أثار إعلان فريق انتقال السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب اختيار دينا حبيب باول، الأمريكية من أصل مصرى، للانضمام إلى الإدارة المرتقبة فى دور بارز يركز على النمو الاقتصادى وتمكين المرأة، ابتهاج الكثيرين بالمنطقة العربية.
"باول" التى تبلغ من العمر 43 عاما، سبق أن عملت فى وزارة الخارجية والبيت الأبيض فى عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، ولها سجل حافل فى العمل لتعزيز مكانة المرأة اقتصاديا جعل اسمها يبرز ليس فقط داخل أمريكا، ولكن على الصعيد الدولى أيضا، بحكم عملها فى مؤسسة جولدن ساكس الاقتصادية الضخمة.
وفى بيان للرئيس المنتخب، قال إن دينا باول تتمتع بمهارة فائقة ولديها سجل حافل بالخدمة العامة، وأيضا سيرة مهنية عظيمة فى القطاع الخاص، وقد عرفت بإشرافها الاستراتيجى على البرامج والمبادرات الأساسية، وهى قائدة فى النمو الاقتصادى، وتمكين المرأة فى جوانب عديدة من تطوير الأعمال والمشروعات.
لكن يبدو أن اختيار دينا لم يكن فقط بسبب سجلها الحافل، ولكن أيضا لعلاقتها بإفانكا ترامب، ابنة الرئيس المنتخب المقربة منه، حث كانت تقدم لها المشورة ما تعلق ببرامج المرأة، حيث قالت شبكة "سى إن إن" إن اختيار فرق ترامب لباول يظهر أن أجندة أيفانكا سيكون لا تأثير على إدارة والدها، فقد قالت إيفانكا أنها ستعمل، لو فاز والدها بالرئاسة، من أجل تعزيز قضايا المساواة فى الأجور وإجازة الأسرة مدفوعة الأجر.
ورجحت شبكة "سى إن إن" الأمريكية أن تلعب باول دورا رئيسيا فى مساعدة إدارة ترامب المقبلة على تشكيل روابط مع النساء، وهى مهمة لها أهمية خاصة بعد حملته الانتخابية التى شهدت صداما مع النساء، فقد قال ترامب ذات مرة إنه يعتقد أن النساء اللاتى تسعين للإجهاض يجب أن يواجهن شكلا من العقوبة، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات ضده.
وقد ولدت دينا فى القاهرة، وهاجرت إلى الولايات المتحدة وهى فى عمر الرابعة لتستقر فى ولاية تكساس، بعد تخرجها من أكايمية يورسولين المرموقة، التحقت بجامعة تكساس، حيث حصلت على أول عمل سياسى لها فى مجلس الشيوخ االخاص بالولاية، وكانت أول علاقة عمل لها مع سيناتور تكساس فى هذا الوقت الجمهورى بيالى هوتشسون، الذى قال عنها إنها غير عادية، وتقدمت بشكل كبير بعد أول تدريب لها.
ومثل إيفانكا ترامب، بدأت باول فى تولى مناصب قيادية، وهى فى سن صغيرة، فعندما بلغت 29 عاما، أصبحت أصغر مساعدة للرئيس لشئون الرئاسة، ليصبح لها تأثير فى كل قرارات التعيين فى البيت الأبيض فى عهد بوش، وعملت مع مارجريت سبيلنجز، التى كانت مستشارة البيت الأبيض للسياسة الداخلية، وأصبحت وزيرة للتعليم فيما بعد، وتقول عنها سبلينجز إنها واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين ترغب فى العمل معا، وتضيف مارجريت التى أصبحت صديقة مقربة منها، إنها مرحة وجادة ومفكرة كبيرة ومتحمسة، وتبث الحماس لشركائها، وهى ليست مجرد مفكرة كبيرة، ولكنها مفكرة تستطيع أن يكون لها دور فى الإدارة، وهو مزيج نادر.
وعملت دينا باول فى الخارجية الأمريكية كمساعدة لشئون التعليم والثقافة ونائب مساعد الوزير لشئون الدبلوماسية العامة فى عام 2005، وهذا الدور جعل لها صوت رئيسى فى إدارة بوش فى الشرق الأوسط، فى الوقت الذى كانت فيه الإدارة تشعر فيه بالقلق بشأن كيفية مع التواصل مع الجمهور لدولى، ومن المثير بشأن دينا باول أنها تحظى بعلاقة جيدة مع الديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء.
ووفقا لموقع بولتيكو، كان لها علاقة باثنين من مسئولى إدارة أوباما، وهما فاليرى جاريت مستشارة البييت الأبيض، وجين بيرلنج، المستشارة الاقتصادية السابقة، أما عن الجمهوريين الذين عملت معهم، ومنهم وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، فلا يقولون بحقها سوى كلمات الإشادة.
فقالت عنها رايس إنها من أكثر الناس مقدرة ممن عرفتهم، فهى مبدعة ولديها التزام، وقامت بعمل هام فى الخارجية، فى الوقت الذى كانت فيه واشنطن تحاول أن تتواصل مع العالم المسلم، وفى تمكين المرأة، وبسبب خلفيتها وأصولها المصرية كانت سفيرة ثقافية وعضو أساسى فى فريقها.
وتعد دينا باول رابعة عضو من مؤسسة جولدن ساكس تنضم إلى فريق ترامب، بعد ستيفين ميونشن المرشح لوزارة الخزانة، وجارى كون، المرشح للملجلس الاقتصادى الوطنى، وستيف باتون، المخطط الاستراتيجى الرئيسى لترامب.
ومن خلال عملها فى جولدمان ساكس، قدمت المؤسسة لـ10 آلاف امرأة تعليم الأعمال للسيدات من أصحاب المشاريع فى 43 دولة منذ عام 2008، وكانت النتائج مثيرة للإعجاب، ففى غضون 3 سنوات زادت عائدات 82% من خريجى تلك المؤسسـة، بينما نجحت 71% فى توفير فرص عمل.
وتقول "دينا" إنها ترى النساء، فى ظل مجتمعات يسودها عدم استقرار سياسى واجتماعى واسع، يستيقظن يوميا ويجدن طرقا للمضى قدما لأنفسهن ولعائلاتهن، وفى النهاية لمجتمعاتهن، وهذا هو عائد الاستثمار الذى تبحث عنه.
ودخلت باول فى شراكة مع البنك الدولى لتوفير 600 مليون دولار كرأس مال لحوالى 100 ألف من المشاريع النسائية الصغيرة والمتوسطة حول العالم.