قبل أيام من إجراء الانتخابات التمهيدية لليسار دخل المرشحين اليساريين مانويل فالس، وبنوا هامون حيث حاول كل منهما إبراز عرضه الاكثر غثارة من اجل كسب الكثير من الاصوات والفوز فى الانتخابات ومن ثم الخوض فى سباق الرئاسة فى ابريل ومايو المقبل.
المناظرة التلفزيونية الأخيرة
وخلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة التى جمعتهما مساء أمس الأربعاء، تعهد كل من رئيس الوزراء الاسبق مانويل فالس ومنافسه المرشح بنوا هامون، باحترام نتائج الدورة الثانية للانتخابات التمهيدية لليسار المقررة الأحد المقبل، ولكن المناظرة كشفت عن حجم الخلافات التى تفصل بينهما، خصوصا فى المجال الاقتصادى، ومسألة العلمانية.
وقالت قناة " فرانس 24 الفرنسية، انه على الصعيد الاقتصادى ، عاد بنوا هامون ليؤكد من جديد على ضرورة منح راتب عام أدنى قدره 750 يورو لجميع الفرنسيين لمحو الفوارق الاجتماعية وتدارك تقلص فرص العمل بفرنسا فى السنوات القليلة المقبلة.
وقال هامون: "فرص العمل ستتقلص بنحو 10 بالمئة فى حلول 2025 بسبب الثورة الرقمية والبيئية، لهذا يجب أن نفكر من الآن فى الحقوق الجديدة التى يمكن أن نمنحها للفرنسيين لكى يحافظوا على قدرتهم الشرائية ولا يقعوا ضحية الفقر"، مشيرا إلى أن العمل "موزع بشكل غير عادل فى فرنسا ولهذا السبب ينبغى تقليص ساعات العمل القانونية من 35 ساعة حاليا بالأسبوع إلى 32 ساعة مع الحفاظ على نفس الراتب".
وخلال المناظرة الأخيرة قدم بنوا هامون تفاصيل أكثر عن مشروع الراتب العام الأدنى، وشرح كيف سيتم تطبيقه بشكل تدريجى على مراحل حيث سيشمل فى المرحلة الأولى فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة ليتم تعميمه على جميع الفرنسيين فيما بعد.
ووعد هامون بفرض ضرائب جديدة على الأغنياء وبعض الشركات الرقمية الكبرى مثل شركة "أمازون" و"جوجل" بهدف تمويل مشروعه.
مانويل فالس ينتقدهامون
ومن ناحيته انتقد المرشح الاشتراكى مانويل فالس بشدة كبيرة اقتراح هامون واصفا إياه بـ "غير الواقعى" و"بالخيالى" ومتهما منافسه بإثقال الديون الفرنسية التى تجاوزت 2000 مليار يورو.
وقال رئيس الحكومة السابق: "أنا أؤمن بالعمل والعمل فقط كوسيلة للعيش الكريم، فرص العمل لن تتقلص فى المستقبل، ربما ستأخذ طابعا مختلفا بسبب الثورة الرقمية والروبوتية التى نعيشها اليوم، علينا أن نرافق كل هذه التغيرات التى تطرأ على المجتمع وعلى عالم العمل ونتأقلم معها لكى تعود علينا بالنفع وليس العكس".
ووعد مانويل فالس بإلغاء الضرائب المفروضة على ساعات العمل الإضافية لكى يتسنى للفرنسيين أن يعملوا أكثر إذا رغبوا بذلك، لكن بالمقابل رفض إلغاء مدة العمل القانونية الحالية والتى تصل إلى 35 ساعة بالأسبوع. وقال: "فكرة منح راتب عام أدنى هى رسالة سلبية موجهة لجميع الفرنسيين تدفع إلى الكسل".
ورد هامون (49 عاما) أن "الخيار الذى اطرحه لا يبيع احلاما، ولا يبيع شيئا اطلاقا بل يقترح العدالة"، مؤكدا انه يريد "استباق ندرة العمل" التى تنجم عن الثورة الرقمية، وقد لقى دعم حوإلى عشرة من خبراء الاقتصاد بينهم توماس بيكيتى ذو الميول اليسارية.
كما شكل موضوع العلمانية ومسألة ارتداء الحجاب من قبل النساء المسلمات الفرنسيات نقطة خلاف حاد جديدة بين المتنافسين، حيث أكد مانويل فالس مجددا على ضرورة الدفاع عن العلمانية بقوة ومنع ارتداء الحجاب فى الأماكن العامة لأن هذه "الثياب تنقص من قيمة المرأة" حسب تعبيره.
فيما وعد بمحاربة كل الجمعيات الإسلامية المتطرفة وذلك من أجل حماية مسلمى فرنسا من الإسلام السياسى والأفكار الدخيلة على المجتمع الفرنسى.
أما بنوا هامون فقد أكد أن العلمانية هى التى تساعدنا على العيش المشترك، قائلا إن قانون 1905 المتعلق بالعلمانية هو قانون يمنح حق التدين، ودعا إلى "عدم منع امرأة مسلمة متدنية من ارتداء الحجاب إذا كانت هى التى ترغب بذلك".
كما دعا هامون إلى محاربة كل أشكال التطرف والعنصرية والعلمانية المفرطة التى جعلت بعض أبناء الجمهورية الفرنسية (يقصد المسلمين) يبتعدون عن بعض القيم التى تسوقها الجمهورية الفرنسية لأنها أصبحت "مجرد كلمات فارغة لا علاقة لها مع الواقع" حسب هامون.