شهدت سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، وأحمد عماد، وزير الصحة والسكان، وسلطان أحمد الجابر، وزير دولة فى الإمارات العربية المتحدة، ورئيس المكتب التنسيقى للمشروعات التنموية الإماراتية فى مصر، احتفالية إنجاز مشاريع تطوير خطوط إنتاج الأنسولين والأمصال واللقاحات بشركة فاكسيرا، والتى تم تنفيذها ضمن المشاريع التنموية الإماراتية فى مصر، وذلك فى مقر شركة فاكسيرا بمحافظة الجيزة، بحضور خليفة سيف الطنيجى، القائم بالأعمال بسفارة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة.
وتم تنفيذ مشاريع تطوير خطوط إنتاج الأنسولين والأمصال واللقاحات بالتعاون بين المكتب التنسيقى للمشروعات التنموية الإماراتية فى مصر، والشركة القابضة للأمصال واللقاحات (فاكسيرا) واشتملت على استكمال مبنى الأمصال والتعبئة بمبنى (60) وتطوير ورفع الطاقة الإنتاجية لمصنع البيوتكنولوجى ورفع كفاءة 3 محطات للمياه ومصنع الثلاثي (الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي)، ومشروع تطوير منطقة خلط وتعبئة مصل شلل الأطفال بمبنى (1)، ومشروع تطوير منطقة إنتاج مركزات لقاحات الثلاثي، إضافة إلى تطوير معامل الرقابة على الإنتاج بهدف تلبية حاجة مصر من الأمصال الصحية والإنسولين الضرورى لمرضى السكرى.
وقام الزوار بجولة فى شركة فاكسيرا تفقدوا خلالها على أرض الواقع أعمال التطوير التى تم تنفيذها فى 5 مناطق بالشركة، واستمعوا إلى شرح تفصيلى حول الأعمال التى تم تنفيذها بالمنطقة الأولى بالمبنى الثاني؛ لرفع كفاءة وتطوير مصنع البيوتكنولوجى والتى تسهم فى رفع إنتاجية الأنسولين ولقاح الالتهاب السحائى الثنائي.
كما تفقدوا ما تم إنجازه بالمبنى الأول وما تم توفيره من أجهزة بهدف تطوير تعبئة وخلط الأمصال واللقاحات لإنتاج 80 مليون جرعة سنويا من طعم شلل الأطفال الفموي، وانتقلوا بعد ذلك إلى مبنى الثلاثي.
كما استمعوا إلى شرح حول الأجهزة التى تم تركيبها، ومنها جهاز فصل الخلايا وتنكات التخزين وخط البخار النقى ومحطة المياه الجديدة، كما استمعوا إلى شرح حول الأعمال التى تم تفيذها لتطوير وتجديد وتشغيل مبنى الأمصال والتعبئة، وانتهت الجولة بتفقد معامل الجودة ومراقبة الانتاج حيث تم الانتهاء من تركيب 42 جهازا معمليا متطورا لاستيعاب أعمال مراقبة الكميات التى أضيفت للإنتاج.
واستهل الدكتور سلطان أحمد الجابر، الافتتاح بالترحيب بالحضور.
وقال: "يشرفنى أن أنقل تحيات القيادة فى دولة الإمارات إلى قيادة وشعب مصر، ويسرنى أن نحتفل اليوم بإنجاز واحد من المشاريع التى تكتسب أهمية خاصة، لارتباطه الكبير بتحسين الرعاية الصحية للمواطن المصري، لا سيما توفير الأدوية الضرورية فضلا عن وقايته من الإصابة بالأمراض التى تهدد صحة المواطنين، خصوصا الأطفال وحديثى الولادة، حيث تعاونت دولة الإمارات مع الجانب المصرى لتنفيذ مشروع تطوير خطوط إنتاج الأنسولين والأمصال واللقاحات الذى يسهم فى تلبية ما تحتاجه مصر من أمصال ولقاحات وطعوم وأدوية وبما يسهم فى رفع مستوى الرعاية المقدمة للمواطنين المستهدفين ومرضى السكري".
وأضاف وزير الدولة الإماراتى: "دولة الإمارات تضع فى مقدمة أولوياتها دعم كافة الجهود التى تستهدف الارتقاء بالإنسان، وتعطى أولوية للرعاية الصحية نظراً لدورها فى بناء رأس المال البشرى والارتقاء بصحة المواطن الذى يشكل الأساس لكل الجهود التنموية، فقد تعلمنا من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان-رحمه الله- أن الإنسان السليم المعافى هو الثروة الحقيقية للوطن، وهو ذات الدرب الذى سارت عليه القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيا رئيس الدولة.
وأعرب عن تطلعه بأن يسهم إنجاز مشاريع تطوير خطوط إنتاج الأمصال واللقاحات فى تحقيق مصلحة المواطنين المصريين المستفيدين من خدماتها وتلبية طموحاتهم فى الحصول على رعاية صحية ووقائية عالية المستوى، وأن تستمر التأثيرات الإيجابية لهذا المشروع فى تحسين إجراءات الوقاية والعلاج عبر توفير الأمصال واللقاحات اللازمة للحد من الإصابة بالأمراض السارية وحماية المواطنين من مضاعفات الأمراض.
