بعد ما يقرب من ستّ سنوات على اندلاع الأزمة السورية، والضغط الدولى الواسع فى اتجاه تصعيدها، ما قاد فى النهاية إلى دخول سوريا فى دوامة حرب أهلية تغذيها جهات إقليمية ودولية، وعناصر داخلية مدعومة من بعض الدول والجهات الخارجية، يبدو أن الأزمة تقترب من الحل، مع نجاح النظام والجيش الوطنى السورى فى فرض وجهة نظر وطنية وحدوية على كثير من مناطق البلاد، واستعادة مساحات كبيرة من المناطق التى سيطرت عليها الميليشيات خلال الشهور والسنوات الفائتة، وهو ما قاد فى النهاية إلى تراجع واضح فى مواقف بعض الدول المعادية للنظام السورى، والمؤيدة للميليشات المسلحة، وساهم فى جمع كل أطراف الأزمة، والقوى الدولية القريبة من الملف، على طاولة المباحثات فى "أستانة".
شهدت العاصمة الكازاخية "أستانة"، اللقاء الأول لممثلى الحكومة السورية والمعارضة وجهًا لوجه، وأجمع المشاركون بالمؤتمر على أهمية وقف الأعمال القتالية فى سوريا، التى مزقتها الحرب منذ 6 سنوات.
رئيس وفد سوريا: هدف اللقاء تثبيت قرار وقف القتال باستثناء مناطق داعش والنصرة
فى هذا الإطار، أكد بشار الجعفرى، رئيس وفد النظام السورى فى مباحثات "أستانة" التى تستضيفها كازاخستان، أن الهدف من اللقاء الدولى هو تثبيت قرار وقف الأعمال القتالية على كامل أرجاء سوريا، باستثناء المناطق التى توجد فيها ميليشيات "داعش" و"جبهة النصرة" والتنظيمات المسلحة التى رفضت الانضمام إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية.
وأضاف "الجعفرى"، أن ما تأمل فيه دمشق من لقاء "أستانة" هو تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة، يتم خلالها الفصل بين المنظمات الموقعة على اتفاق الهدنة "والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك فى العملية السياسية من جهة، وبين تنظيمى داعش وجبهة النصرة والتنظيمات المرتبطة بهما".
وفد المعارضة: نريد تثبيت وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية
أما رئيس وفد المعارضة السورية إلى "أستانة"، محمد علوش، فأكد بدوره أن المعارضة تسعى لوقف إطلاق النار، وتجميد العمليات القتالية فى كامل أنحاء سوريا.
وشدد "علوش" على أن العملية السياسية تبدأ برحيل بشار الأسد، وإخراج القوات الأجنبية التابعة لإيران من عموم الأراضى السورية، معتبرًا أن الميليشيات الأجنبية "وعلى رأسها حزب الله وحزب الاتحاد الديمقراطى الكردى"، تساهم فى "استمرار شلال الدماء ولا تختلف عن تنظيم داعش الذى تعتبره إرهابيًّا".
واستطرد رئيس وفد المعارضة السورية، قائلا: "إن المعارضة تريد تثبيت وقف إطلاق النار، وتجميد العمليات العسكرية فى كل أنحاء سوريا، وتطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها فى قرار مجلس الأمن رقم 2254، ليشكل ذلك ورقة قوية للدفع باتجاه الانتقال السياسى المنشود فى سوريا، بحسب بيان جنيف 2012".
رئيس وفد أمريكا: متمسكون بالتوصل لحل سياسى للأزمة السورية
فى السياق ذاته، قال رئيس الوفد الأمريكى فى محادثات "أستانة"، جورج كرول، إن الولايات المتحدة الأمريكية متمسكة بالتوصل لحل سياسى للأزمة السورية، يجمع أكبر قدر من السوريين، كاشفًا عن عقد لقاء فى العاصمة السويسرية "جنيف" خلال الشهر المقبل، يجمع الفصائل السورية والنظام.
روسيا: نطالب بحماية سوريا وعدم تحولها لدولة عقائدية
من جانبه، طالب رئيس الوفد الروسى، ألكسندر لافرينتيف، بحماية وحدة الأراضى السورية، وعدم التحول إلى دولة عقائدية، متابعًا: "نأمل فى التوصل إلى أجواء مناسبة تمهد لاستئناف جنيف".
وأضاف رئيس الوفد الروسى فى كلمته خلال الجلسة الأولى لمباحثات "أستانة"، قائلاً: "استطعنا إحداث تغييرات فى سوريا بعد هزيمة داعش والنصرة فى كثير من المناطق، ثم إقرار الهدنة فى سوريا وتوقيع ثلاثة اتفاقيات".