كشف صحفى الجزيرة الإنجليزية السابق "محمد فهمى" فى تقرير له بعنوان "أبناء قطر يبكون من أجل العدالة" جرائم نظام قطر بداية من العام 1995، وذلك على موقع"ناشيونال أوبزيرفر"، وتزامنت هذه الوقائع التى يتناولها فهمى مع تولى الأمير السابق "حمد بن خليفة آل ثانى"، وتعدى الإمارة على حقوق الإنسان وحقوق مواطنيها، مستخدمة الحبس والتجريد من الجنسية ومصادرة الثروات كأدوات للعقاب.
وبدأ "فهمى" تقريره بحادث حبس ضابط الاستخبارات القطرى ونائب رئيس جهاز استخبارات الإمارة السابق "فهد جاسم عبد الله المالكى" مع ابن عمه "خالد المالكى" و18 ضابطًاً منذ عام 1995.
وعلم "فهمى" أن أسرة ضابط الاستخبارات قلقة من تدهور صحة نجلها القابع فى سجون قطر منذ عقدين وذلك بعد اتهامه هو وضباط آخرين بتنفيذ انقلاب على أمير قطر السابق "خليفة بن حمد آل ثانى" أثناء قضائه عطلة فى سويسرا.
وفى مقابلة مع الجنرال "محمود منصور" مؤسس جهاز الاستخبارات القطرى والمشارك فى حرب أكتوبر 1973، تعرف "فهمى" على كواليس تهمة الانقلاب المزعوم ضد "فهد جاسم عبد الله المالكى" و18 ضابطا.
ويقول "منصور" المقيم حاليا فى مصر إن تخطيط وتنفيذ الانقلاب كان من بنات أفكار الأمير السابق "حمد بن خليفة" و"حمد بن جاسم آل ثانى" الذى عين لاحقا رئيسا للوزراء قبل استقالته فى عام 2013، مؤكدا أن حبس "فهد جاسم عبد الله المالكى" كان بسبب رفضه المشاركة فى محاولة الانقلاب الناجحة.
وأضاف "منصور" أن الانقلاب اتبعه سلسلة من عمليات القبض على مواطنين قطريين، تم التحفظ عليهم فى سجون سرية بالصحراء، مشيرا إلى أن عدد المقبوض عليهم فى تلك الحملات الأمنية وصل إلى 3 آلاف مواطن قطرى، بعضهم مختفى منذ آنذاك، وقد دفعت تلك الاجراءات القمعية من قبل حكومة "حمد بن خليفة" الجنرال "منصور" إلى العودة إلى مصر فى سبتمبر 1995.
وتطرق "فهمى" فى مقاله إلى تقرير المنظمة الحقوقية "كرامة" ومقرها سويسرا عن تعديات النظام القضائى القطرى، ومطاردة المواطنين القطريين ومصادرة ثرواتهم وحبسهم بشكل تعسفى.
وتطرق تقرير منظمة "كرامة" إلى واقعة حبس الشاعر القطرى "محمد العجمى" الذى خضع لمحاكمة سرية فى عام 2012 قضت بسجنه مدى الحياة، ليصدر قرار العفو عنه العام الماضي وذلك على خلفية اتهامه بإهانة الأمير القطرى "تميم بن حمد"، وأشار التقرير إلى واقعة حبس الصحفى القطرى "فرج الشامرى" بشكل تعسفى فى عام 1999 مع زوجته وأولاده، ثم تجريدهم من الجنسية القطرية قبل نفيهم إلى المملكة السعودية.
كان وزير العدل القطرى السابق "نجيب النعيمى" ضمن ضحايا النظام القطرى حسب ما ذكر "فهمى"، فالمحامى الشهير الذى مثل شخصيات مرموقة مثل الرئيس العراقى الراحل "صدام حسين"، والشاعر القطرى "محمد العجمى"، وهو يقاضى حاليا الحكومة القطرية داخل أروقة المحاكم الأمريكية بعد مصادرة ممتلكات له فى قطر تقدر بالملايين من الدولارات.
وأشار "فهمى" فى مقاله إلى حالة قطرية أخرى تعرضت للسجن والنفى فى تعدى صارخ على حقوق الإنسان وهى المواطنة القطرية "منى السليطى" شقيقة وزير الاتصالات القطرى، وذلك بعد انتقادها لسياسات الحكومة القطرية المتمثلة فى تمويل التنظيمات الإرهابية والتدخل فى شئون الدول المجاورة، ودور الدوحة السلبى فى سوريا وليبيا، حيث صادرت الحكومة القطرية أملاكها، وطُردت من وظيفتها قبل اتخاذها من مصر ملجئا.
كما تطرق فهمى للدبلوماسى القطرى البريطانى المولد "فواز العطية"، الذى كان له نصيبا من التعذيب داخل سجون الإمارة لمدة تجاوزت الـ15 شهرا فى عام 1999، وذلك على الرغم من توليه منصب المتحدث الرسمى باسم الحكومة بين عامى 1996 و1998.
وقد أكد العطية الذى جرد من جنسيته ويعيش حاليا فى بريطانيا أن حبس ضابط الاستخبارات القطرى المالكى جاء بسبب عدم مشاركته فى عملية الانقلاب، وقد حاول العطية مقاضاة رئيس الوزراء القطرى السابق "حمد بن جاسم آل ثانى" فى بريطانيا، لكنه صدم بعد معرفته أن الأخير يحمل حصانة دبلوماسية تحميه من القضاء.