيما يتعلق بالرهائن."
وفى العام نفسه قال وزير الخارجية القطرى السابق خالد العطية، إن وساطة بلاده أمنت اطلاق سراح راهبات من الكنيسة الارثوذكسية اليونانية بعد احتجازهن ثلاثة أشهر لدى مقاتلين فى سوريا، وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن خاطفى الراهبات من جبهة النصرة.
الإفراج عن رهائن أمريكية
وقالت تقارير إعلامية دولية، أن قطر وللمرة الثانية هى من تتوسط لدى الجماعات الإرهابية فى سوريا وأفغانستان للإفراج عن رهائن أمريكيين، وأن المرة الأولى كانت عندما تدخلت للإفراج عن ضابط أمريكى خطف لدى طالبان، وتدخلت الدوحة للإفراج عنه مقابل إطلاق سراح إرهابيين محتجزين لدى واشنطن.
وذلك ما تكرر فى واقعة الإفراج عن الصحفى الأمريكي، والذى أكدت تقارير أن الدوحة لعبت دور الوسيط بين إدارة الرئيس أوباما وقيادات جبهة النصرة، حتى تم الإفراج عن الرهينة وعادة إلى الأراضى الأمريكية.
ومن أفغانستان وسوريا إلى اليمن يمتد النفوذ القطرى على المنظمات الإرهابية حيث تمكنت أيضا الدوحة من الإفراج عن مواطنة سويسرية فى اليمن إثر وساطة وتم نقلها إلى الدوحة، بعد فترة احتجاز دامت عام لدى جماعات إرهابية تتبع تنظيم القاعدة فى اليمن، وأشادت وزارة الخارجية السويسرية فى بيان رسمى لها بـ"الجهود الاستثنائية" التى بذلها أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى.