الحلقة العاشرة..الحلال والحرام فى لعبة التسريبات.. الناجون من مقصلة التسريبات.. سوزان مبارك حافظت على الصندوق الأسود للعائلة.. وجمال لم ينطق بكلمة عن التوريث.. وعدلى منصور احتفظ بأسرار قرار "فض رابعة"

نقلا عن العدد اليومى... - "الجنزورى" رجل المهام الصعبة وصفوت الشريف وفتحى سرور أهم رجال مبارك - محمد بديع «بير» أسرار الإخوان.. وحسن مالك رجل أعمال الجماعة ومهندس قراراتها الخفية واحدة من أبرز الظواهر فى سنوات ما بعد ثورة 25 يناير، هى التسجيلات المسربة، أو ما عرف إعلاميا وعلى مواقع التواصل الاجتماعى بالتسريبات التى ارتبطت كثيرا بأسماء عدد من النشطاء وقيادات الإخوان، مع ظهور بعض التسريبات الخاصة بمسؤولين فى الدولة خلال الحكومات المختلفة عقب يناير2011، اللافت فى الأمر أن ظهور التسريبات بدأ كلعبة إخوانية، لنشر الفوضى فى شوارع مصر، واستخدامها كسلاح فى معارك مختلفة كانت تهدف إلى سيطرة الإخوان على مفاصل الدولة المصرية، فى المقابل كان النشطاء يثيرون الكثير من الجلبة بسبب التسريبات، التى تخص عددا من النشطاء، وكشفت عن نشاط عدائى ضد الدولة وفضائح تخص التمويلات، اللافت للنظر أن العديد من هذه المكالمات المسربة أو التسجيلات المسربة ارتبط ظهورها بفترة ما قبل 25 يناير بهدف نشر الفوضى والتحريض على الدولة، كما أن العديد من تسريبات الإخوان التى تمت إذاعتها كانت عبارة عن تسريبات مفبركة، وتدخل فيها عامل المونتاج بشكل كبير، «انفراد» فى سلسلة حلقات متواصلة تسعى لكشف تفاصيل لعبة التسريبات، التى تهدف منذ ظهورها لنشر موجة تشكيك وإحباط وفوضى وتمهد لما يحلم به الإخوان والنشطاء كل ذكرى جديدة للثورة من نشر الفوضى، وتحريض الناس على التظاهر، ولكن وعى الشعب المصرى يقف فى كل مرة عائق أمام هذه المؤامرات الشيطانية. سوزان مبارك ربما تستطيع أن تطلق عليها الصندوق الأسود للعائلة التى حكمت مصر طيلة 30 عاما، فرغم أنها لم تتحدث إلا قليلا ولم يخرج أى تسريبات صوتية تخص هذه السيدة فإنها بالتأكيد لديها الكثير من الأسرار والكواليس الخاصة بواحدة من أهم فترات الحكم فى تاريخ مصر المعاصر، وبغض النظر عن الشائعات التى طالتها عقب ثورة 25 يناير لدرجة أن البعض زعم بأن هذه السيدة كانت تحكم مصر، وتحديدا فى السنوات الأخيرة من فترة حكم مبارك، ولكن على الأقل تمتلك كثيرا من مفاتيح القضايا المهمة وكواليس أهم القرارات التى صدرت فى هذه الفترة، وكذلك كواليس وأسرار اللحظات الأخيرة لتنحى الرئيس مبارك وكيف مرت الـ18 يوما الأخيرة على أسرته. جمال مبارك واحدة من أهم القضايا التى أثيرت فى السنوات الأخيرة لحكم مبارك هى «التوريث» ورغم وجود شواهد سردها البعض عن نية الرئيس الأسبق لنقل السلطة إلى ابنه جمال، فإن هذه القضية ما زالت تمثل لغزا محيرا ولم يستطع أى شخص كشف التفاصيل الكاملة لها، ولطالما اختفت هذه القضية عن أى تسريبات، كما أن التسريبات التى خرجت عقب الثورة لم تطل جمال مبارك على الإطلاق ولربما لو كانت هناك وثائق أو تسجيلات ظهرت لجمال مبارك لكانت كشفت الكثير من الملفات والمحاور الخاصة بهذه القضية ومثيلاتها التى تعلقت بفترة ظهور نجل مبارك على الساحة السياسية وعمله داخل الحزب الوطنى المنحل، إلا أن نجل الرئيس الأسبق كان واحدا من الناجين من مقصلة التسريبات. عدلى منصور فجأة وجد رئيس المحكمة الدستورية السابق نفسه رئيسا لمصر إبان ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان ليرحل الرئيس الإخوانى محمد مرسى ومعه رئيس البرلمان فى هذا الوقت محمد سعد الكتاتنى، ويأتى عدلى منصور فى فترة صعبة بالتأكيد كانت معه خزائن وأسرار كثيرة حول ما جرى فى مصر عقب إقصاء الإخوان من السلطة، ولربما واحدة من الملفات المهمة التى لو خرجت تسريبات عنها لكانت كشفت الكثير من الأمور ألا وهى فض اعتصامى رابعة والنهضة، فبالرغم من الجدل الذى ثار حول هذه القضية حول طبيعة القرار وكيف تم اتخاذه والمفاوضات التى جرت مع قيادات الإخوان لإنهاء الاعتصام دون تدخل فإن كثيرا من الأمور بقى حبيسا، خاصة أنه لم يخرج أى تسريب للرئيس السابق عدلى منصور. محمد بديع شغل محمد بديع المنصب الأهم داخل جماعة الإخوان حيث كان المرشد العام للجماعة، ولكن لم تخرج أى تسريبات خاصة بمحمد بديع ولربما لو خرجت تسجيلات أو وثائق تخصه لكشفت الكثير من القضايا والملفات المهمة الخاصة بجماعة الإخوان منها ما يتعلق بتمويل الجماعة وطبيعة العلاقة مع التنظيم الدولى والوجه الخفى لواحد من أهم التنظيمات الإسلامية فى مصر والعالم كله ليس ذلك فحسب، بل لاستطاعت هذه التسريبات أن تكشف أيضا كثيرا من الكواليس والأسرار الخاصة بفترة حكم محمد مرسى، وكيف أدار مكتب إرشاد الإخوان حكم البلاد فى هذه الفترة. كمال الجنزورى تولى كمال الجنزورى رئاسة وزراء مصر مرتين الأولى كانت فى يناير 1996 والثانية فى نوفمبر 2011 وتردد الكثير عن المفاوضات التى أجراها مع الأحزاب والقوى السياسية لتشكيل قائمة فى حب مصر التى فازت بالقوائم الأربعة فى الانتخابات البرلمانية مؤخرا، ولربما لم تطل أى تسريبات رئيس وزراء مصر الأسبق رغم وجوده على رأس الحكومة فى فترات مهمة من تاريخ مصر، كما أن هناك الكثير من القضايا والملفات التى ترددت كثيرا وبقيت الحقيقة غير معلنة بالشكل الكامل حتى الآن منها على سبيل المثال ما أثير عن مفاوضات جماعة الإخوان معه ورغبتها فى تزكيته كمرشح لرئاسة الجمهورية عقب ثورة 25 يناير، وهو الأمر الذى تم إعلانه من قبل بعض الكتاب والمقربين من كمال الجنزورى والذين أكدوا أن رئيس وزراء مصر الأسبق رفض الانصياع لرغبة جماعة الإخوان. أحمد فتحى سرور ظل أحمد فتحى سرور رئيسا لمجلس الشعب منذ عام 1991 وحتى عام 2011 وحكم فى قبضته السلطة التشريعية للبلاد طيلة 20 عاما كاملة وخلال هذه الفترة تم تمرير كثير من القوانين إلى أن جاءت الانتخابات البرلمانية فى عام 2010 والتى كانت سببا رئيسيا فى الإطاحة بالحزب الوطنى الديمقراطى من سدة حكم البلاد، وخلال هذه السنوات كانت هناك الكثير من الكواليس والأسرار، هذا إلى جانب الأيام الأخيرة للبرلمان والانتخابات التى أودت به إلى الهاوية، ولذلك فإن هذا الرجل لديه الكثير من الأسرار والكواليس ولكنه نجا من التسريبات، وبالتالى تم حفظ كل هذه الأسرار وكل ما يتعلق بالبرلمان المصرى فى عصر مبارك وآلية تمرير القوانين، وهل كان يتدخل مبارك بشكل فج فى عمل المجلس أم لا. حسن مالك واحد من أهم رجال الأعمال المعروفين بانتمائهم لجماعة الإخوان هو رجل الأعمال حسن مالك، وفشلت التسريبات فى الوصول لهذا الرجل المهم الذى طالما دعم الجماعة كثيرا قبل وبعد ثورة 25 يناير، كما أنه اتهم فى قضية غرفة عمليات رابعة إلى جانب القضية الشهيرة المعروفة إعلاميا بالإضرار بالاقتصاد المصرى، إلا أنه كان حاضرا بقوة فى كثير من الفعاليات التى نظمتها جماعة الإخوان من خلال الدعم المالى كما كان له علاقات قوية برجل الإخوان الأول خيرت الشاطر، ولو كانت هناك تسريبات خرجت لهذا الرجل لكشفت الكثير من الحقائق والأسرار الخاصة بأحد أهم رجال الأعمال داخل جماعة الإخوان. صفوت الشريف يعد صفوت الشريف واحدا من رجال مبارك الأقوياء وتولى عددا من المناصب المهمة خلال فترة حكم مبارك، لعل آخرها ترؤسه لمجلس الشورى قبل ثورة 25 يناير، وكثير من القضايا أثيرت حول صفوت الشريف وعلاقته بحكم البلاد لدرجة أن البعض ربط بين وجوده وكونه الرجل الأقوى والمهندس الأول لإدارة مبارك طوال فترة حكمه، هذا إلى جانب كثير من القضايا التى أثيرت حول علاقته النسائية وتجنيده للفنانات، كذلك اتهامات البعض له بتسببه فى مقتل الراحلة سعاد حسنى، وهى القصة التى لم تتوافر دلائل قوية تؤكد تورطه فيها حتى الآن، ولو خرجت تسريبات لهذا الرجل لكشفت مجموعة من أهم الكواليس والأسرار التى تعلقت بفترة حكم مبارك، وكذلك اللحظات الأخيرة لنهاية نظام استمر لمدة 30 عاما.