وأشادت سحر نصر بدور المشاريع التى قامت بتنفيذها دولة الإمارات فى مختلف القطاعات الحيوية وخصوصا فى مجال الرعاية الصحية وقالت: "المشاريع التى تم تنفيذها فى فاكسيرا أعادت الحياة إلى عدد من خطوط الإنتاج ووفرت معامل للرقابة تسهم فى زيادة القدرة على اختبارات اللقاحات والأمصال وتحافظ على سلامتها وصلاحيتها، وتحقق نسبة كبيرة من الاكتفاء الذاتى فى إنتاج الأمصال واللقاحات والإنسولين لتأمين احتياجات مصر، والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية للمواطن المصرى وهو من أهم عوامل النمو لأنه يستهدف حماية وخدمة رأس المال البشرى باعتباره الركيزة الأساسية لجهود التنمية بمصر.
وأشارت سحر نصر إلى أن تلك المشاريع سيكون لها مردود اجتماعى مهم، بتوفير أمصال الطعوم والأنسولين للنهوض بصحة المواطن المصرى وتوفير اللقاحات الأساسية لملايين الأطفال سنوياً، كما سيكون لها مردود اقتصادى يتمثل فى توفير منتج محلى عالى الجودة مما يقلل الحاجة إلى الاستيراد ويفتح أسواقا جديدة للتصدير.
من جانبه، أشاد أحمد عماد، وزير الصحة، بما قدمته دولة الإمارات قيادة وشعبا من مواقف مساندة ودعم بلا حدود وتكاتف بالوقوف إلى جانب أشقائهم فى مصر؛ بصورة ترجمت قوة ومتانة العلاقات الراسخة بين البلدين والتى يعود فضل إرسائها للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأن تلك المواقف أسهمت فى تعزيز الخدمات المقدمة للمواطن المصرى ومواجهة التحديات فى العديد من المجالات ومنها خدمات الرعاية الصحية.
وأضاف: "بالأمس القريب تسلمت وزارة الصحة 78 وحدة صحية لطب الأسرة تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية لأبناء المناطق النائية والريفية والأكثر حاجة فى 23 محافظة مصرية واليوم، نحتفل بإنجاز مشاريع تطوير خطوط إنتاج الأنسولين والأمصال واللقاحات بشركة فاكسيرا والتى تدعم برامج مصر الوقائية فى مواجهة أمراض مثل شلل الأطفال والتيتانوس والدفتيريا والسعال الديكى والكوليرا ولدغات العقرب والثعبان وغيرها ويوفر الطعوم اللازمة لبرنامج التطعيم الإجبارى لوقاية حديثى الولادة والأطفال وطلاب المدارس من الأمراض المعدية".
وتعد مشاريع تطوير خطوط إنتاج الأنسولين والأمصال واللقاحات بشركة فاكسيرا خطوة عملية مهمة فى تحسين الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين حيث تسهم فى تلبية 100% من حاجة وزارة الصحة من الأمصال واللقاحات الوقائية والإنسولين، بما فيها الثلاثي (الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي) والعقرب وشلل الأطفال والكوليرا والخليط، و18 منتجا من أمصال ضد سموم العقرب والثعبان وبعض السموم البكتيرية، ورفع نسبة الطاقة الإنتاجية للقاحات الأساسية محلية الصنع التى يتم توريدها لوزارة الصحة لبرنامج التطعيمات الموسع من 15% إلى 80%، وكذلك زيادة الطاقة السنوية التى يتم إنتاجها من الطعوم والأمصال والأنسولين إلى 10ملايين وحدة تلبى حاجة الوزارة منها والتى تصل إلى 3 ملايين وحدة سنويا ويتم تصدير الكميات المتبقية للخارج.
كما تسهم مشاريع التطوير أيضا فى زيادة إنتاج الإنسولين إلى 3 ملايين زجاجة سنويا بدلا من إنتاج 590 ألف زجاجة قبل التطوير بما يلبى احتياجات مرضى السكري، لا سيما وأن مصر تستورد 74% من احتياجاتها وتوفر الشركات المحلية 26% تضطلع فاكسيرا بـ9% منها، كما سيتم إنتاج 80 مليون جرعة سنويا من طعم شلل الأطفال الفموي، وكذلك إنتاج 5 ملايين جرعة من لقاح السحائى الثنائى بعد توقف إنتاجه محلياً لمدة ست سنوات والذى يعد من المستحضرات الأساسية والمهمة التى يتم توزيعها على نحو 18 مليونا من طلاب المدارس ونحو 5 ملايين من حديثى الولادة حتى السن المدرسى بالمجان من خلال وزارة الصحة والسكان.