"لا يمكن إنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى إلا من خلال حل يقوم على أساس وجود دولتين".. هذا ما أكده البيان الختامى الصادر عن قمة باريس للسلام فى الشرق الأوسط، اليوم الأحد، بمشاركة 70 دولة تُمثل القوى الكبرى فى العالم، ورغم ذلك لا تزال إسرائيل تتحدى الدول المشاركة التى شددت على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى.
القوى الكبرى تُحذر إسرائيل وفلسطين
البيان الختامى للقوى الكبرى المشاركة فى مؤتمر باريس للسلام، حذرت أيضا من أنها لن تعترف بأى خطوات منفردة من أى الجانبين – الفلسطينى والإسرائيلى- يمكن أن تصدر حكما مسبقا على المفاوضات".
وجاء فى نص البيان الختامى إن "المشاركين يدعون كل الأطراف، إلى الامتناع عن اتخاذ خطوات منفردة تصدر حكما مسبقا على نتيجة مفاوضات قضايا الوضع النهائى، ومن بينها ضمن أشياء أخرى القدس والحدود والأمن واللاجئون، والتى لن تعترف بها هذه الدول"، مشيرا إلى أن الأطراف المعنية ستلتقى من جديد قبل نهاية العام الجارى.
إسرائيل تتحدى العالم: مؤتمر باريس "يُبعد" فرص السلام
ورغم صدور بيان قمة باريس من 70 دولة من بينها دول أوروبية وعربية رئيسية إلى جانب الدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى، إلا أن إسرائيل، اعتبرت المؤتمر- الذى جدد دعم المجتمع الدولى لحل الدولتين- يُبعد فرص السلام، حيث قالت الخارجية الإسرائيلية فى بيان لها:"إن هذا المؤتمر الدولى وقرارات الأمم المتحدة تُبعد فرص السلام لأنها تشجع الفلسطينيين على رفض المحادثات المباشرة مع إسرائيل".
نتنياهو مهاجما: المؤتمر عبثى
بدوره، وصف بنيامين نتيناهو رئيس الوزراء الإسرائيلى، المؤتمر بالعبثى، زاعما:" المؤتمر تم تنسيقه بين الفرنسيين والفلسطينيين بهدف فرض شروط على إسرائيل لا تتناسب مع احتياجاتهم الوطنية".
وغرد رئيس الوزراء الإسرائيلى عبر "تويتر"، قائلا:"مؤتمر باريس يُبعد السلام أكثر عنا لأنه يجعل المواقف الفلسطينية أكثر تشددا ويبعد الفلسطينيين أكثر عن إجراء مفاوضات مباشرة بدون شروط مسبقة".
بريطانيا: لدينا "تحفظات" على المؤتمر
بريطانيا هى الأخرى، عارضت المحادثات التى أجريت بين دول العالم الـ70 فى باريس، حيث قالت بريطانيا، إن لديها تحفظات على نتائج مؤتمر السلام، مضيفة :"النتائج قد تؤدى إلى تشديد المواقف".
وقال بيان لوزارة الخارجية البريطانية :"لدينا تحفظات معينة تجاه مؤتمر دولى الهدف منه دفع السلام بين الجانبين ولا يشملهما، فى الواقع إنه يأتى ضد رغبة الإسرائيليين ويأتى قبل أيام فقط من الانتقال إلى رئيس أمريكى جديد فى الوقت الذى ستكون فيه الولايات المتحدة الضامن النهائى لأى اتفاق."
الفلسطينيون يرحبون بالبيان الختامى لمؤتمر باريس
فى المقابل، رحبت منظمة التحرير الفلسطينية، بالبيان الختامى لمؤتمر باريس للسلام فى الشرق الاوسط "الذى أكد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى"، بحسب ما صرح أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن "عريقات" دعا المؤتمر إلى الاعتراف الفورى بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
تجاهل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
وتجاهل البيان الختامى، الذى استمر يوما واحدا فى باريس، توجيه انتقاد بشكل صريح لخطط الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس على الرغم من إعلان دبلوماسيين أن صياغة البيان بعثت برسالة "ضمنية".
وتعهد ترامب، فى وقت سابق، بإتباع سياسات أكثر تأييدا لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس مما يضفى شرعية على القدس كعاصمة لإسرائيل رغم الاعتراضات الدولية.
ويأتى مؤتمر باريس للسلام، قبل أن يؤدى الرئيس الأمريكى المنتخب، اليمن بخمسة أيام فقط، حيث تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة حفل تنصيب دونالد ترامب، فى 20 يناير الجارى.
فى إطار ذلك، قال جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، للصحفيين، إن إدراج مسألة نقل السفارة الأمريكية فى البيان كان سيصبح أمرا غير ملائم فى الوقت الذى يجرى فيه مناقشتها علانية فى الولايات المتحدة.
تفاصيل مكالمة كيرى ونتنياهو بشأن المؤتمر
فى سياق متصل، أصدر مكتب نتنياهو بيانا، اليوم، قال فيه إن "كيرى اتصل بنتنياهو ليبلغه بالخطوات التى تتخذها الولايات المتحدة فى المؤتمر لتخفيف صياغة بيان باريس."
وأضاف أن نتنياهو رد عليه بالقول إن "إسرائيل عانت بالفعل من أضرار بعد عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار أصدره مجلس الأمن (الشهر الماضى) ويجب ألا يتفاقم ذلك (الضرر)".
وقال البيان :"إن كيرى تعهد لنتنياهو بألا يكون للمؤتمر عواقب سواء فى مجلس الأمن الدولى أو فى المؤتمر نفسه وإن "الولايات المتحدة ستعارض أى اقتراح ربما يتم طرحه على مجلس الأمن."
التـأكيد على قرارات مجلس الأمن الدولى
ولم يتطرق البيان الختامى إلى أى تفاصيل سوى التأكيد على قرارات مجلس الأمن الدولى ومن بينها القرار 2334. فيما قال وزير الخارجية الفرنسى، جان مارك إيرو، إنه عندما يشكك البعض فى هذا فمن المهم بالنسبة لنا أن نتذكر الإطار العملى للمفاوضات. هذا الإطار هو حدود 1967 والقرارات الرئيسية للأمم المتحدة، بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز".