ما زالت عبارة "آه لو لعبت يا زهر" تشغل السلفيين وتثير حفيظتهم حتى الآن، فمنذ فترة ظهر أحد القيادات السلفية فى فتوى غريبة وملفتة، محرّمًا هذه المقولة المتصلة بالذهنية الشعبية والاعتياد أكثر من الاعتقاد، ومحرّما أيضًا كلمات الأغنية التى تم طرحها منذ شهور، إلا أن الأزمة تجددت مرة أخرى بعدما أفتى الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، بأن المقولة "عقيدة فاسدة"، وهو ما ردّ عليه علماء أزهريون، مؤكدين خطأ فتوى "برهامى"، ومشيرين إلى أن "الزهر" ليس قمارًا أو مَيسرًا.
ياسر برهامى يفتى بحرمة "آه لو لعب يا زهر".. ويتهم قائلها بفساد العقيدة
فى البداية، أفتى الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، بأن عبارة "آه لو لعبت يا زهر" تشير إلى عقيدة فاسدة ولفظ فاسد، وذلك ردًّا على سؤال ورد عبر الموقع الرسمى للدعوة السلفية، نصه: "انتشرت كلمة يرددها بعض الناس، لتمنى تحسن الأحوال، وهى آه لو لعبت يا زهر، فما حكم الدين فى ذلك؟".
وقال "برهامى" فى فتواه للرد على السؤال: "هذه الكلمة تَنسِب الأفعال إلى الزهر الذى يُستعمل فى لعب الطاولة، والله سبحانه، هو الرزاق ذو القوة المتين، ثم هى كناية عندهم عن جبر عشوائى يقسِّم أرزاقًا على الناس بلا حكمةٍ، فهى عقيدة فاسدة ولفظ فاسد"
فتوى "برهامى" جاءت بعد فتوى سابقة للداعية السلفى أحمد يوسف، الذى حرم أغنية "آه لو لعبت يا زهر" للمطرب الشعبى أحمد شيبة، قائلاً إن "الزهر" يعنى "النرد"، واللعب به محرم شرعًا، على حد قوله، متابعًا: "هذا ليس كلامى، وإنما كلام النبى صلى الله عليه وسلم".
وأضاف "يوسف" فى مقطع فيديو له، قائلاً: "من يقول الأغنية ويعتقد أن الزهر ينفع ويضر، فهذا شر لا شك، أما الذى يلعبها ويقولها على سبيل التسلية فلا نكفّره أو نقول عليه مشرك".
عضو بـ"البحوث الإسلامية": المقولة لا فساد فيها.. وليست سخطا على قدر الله
على الجانب المقابل من الرؤية السلفية، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن المقولة لا يوجد بها فساد عقيدة كما ذكر ياسر برهامى، لأن الزهر لا يُعدّ مَيسرًا، ولكن المصريين يقولون هذه المقولة للحديث عن أوجاع ومشكلات حياتهم اليومية، متمنين أن تكون الأيام المقبلة أفضل لهم.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية فى تصريح لـ"انفراد"، أن هذه المقولة ليست سخطًا على قدر الله عز وجل، فالأعمال بالنيات، والمصريون عندما يقولون هذه الجملة فإنهم يعتمدون أيضًا على الله، وليس على الحظ، لأن الله سبحانه وتعالى القادر على تحويل الفقر لغنى، متابعًا: "بعض المصريين عندما يقولون هذه العبارة فإنهم يشكون الظروف فقط".
داعية أزهرى: السلفيون لا يعرفون المصريون.. والشعب ينفر منهم
وفى السياق ذاته، أكد الشيخ أحمد البهى، الداعية الأزهرى، أن هذه المقولة ليس لها علاقة بالعقيدة، فلعب الزهر حرام، لأن اللعب بالحظ ليست له فائدة، ولكن لا يوجد تلازم وعلاقة بين اللعب بالزهر واللفظ الذى يستخدمه المصريون.
وأضاف الداعية الأزهرى فى تصريح لـ"انفراد"، أن المصريين عندما يقولون هذه المقولة فإنهم يقصدون أن يكون الحظ جيّدًا، لأن القدر يتسبب فيه الله عز وجل، مشيرًا إلى أن السلفيين لا يعرفون عادات المصريين وألفاظهم المتداولة، لذلك يتسرعون فى الحكم بالبدعة وحرمة العبارات وتصرفات المصريين، وهو ما يدفع المواطنين للنفور منهم.