"سعيد بوجودى فى مصر، فهى الأفق والمستقبل، وستكون دائما لامعة ومتألقة بين كل العالم، و لن تعانى مصر مرة أخرى وستتقدم دائما إلى الأمام، وأود أن تتبوأ المكانة التى تستحقها خلال الفترة القادمة"، هكذا بدأ الرئيس البيلاروسى الكسندر لوكاشينكو، كلمته خلال لقاءه بالرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، مؤكدا أن ما تقدمه بيلاروسيا للمصريين لا تقدمه دولة فى العالم، قائلا "ما نفعله شراكة وصداقة وأخوة، وحينما ننقل لكم الخبرة والتكنولوجيا ونطلع خبرائكم على أسرار الصناعة فهذه شركة وصداقة".
وواصل لوكاشينكو، إشادته بمصر خلال كلمته بافتتاح أعمال المنتدى المصرى البيلاروسى بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائًلا: "مصر أقدم دولة، وأقدم حضارة فى العالم، وهنا الثقافة العريقة، وعلى هذا الأساس فإن التعاون الثقافى مع مصر هو أحد أهم المجالات التى يمكن أن نتعاون فيها، وأدعوا المصريين للتعاون معنا فى هذا المجال، حتى تنقلوا حضارتكم إلى الشعب البيلاروسى، فالمجال الثقافى مجال واعد وواسع وتبادل الزيارات بين المفكرين والموسيقين بين البلدين من شأنه إثراء الثقافتين العربية المصرية والبلاروسية.
ووجه الرئيس لوكاشينكو حديثه للرئيس عبدالفتاح السيسى قائًلا: " أؤكد للرئيس السيسى أن كل طلباتك أوامر بالنسبة لنا، وسنقوم بتفعيل انعقاد اللجنة المصرية البيلاروسية المشتركة لكى تحدد ما هى مجالات الإنتاج والصناعة التى سنتعاون فيها سويا، لأن ذلك سيجلب النفع للبلدين، وسنوفر كل الدعم الذى تطلبونه".
ومن مواقفه القوية قوله، "إن أحدا لم يسأله إن كان سيعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم، أم لا، ولكنه يفضّل أن يبدى رأيه فى هذا الشأن، مسبقاً، فالساسة الأوكرانيون، كما يشرح لوكاشينكو، والذين وصلوا إلى السلطة فى كييف أثناء الاحتجاجات الأخيرة، "هم الذين خلقوا الوضع الذى قرر فيه سكان القرم الانضمام إلى روسيا، والخطأ الأكبر لهؤلاء الساسة تمثل فى ممارسة الضغط على المواطنين الناطقين باللغة الروسية".
ولكن لوكاشينكو الذى لم يسأله أحد، بادر بمدّ اليد إلى الجيل الجديد من حكام أوكرانيا، ووعد بأن روسيا البيضاء ستقيم علاقات مع من سيؤيده الشعب الأوكرانى بعد الانتخابات.
قال لوكاشينكو: 'لدينا رأى خاص عن أوكرانيا، و لابد من احترام وحدة أراضيها وينبغى ألا يقوم أى أحد بتقسيم هذا البلد العظيم'، مما تسبب فى توتر العلاقات بين موسكو ومينسك مؤخراً.
ولكن لوكاشينكو، حليف بوتين، لم يتمكن من إبقاء فمه مغلقا أمام استعراض القوة العسكرية الروسية فى القرم، فقال إن بلاده ستقترح على موسكو تعزيز مجموعة القوات الروسية البيلاروسية المشتركة، بما فيها الجوية، وذلك ردا على نشاطات الناتو العسكرية قرب الحدود البيلاروسية، وقال لوكاشينكو خلال اجتماع مجلس الأمن البيلاروسى فى مينسك اليوم : "إذا أرسلت 15 طائرة من إيطاليا (إلى دول البلطيق) فأعتقد أنه يجب علينا أن نتصل برئيس هيئة الأركان الروسية ونقترح عليه إرسال التعزيزات التى التزمت موسكو بتقديمها لنا "فى إطار العلاقات الاتحادية"، ولنقل حاليا إرسال 12-15 طائرة لا أكثر إلى الأراضى البيلاروسية، وتحديد مسار الدوريات والمسارات الاحتياطية. إننا نرى فى الآونة الاخيرة تصعيدا للأزمة، ليس فى سوريا وليبيا والعراق فحسب، بل وعند حدودنا هذه المرة. إنها تمس مصالحنا، ولا يحق لنا الجلوس كالفئران تحت المكنسة.
ولكن لوكاشينكو نطق بالاعتراف بضم روسيا للقرم، على أنه بات أمرا واقعا :"شبه جزيرة القرم باتت اليوم جزءا من روسيا" معتبرا أن اعتراف البعض بذلك أو عدمه لن يغير فى ذلك شيئاً، وحين يجرى سؤال لوكاشينكو عن اتفاقيات التعاون مع روسيا التى ستنتج “اتحادا سوفيتيا جديدا” يجيب بالموافقة وحماس منقطع النظير، “قمنا بإعداد اتفاقية حول إقامة الدولة الاتحادية، وكانت تتضمن خطة عمل محددة.
لقد تحركنا إلى الأمام بقوة خلال هذه السنوات، وبالرغم من أننا لم نجد القوة لتنفيذ هذا البناء، الذى كانت تنص عليه الاتفاقية، لكننا مع مرور الوقت خلصنا إلى استنتاج مفاده أننا لم ننضج، كما يبدو، بما فيه الكفاية لفعل ذلك. غير أن عملية الدولة الاتحادية وبنائها أعطت دفعة لكيان جديد شيق جدا، ألا وهو الاتحاد الجمركي، وهو الآن الفضاء الاقتصادى الموحد الذى نسعى فى الوقت الحالى إلى تحويله إلى الاتحاد الاقتصادى الاوراسي، الذى يمكن مقارنته بالاتحاد السوفيتى أو الاتحاد الأوروبى أو غيرهما. ولكن عندما تكون المقارنة مع الاتحادات الأخرى، فإننا نتحدث عن أنه تجرى فى مختلف أنحاء العالم عموما عمليات تكامل وتشكيل اتحادات”.
يرى لوكاشينكو أنه لا مشكلة فى إعادة تشكيل الاتحاد السوفيتى على غرار الاتحاد الأوروبي، وغيره من الاتحادات فى العالم.
وقال لوكاشينكو: "أقسمت أننى لن أمرر السلطة لأحد من عائلتى أو أقاربى أو أبنائي. هذا أمر غير وارد. ولكن الشيء الرئيسى هو أن تؤول السلطة فى بلدنا بعد لوكاشينكو إلى من يفوز فى الانتخابات النزيهة كتلك التى فزت بها لأول مرة عندما أجرينا أول انتخابات رئاسية بعد قدومى من صفوف المعارضة، وكنت مرشح المعارضة للرئاسة".