أكد الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، أن آخر صور التقطتها الأقمار الصناعية لسد النهضة الإثيوبى منذ أيام قليلة تؤكد بدء عملية التخزين الجزئى للمياه، خاصة مع انتهاء إثيوبيا من إنشاء توربينين كاملين وتشغيلهما وإطلاق المياه فيهما لتوليد الكهرباء.
وأضاف نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن تشغيل توربينين يعنى رفع منسوب المياه فوق 40 متراً وراء السد وهو ما يعنى بدء عملية التخزين الجزئى فعليا، مشدداً على أن أديس أبابا ستزيد عدد التوربينات التى تعمل بالسد مما سيضطرها لحجز كميات أكبر من المياه.
وأوضح النهرى، أن آخر الصور التى التقطتها الأقمار الصناعية تؤكد تحويل أديس أبابا لمجرى نهر النيل، بالإضافة إلى قرب الانتهاء من بناء السد حيث انتهت من بناء 16 بوابة كاملة، مشيراً إلى أن البوابات من ماركة "francis " الأمريكية الصنع تعمل عندما يكون عمودى الماء فوقها بحد أدنى 40 مترا.
وأشار النهرى إلى أن الهيئة القومية للإستشعار عن بعد، بدأت منذ عامين فى إجراء دراسة حول مخاطر سد النهضة الأثيوبى على مصر تحت عنوان "الآثار السلبية لسد النهضة الإثيوبى على مصر"، وأوشكت على الانتهاء منها، حيث يتولى مهمة الباحث الرئيسى بها، مؤكداً أن الدراسة أعدت لحظة بلحظة باستخدام صور الأقمار الصناعية وبحسابات دقيقة للغاية.
كما أوضح أن النتائج الأولية للدراسة تؤكد أنه لو تم تخزين للمياه خلال العامين الأوليين ستفقد مصر 20 مليار متر مكعب مياه بسبب التخزين لتشغيل جميع التوربينات الموجودة بالسدـ أما لو زادت فترة ملء السد إلى 7 سنوات سنفقد 3 مليار متر مكعب من المياه سنويا فقط.
وتابع، "لو تم ملء السد خلال العاميين الأوليين سيتم تبوير 2 مليون فدان وبالتالى سيفقد الكثير من الفلاحين عملهم وستتدهور الأرض الزراعية لزيادة نسبة الملوحة، حيث تستخدم 10% من مياه رى المحاصيل فى غسيل التربة وهى عملية لازمة للزراعات المختلفة، وستختفى محاصيل أخرى مثل الأرز والذى يحتاج كميات كبيرة من المياه مشيراً إلى أن أهمية زراعة الأرز فى مصر تتمثل فيها أنه يغسل الأملاح من التربة، حيث تمكث المياه فترة طويلة أثناء عملية زراعته، كما ستفقد مصر كمية كبيرة من انتاجها من الكهرباء المولدة من السد العالى والثروة السمكية.
جدير بالذكر أن الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى، علق على مرور المياه من بوابات سد النهضة، بأنه لا توجد معلومات لدى مصر عن بدء التخزين، مشددا على أن هذه الخطوة لا تعنى بدء التخزين فى بحيرة السد.
ويذكر أن إثيوبيا أعلنت اليوم السبت، عن تحويل مجرى النيل وإعادته إلى مساره الطبيعى مرة أخرى، بحيث يمر بجسم سد النهضة، تمهيداً لبدء تخزين مياه للمرحلة الأولى وإنتاج الكهرباء طبقاً لما هو مقرر له، وذلك بعد عامين من تحويل المجرى للبدء فى إنشاء السد الإثيوبى قبل ساعات من جولة المفاوضات التى تضم وزراء الخارجية والرى فى الخرطوم.