فى خطوة جديدة تؤكد على مكانة مصر الدولية والإقليمية فازت مصر اليوم الخميس بعضوية مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى لمقعد الثلاث سنوات (2016 – 2019) عن اقليم الشمال، فى الانتخابات التى جرت فى العاصمة الإثيوبية أديس ابابا على هامش القمة الـ26 للاتحاد الأفريقى، وذلك عقب شهرين من حصولها على مقعد غير دائم العضوية بمجلس الآمن الدولى.
وقالت وزارة الخارجية أن مصر حصلت على العضوية بتأييد 47 دولة من دول الاتحاد الأفريقى.
وأشار المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إلى أن عضوية مصر فى مجلس السلم والأمن الأفريقى تأتى فى إطار مساعيها وجهودها للقيام بدور فعال فى دعم وتعزيز بنية السلم والأمن فى القارة الأفريقية خلال المرحلة التاريخية الهامة التى تمر بها القارة حالياً، والتى تشهد تزايداً ملحوظاً فى الصراعات والنزاعات، فضلاً عن تصاعد تهديد التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة.
مصر ستقوم بالتنسيق بين اجندتى المجلس الدولى والأفريقى
وأضاف أبو زيد، أنه بتزامن عضوية مصر فى مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فسوف تلعب مصر دوراً هاماً فى التنسيق بين أجندتى الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة فى مجال حفظ السلم والأمن الدوليين، فضلاً عن قيامها بدور رئيسى فى دعم القضايا الأفريقية والتعبير عن تطلعات الدول الأفريقية فى السلام والاستقرار والتنمية.
كما أشار المتحدث باسم الخارجية، إلى أن حصول مصر على هذا الدعم الكبير من دول الاتحاد الأفريقى يعكس ثقة القارة الأفريقية فى مصر والدبلوماسية المصرية وقدرتها على الدفاع عن المصالح الأفريقية، فضلاً عن تطلع الدول الأفريقية للاستفادة من قدرات مصر كدولة ذات ثقل سياسى على المستويين الاقليمى والدولى.
لأول مره تترشح مصر على مقعد 3 أعوام
وأوضح، أن هذه هى المرة الأولى الذى تتقدم فيها مصر لعضوية مجلس السلم والأمن على مقعد الثلاث أعوام، حيث سبق أن شغلت مصر المقعد عن فترة العامين خلال السنوات من 2006 – 2008، ومن 2012 إلى 2013، وتم خلال تلك الفترة إطلاق مبادرة إنشاء آلية التشاور بين مجلس السلم والأمن ومجلس الأمن الدولى، وهى المبادرة التى تم البناء عليها لاحقاً لتأسيس آلية التشاور السنوية بين المجلسين وتزال قائمة حتى الان.
مصر ستشارك فى صياغة منظومة الأمن الأفريقى
ومن جانبه شدد مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الأفريقية أمجد عبد الغفّار على أهمية هذه الخطوة لمصر، مؤكدا على أن حصول مصر على العضوية فى ظل وجود رؤية مستقلة لها فى مكافحة الإرهاب الذى أصبح أهم القضايا على الساحة سيكون إيجابيا، حيث ستستغل القاهرة ذلك للمساهمة بدور فعال فى بناء وصياغة منظومة الأمن فى أفريقيا، منوها بالتحديات التى تواجهها ليبيا والسودان وجنوب السودان ومالى والقرن الأفريقى والتى وصفها مساعد وزير الخارجية بأنها مناطق ذات بعد استراتيجى للقاهرة تقتضى أن يكون لها دور فعال فيها.
وأوضح مساعد وزير الخارجية أن مصر ستعمل على حل مشاكل القارة من خلال عضويتها بمجلسى السلم والأمن الدولى والأفريقى ودفعها فى الاتجاه الصحيح، لافتا إلى أن 70% من القضايا التى يتم بحثها فى مجلس السلم والأمن الدولى تخص القارة الأفريقية، ومصر سبق أن وضعت إبان ترشيحها لمجلس الأمن ملف التعامل مع الأزمات الأفريقية على رأس أولوياتها خاصة مع الترابط الوثيق بين عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وأجندة السلم والأمن للاتحاد الأفريقى.