قراءة سيد حجاب لأحوال مصر، تختلف عن الآخرين، الشاعر الكبير يرى أن مصر تعيش فى حلقة من حلقات الصراع بين قوى الثورة الحالمة بالمستقبل وبين قوى الماضى التى تحلم بإعادة إنتاج نظام التبعية والفساد والاستبداد.
وفى حوار سابق أجراه معه الإعلامى محمد الدسوقى رشدى، ببرنامجه "قصر الكلام" الذى يذاع على قناة النهار، أكد أن ثورة يناير لم تكتمل ولم تنهزم، منتقدا النخبة المصرية قائًلا: لقد انتهت لصلاحياتها التاريخية".
وحول رؤيته لثورة 25 يناير وهل هى بداية لفترة "اختمار لحلم جديد"، قال: الخامس والعشرين من يناير، بداية شىء يبنى عليه، ولكن الإخوان سرقوا الحلم برعاية قطر وأمريكا، مؤكدًا أن كل عبيد الماضى يحاولون الالتفاف على هذا الحلم من جديد، فهذا الحلم سيظل فى قلب الشعب المصرى، لأن ثورة يناير حولت الشعب المصرى كله إلى مهموم بالشأن العام ومدرك لأهمية السياسة فى حياته، وعملت على إيجاد جيل جديد من الشباب يرفض الوصاية على فكره، ويرى ألا وصاية للفكر إلا العقل، وهذا بداية دخولنا الحقيقية للحداثة.
وبالحديث عن النخبة، قال الشاعر الكبير، جزء كبير من النخبة انتهت صلاحياتها التاريخية ودخل إلى الساحة الآن نخب جديدة تملك فكرا جديدا، مشيرًا إلى أن كل محاولات الالتفاف على الحلم تأتى عن طريق ضرب الشباب ومحاولة فرض الأمن بالقوة وليست بالسلم الاجتماعى، والالتفاف على الدستور.
وتابع الشاعر الكبير، مازلنا فى مرحلة انتقالية ومرحلة فرز حقيقية لكل قوى الشعب، ولن تنتهى هذه المرحلة فى يوم وليلة، لأن الثورة عملية طويلة قد تنتابها التواءات وتعثرات، لكن المسار العام فى النهاية لابد أن يملك شباب الوطن مستقبل هذا الوطن، وحتى الآن لم تكتمل الثورة ولم تنهزم.
وعن موقفه من الإخوان، قال "حجاب": "قبيل ثورة 25 يناير كنت أتصور أن الإخوان فصيل وطنى وكنت أدافع عن حقهم فى الوجود، ولكن تغيير موقفهم من مقاطعة الانتخابات إلى المشاركة قبيل الثورة بالتوافق مع النظام للحصول على بعض المقاعد، أدركت وقتها أن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان لهم".
وأوضح "حجاب" أن جماعة الإخوان لا يرون فى مصر وطن لهم، وأن هذا التنظيم مجموعة من المتعصبين الجهلة الذين يحلمون باستعادة الماضى، مفيدا بأن ثورة 30 يونيو قامت ضد كل ما يمثله اتجاه الإخوان من محاولات الاتجار بالدين وهذا الأمر اتضح فى نتيجة الانتخابات الأخيرة بالنسبة للسلفيين، قائلا: "هذا التنظيم خسر مستقبله حين أعلن الحرب على المجتمع المصرى بكامله وعلى طريقة الحياة المصرية".
وحول رأيه فى الزعيم جمال عبدالناصر، اعتبر الشاعر الكبير سيد حجاب، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر آخر البناة العظام وبناة النهضة المصرية التى بدأت بمحمد على والطهطاوى والخديوى إسماعيل، مؤكدًا أن الزعيم الراحل هو الذى تبنى فكرة العدالة الاجتماعية فى مصر.
فيما اعتبر "حجاب" عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات بداية حصار للناصرية وبداية عهد التبعية والفساد والاستبداد، وأن الرئيس الأسبق حسنى مبارك استمرار للنهج الساداتى واستمرار لنفس عصر السادات، كما أشار إلى أن فترة حكم مرسى كانت محاولة العودة إلى ما وراء التاريخ.
وعن سر جملة "من اختمار الحلم يجى النهار"، الجملة الأشهر بتتر مسلسل "ليالى الحلمية" تحدث الشاعر الكبير سيد حجاب عنها قائًلا: "سنة 78 كان حلم جيلنا يتراجع وينحصر وهو حلم مصر النهضة التى تقود الأمة العربية والإسلامية، والتى لها أهميتها فى قيادة العالم الثالث، وبدأ مشروع مصر الحرة المستقلة يتراجع لحساب مشروع آخر أعاد إلينا التبعية والفساد والاستبداد، وكان هذا الجيل إما "ناصريين" أو أنصار الناصرية، فكنا حاسين أن احنا زى الفصيل الذى يحمى انسحاب الحلم بحيث يكون انسحابا منظما، وكنا ندافع عن حلم"، فكانت نتاج لإدراك مسار التاريخ".