يعيش مزارعو قصب وبنجر السكر فى المنيا ظروفا صعبة لعدم وجود مرشدين زراعيين بقرى المحافظة لتوعيتهم بترشيد استهلاك المياه ، وخاصة استخدام الوسائل الحديثة بالرش أو التنقيط، إلى جانب عدم وجود حلول جذرية للمشاكل المتراكمة منذ سنوات طويلة ، مع تأخر صرف مستحقات التوريد من قبل مصنع سكر ابوقرقاص ، وتلك المشاكل يواجهها مزارعو قصب السكر المنيا ، ولكن من المؤسف أنها لا تجد حلولا.
فى نهاية المطاف لم يجد المزارعون أمامهم سوى التهديد بعدم تسليم المحصولين إلى مصنع سكر أبو قرقاص، رافضين السعر الجديد الذي قررته الحكومة مؤخرًا للطن بـ 500 جنيها بعد أن كان بـ400 جنيها ، مبررين أن تكلفة زراعة الفدان تبدأ من 12 إلى 13 ألف جنيه، شاملة السماد والتقاوي والري والرش، في حين أن الفدان لا ينتج أكثر من 40 طنًا، و أن هناك أراضي لا تصل الإنتاجية فيها إلى 20 طنًا للفدان الواحد.
وفي سياق متصل قال محمد سيد زين العابدين ، من مزارعى مركز ملوى أن الشركة تفرض علينا شروطا مجحفة هذا العام عند تسليم القصب، من بينها أن المزارع يكتب إقرارا بأنه لا يورد للعصارات أو محلات العصير من المحصول ما دام مرتبطا بالمصنع أو شركة السكر ، لافتا إلى أن المزارع الآن في حيرة هل يسلم المحصول للشركة أو يبيعه للعصارات أفضل؛ لأن أسعار الأسمدة زادت بنسبة 60 % عن العام الماضي.
ولفت "عوض ابو عمار عادل " من كبار مزارعى قصب السكر والبنجر فى مدينة ديرمواس ، أننا لا نريد أن نورد المحصول للمصنع هذا العام، حيث إن شركة السكر تتعمد تسليمنا المستحقات على فترات، في حين أننا نستدين من البنوك الزراعية من قروض وغيرها، ونتعرض للسجن من قبل البنوك في حالة عدم السداد.
من ناحيته قال اللواء عصام البديوي محافظ المنيا ــ اثناء متابعته لبدء موسم عصر قصب السكر بمصنع سكر ابوقرقاص ــ إن عدد من أقسام المصنع شملت قسم التفريغ الميكانيكي والعصارة وعنبر تعبئة السكر وعنبر نافضات السكر والذي يتم فيه فصل السكر عن العسل وهى المرحلة التي تسبق تعبئة السكر .
وأكد المحافظ على ضرورة التنسيق بين مديرية التموين ومديرية الزراعية لتنظيم عدد من القوافل والندوات لتوعية المزارعين بأحدث الأساليب لزراعة المحاصيل السكرية واطلاعهم على الطرق الحديثة للري وتدريبهم على تطبيق أسلوب المكافحة المتكاملة المقاومة للآفات مما يساهم في زيادة إنتاجية محصول قصب السكر .
وقال المهندس محمد إبراهيم مدير مصنع سكر ابوقرقاص ، إن المصنع يقع على مساحة 84 فدانا ويعمل بقوة 1600 عامل دائمين إلى جانب بعض العمالة الموسمية والأجر اليومي وفقاً لاحتياجات المصنع .
وأضاف أن المصنع يعمل من خلال 3 ورديات مدة كل منها 7 ساعات متواصلة حيث يصل الإنتاج اليومي للوردية الواحدة 300 طنا من السكر والذي يتم تعبئته بوزن 50 كيلوجرام للشيكارة الواحدة .
هذا وتتنوع المنتجات التي يقوم المصنع باستخراجها من عصر قصب السكر منها السكر ، الكحول النقي ، خميرة للأعلاف الحيوانية ، علف حيواني.
وأشار محمد حسين نائب نقيب الفلاحين بالمنيا إلى أن أسعار توريد القصب رغم زيادتها إلى 620 جنيها نظرا للظروف التى يمر بها الفلاحين والزراعة ، وقيام هؤلاء المزارعين بتسليم القصب للمصنع إلا أنهم يطالبون بزيادة أخرى لسعر التوريد من 700 إلى 750 جنيها، نتيجة ارتفاع الأسعار فى كل مستلزمات الإنتاج الزراعى، كما طالب حسين بضرورة فرض الرقابة على التجار الذين يقومون بشراء المحصول من المزارعين ويقومون بتوريده للمصنع ، أو مانسميهم الوسطاء لأن هؤلاء هم سبب الأزمات والمشاكل.