أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن وثائق أرشيفية لمكتب الاستخبارات الأمريكية "سى آى إيه" رفعت السرية عنها مؤخرا، تكشف عن تفاصيل جديدة لتعذيب المشتبهين بتورطهم فى النشاط الإرهابى.
وتحتوى الوثائق، على سبيل المثال، على تفاصيل استجواب الموطن السعودى المدعو "أبو زبيدة" المشتبه بأنه ساعد قيادة تنظيم "القاعدة" الإرهابى فى الهروب من أفغانستان قبل بدء العملية العسكرية الأمريكية هناك فى عام 2001.
وقال موظفون فى "سى آى إيه" إنهم التزموا بالتعليمات الموجودة لتجنب أى إصابات، إلا أن أبو زبيدة نفسه تحدث عن تفاصيل أخرى لاستجوابه: "واصلوا ضربى بالجدار، وأخذا فى الاعتبار قوة الضربات فى رأسى، وكنت أقع على الأرض بعد كل ضربة، ولم أستطع أن أرى شيئا أمامى خلال عدة لحظات ناهيك عن وجود سلاسل قصيرة لم تسمح لى بأن أقف بشكل كامل".
وأظهرت الوثائق أن رجال الاستخبارات قاموا بوضع أبو زبيدة فيما يشبه بتابوت ضيق وتخديره وخنقه من خلال إغراقه.
يذكر أن تقرير لجنة مجلس الشيوخ الأمريكى حول انتهاكات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى إيه" فى عهد الرئيس جورج بوش الابن، والذى نشر فى عام 2014، افتقر للكثير من التفاصيل التى ظهرت مؤخرا، وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن ذلك يثير نقاشات ساخنة حول مضمون نحو 6,7 آلاف صفحة من الوثائق التى لم ترفع السرية عنها حتى الآن.
ويشار إلى أن انتهاكات السى اى ايه لم لم يوجد لها مثل، حيث قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية فى الشهر الماضى إنه تم احتجاز تونسيين بشكل سرى فى معتقلات تديريها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى إيه"، ومارسوا معهم اشد أساليب التعذيب، وقالت المنظمة الغير حكومية أن التعديات لم يُبلغ بمثلها أحد، وهى تكشف حقائق جديدة عن الأيام الأولى من برنامج الوكالة للتعذيب.
وقال الرجلان، رضا النجار (51 عاما) ولطفى العربى الغريسى (52 عاما)، للمنظمة كل منهما بشكل مستقل، إنهما تعرضا للضرب المبرح بالهراوات والتهديد بالكرسى الكهربائى، وتعرضا لمختلف أشكال التعذيب بالماء، وتعليقهما بسقفى زنزانتيهما من أيديهما بالسلاسل لفترات طويلة.
وبعد 13 عام من الاحتجاز والتعذيب الشديد أعادت الولايات المتحدة الرجلين إلى تونس فى 15 يونيو 2015، وأشارا إلى ان احتجازهم كان دون توجيه اتهامات أو حتى محاكمة، وكذلك لم تقدم " سى اى ايه " إلى أى منهما دعما أو تعويضا على احتجازهما غير المشروع أو التعذيب الذى تعرضا له، ولم تساعدهما على مواجهة الضرر البدنى والعقلى الذى تكبداه، حتى أصبحا اليوم معدمان، غير قادرين على العمل، ويعانيان من عواقب الصدمات الجسدية والسلوكية الخطيرة التى يعتقد أنها نتيجة مباشرة للمعاملة فى المعتقلات الأمريكية.
يذكر أن صحيفة "الاندبندنت" البريطانية قالت فى نوفمبر الماضى إن مايك بومبيو، المرشح لمنصب مدير الـ"سى آى إيه" فى إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، يؤيد عودة التعذيب واستخدام طريقة الإيهام بالغرق كوسيلة للحصول على المعلومات من المعتقلين.
ولفتت الصحيفة إلى أن بومبيو يشتهر بمواقفه اليمينية المتشددة وهو عضو جمهورى بمجلس النواب عن ولاية كنساس، وسبق له انتقاد قرار منع استخدام الإيهام بالغرق فى استجواب المعتقلين.