تستهل إدارة الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، فترتها فى البيت الأبيض بالعديد من التحديات الأمنية التى تعرض الأمن القومى الأمريكى للخطر فضلا عن أمن الرئيس نفسه، بل ربما يتطور الأمر إلى فضيحة سياسية على غرار تلك التى لحقت بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون.
ففيما يتعلق بالرئيس نفسه، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس ترامب، لا يزال يستخدم هاتفه الأندرويد القديم الذى لا يخضع للتأمين، ذلك لنشر التغريدات منذ انتقاله إلى البيت الأبيض، نهاية الأسبوع الماضى. مشيرة إلى أن استخدام الرئيس لأجهزة شخصية غير مؤمنة يثير مخاوف بأن رغبته فى استخدام هاتفه الذكى القديم يمكن أن يعرضه ويعرض البلاد إلى تهديدات أمنية.
ويستخدم ترامب هاتفه الأندرويد لإرسال التغريدات وليس فى المكالمات الصوتية. لكن من غير الواضح الإجراءات الأمنية التى تم وضعها على الجهاز ومدى تعرضه لخطر الاختراق سواء لسرقة معلومات من الجهاز أو حسابه على تويتر.
وفيما يتطلب تويتر الاتصال بالإنترنت، فإن ذلك يعرض الجهاز لثغرات أمنية. فإذا كان ترامب يستخدم الهاتف الذكى على شبكة واى فاى غير مؤمنة، فإنه بذلك يكشف موقعه وغيره من المعلومات الشخصية على الجهاز.
وقال رون وايدن، السيناتور الديمقراطى فى لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، "إن الحد الأدنى الذى يجب أن يقوم به ترامب لحماية بلدنا هو أن يستخدم هاتف مؤمن، لحمايته من الجواسيس الأجانب وغيره من التهديدات".
ومن بين التهديدات الأمنية التى تلحق بترامب جراء استخدام هاتفه الأندرويد القديم، إمكانية القراصنة على اختراق الجهاز والتسلل إلى الكاميرا الخاصة به والميكروفون.
وعلى جانب آخر كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن أن أعضاء بارزين فى إدارة الرئيس دونالد ترامب منهم مستشاريه كيليان كوناى وجارد كوشنر وستيف بانون والسكرتير الصحفى للبيت الأبيض شون سبايسر، لديهم حسابات نشطة على نظام البريد الإلكترونى الخاص بالحزب الجمهورى.
وأوضحت المجلة أن هذا النظام (rnchq.org) هو نفس الذى اتهمت إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش باستخدامه للتهرب من قواعد الشفافية بعد مزاعم أن 22 مليون رسالة بريد إلكترونى قد فقدت.
ولفتت "نيوزويك" إلى أن استخدام حسابات بريد إلكترونى سياسية منفصلة فى البيت الأبيض ليس بالأمر غير القانونى. بل أنها تسمح للعاملين بالفصل بين المناقشات السياسية مثل ترتيب موعد للرئيس لدعم حملة إعادة انتخاب بالكونجرس، عن العمل الخاص بالبيت الأبيض.
لكن بعد الحملة الشرسة التى شنها الجمهوريون والرئيس دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية ضد منافسته هيلارى كلينتون بسبب استخدامها لخادم خاص بالبريد الإلكترونى وقت توليها وزارة الخارجية، فإن فريق العمل الجديد بالبيت الأبيض يخاطر بتكرار نفس الخطأ الذى عصف بالحملة الانتخابية للديمقراطيين.
كما أنهم يواجهون أيضا تحديا أمنيا، فوفقا للاستخبارات الأمريكية، تم اختراق نظام البريد الالكترونى للحزب الجمهورى أثناء السباق الانتخابى الأخير.
وقال ريتشارد بانتر، المحامى السابق بإدارة بوش إنه من الأفضل أن يكون العاملين بالبيت الأبيض حذرين فى استخدام البريد الخاص بعد الضجة الكبرى التى حدثت مع هيلارى كلينتون.