فى لقطة جديد تعكس أشكال "ازدواجية المعايير" لإدارة الرئيس الأمريكى السابق بارك أوباما، التى كانت تنتقد دائما ثورة 30 يونيو، بل ورفضت الاعتراف بإرادة الشعب المصرى، التى ساندها الجيش، حيث أعرب وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى حينها عن قلق الولايات المتحدة إزاء الأوضاع فى مصر، معتبرة أن الرئيس المعزول محمد مرسى هو الذى يمثل الديمقراطية كونه تم انتخابه من قبل الشعب، بل وأيدت هذا الموقف وزيرة الخارجية السابقة فى إدارة "أوباما" هيلارى كلينتون، فرغم كل هذا شارك كل من "كيرى" و"كلينتون" فى تظاهرات ضد الرئيس الأمريكى المنتخب "دونالد ترامب" للمطالبة بإسقاطه، فى نفس يوم تنصيبه .
ونزل أكثر من مليونى شخص إلى شوارع واشنطن ومدن أمريكية أخرى انضم إليهم متظاهرون حول العالم فى "مسيرة النساء" المعارضة لدونالد ترامب، بعد يوم من تنصيب الرئيس الأمريكى الـ45 رسميا.
ورغم أن سلطات العاصمة الأمريكية لا تنشر أرقاما عن المتظاهرين، قال منظمو مسيرة النساء فى واشنطن أن عدد المشاركين بلغ المليون متظاهر ومتظاهرة مع انضمام أعداد غفيرة من المحتجين إلى المسيرات فى جميع أنحاء البلاد.
وأكدت هيلارى كلينتون منافسة ترامب الديمقراطية فى الانتخابات الرئاسية فى تغريدة دعمها للمحتجين فى حين شارك وزير الخارجية السابق جون كيرى فى المسيرة، التى تطالب بإسقاط "ترامب".
وقالت كلينتون: "نقف ونتحدث ونسير من أجل قيمنا"، وأضافت: "أؤمن بأننا سنظل دائما أقوى معا".
وفى أعقاب ثورة 30 يونيو، وكأول رد فعل من الإدارة الأمريكية السابقة، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باتريك فينتريل، إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التظاهرات والدعوات لمزيد من الاحتجاجات، مشيرا إلى أن محمد مرسى يعد أول رئيس منتخب ديمقراطيا فى مصر، مشددا على مسئوليته فى التواصل مع كل الجماعات السياسية ومحاولة بناء توافق من خلال الحل الوسط.
وكانت الإدارة الأمريكية قد جمدت المساعدات العسكرية لمصر فى عام 2013، بعد ثورة 30 يونيو، التى أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسى وبجماعة الإخوان، حيث جمدت الولايات المتحدة إرسال 12 مقاتلة من طراز "إف – 16" و20 صاروخا من طراز هاربون الخاص بلوازم للدبابات إم1إيه1، وبعد عامين تم الإفراج عنها .
وكشفت وثائق تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، نشرت فى أكتوبر من العام الماضى أن هيلارى كلينتون، دعمت الإخوان لوصولهم للحكم فى مصر عام 2012، واعتبرت انتخاب محمد مرسى، رئيسا، معلما نحو تحقيق الديمقراطية.
وتتضمن الوثائق التى نشرتها صحيفة "فرى بيكون"، الأمريكية، تفاصيل لقاءات عقدتها كلينتون، وقت أن كانت وزيرة للخارجية الأمريكية، مع الرئيس السابق محمد مرسى فى 14 يوليو 2012. وتنقل الوثائق قول كلينتون وقتها "نحن نقف خلف انتقال مصر نحو الديمقراطية"، مضيفة أن السبيل الوحيد للحفاظ على مصر قوية هو تحقيق انتقال ناجح نحو الديمقراطية.