قالت صحيفة وول ستريت جورنال أن التعديل الوزارى الذى أصدره أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان هو بمثابة محاولة للتكيُف بصورة أفضل مع تراجع أسعار النفط وتزايد حدة الصراعات فى المنطقة.
انهيار أسعار النفط
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، الخميس، أن التعديل الوزارى الذى شمل تعيين وزير جديد للخارجية ووزير لشئون الدفاع يأتى فى وقت تواجه فيه قطر وجيرانها فى الخليج انهيار فى أسعار النفط. مشيرة إلى أن صادرات النفط والغاز تمثل الجزء الرئيسى من إيرادات قطر وهو ما قد دفع المسئولين القطريين لإعادة تقييم خطط الانفاق داخليا بهدف احتواء معدلات العجز المتزايدة.
وتضيف أن التعديل الوزارى يأتى أيضا فى الوقت الذى تتزايد فيه مشاركة قطر فى الصراعات الإقليمية. حيث تشارك الدوحة ضمن التحالف العسكرى، الذى تقوده السعودية، ضد الحوثيين فى اليمن. وتم تعيين وزير الخارجية منذ عام 2013، خالد بن محمد العطية، وزيرا لهيئة شئون الدفاع، بينما تولى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، حقيبة الخارجية بدلا منه.
تخفيض التكاليف
الدوافع التى تكمن وراء التعديل الوزارى ليست واضحة الآن لكن التغييرات تبدو أنها تشمل كذلك دمج لبعض الوزارات بما فى ذلك حقيبتى الاتصالات والنقل واللتين كانتا منفصلتين. ونقلت الصحيفة عن ابراهيم فريحات، أحد كبار الباحثين بمعهد بروكينجز فى قطر، أن التعديلات تهدف لاعطاء دفعة للحد من الاجراءات البيروقراطية، منوها إلى أن هناك ميلا نحو خفض النفقات وزيادة الفاعلية فى الحكومة الجديدة.
وقالت قطر، الشهر الماضى، أنها تواجه عجز فى الميزانية بقيمة 46.5 مليار ريال، ما يعادل 12.8 مليار دولار لعام 2016، حيث تقدر تراجع الدخل إلى 156 مليار ريال مقارنة بـ225.7 مليار فى ميزانية الأعوام الماضية. كما من المتوقع تراجع الإنفاق إلى 202.5 مليار ريال مقارنة بـ218.4 مليار عن السنوات الماضية.
العلاقات مع مصر
وقال الفريحات أن التعديل يشير إلى وضع الأمير تميم بصمته على الحكومة الجديدة حيث أدخل جيلا جديدا من الوزراء الشباب. وأوضح أن تعيين الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثان البالغ من العمر 35 عاما كوزير للخارجية- بصفة خاصة- قد يؤدى إلى إقامة علاقات أوثق مع مصر، لافتا إلى أن الشيخ محمد بذل جهودا لتحسين العلاقات مع مصر عام 2014 بعد توتر الذى نشب بين البلدين.
ويحتل الشيخ تميم منصب أمير قطر ووزير الدفاع، بينما وزير الدولة لشئون الدفاع هو منصب منفصل. وتشير الصحيفة إلى أن تعزز صفوف مسئولى الدفاع يأتى بعد 10 أشهر من مشاركة قطر فى الحملة العسكرية فى اليمن.