فى خطوة جديدة على طريق التزييف الممنهج المتبع من قبل القيادات الشيعية لترسيخ صورة ذهنية بأن التشيع داخل مصر أصبح يلقى رواجا كبيرا، ادعى بعض قيادات المذهب الشيعى بأن جموع الطرق الصوفية التى حضرت احتفالات ذكرى استقرار رأس الحسين التى أقيمت الثلاثاء الماضى فى مصر هم شيعة، فيما انتقدت الطرق الصوفية هذه التصريحات واصفة إياها بالكذب، فى الوقت الذى أكد باحثون فى الشأن الشيعى، أن زعم شيعة بهذا الأمر غرضه الحصول على تمويلات من الخارج وخاصة إيران.
وروجت صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تحمل اسم "رافضة مصر الفاطمية" أن جميع المواطنين الذين حضروا الاحتفالية هم شيعة مصر وروافضها.
ونشرت الصفحة التى يديرها ابن شقيق القيادى الشيعى حسن شحاتة، الذى قتل فى منطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة عام 2012، صورة للاحتفالات مكتوب عليها تعليق نصه: "هذا التجمع كان فجرا فى القاهرة بحضور 300 ألف من شيعة مصر أمام مولانا الحسين لاحتفال يسمونه قدوم الرأس الشريف إلى مصر"، على حد زعمهم.
وتداول الشيعة هذه الصورة على نطاق واسع، معتبرين أن ذلك نصرا عظيما لهم، بدعوى أن مصر عادة للتشيع، وهذا ما يسعى من خلاله قيادات الشيعة لترسيخ تلك الصورة الذهنية الخاطئة.
يذكر أن الطرق الصوفية نظمت يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى استقرار رأس سيد شباب أهل الجنة سيدنا الحسين فى مصر، وسط انتشار أمنى مكثف، حيث قامت قوات قسم الجمالية بتفتيش الزائرين، وانتشار لخبراء المفرقعات وسيارات الحماية المدنية والإسعاف.
وشهد الاحتفال حفلة لفارس الإنشاد الشيخ محمود التهامى، رئيس مدرسة الإنشاد الدينى، والذى بدأ فى التاسعة وأنهى وصلته فى الحادية عشر والنصف، ليطل بعده عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامى، وسط فرحة وإقامة حلقات الذكر، احتفالا بتلك المناسبة، حيث تم تقديم موعد حفل الأربعاء، وكذا نجله محمود التهامى، ليتم دمج الحفلتين، وذلك نظرا لتعليمات الأمن وانشغاله بتأمين ميادين مصر بدأ من الثلاثاء.
ومن جانبه اتهم عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، الشيعة بالكذب، موضحا أنه لم يكن هناك 300 ألف شيعى أمام مسجد الحسين، ولكن كانت الاحتفالات باستقرار رأس الحسين منظمة من الطرق الصوفية فقط، وشارك مواطنين يحبون أهل البيت.
وأضاف شيخ الطريقة الشبراوية، فى تصريحات لـ"انفراد" أن الشيعة يضخمون من أنفسهم لإظهار أنفسهم أنهم كثرة فى مصر، وأن لهم مطالب، ولكن هم لا يعرفون أن مصر دولة سنية، وأن لا تواجد للشيعة بالشكل الذى يصورونه، موضحا أن الغالبية الكبرى من المحتفلين أمام مسجد الحسين كانوا اتحاد عام الطرق الصوفية برئاسة الدكتور عبد الهادى القصبى.
وأشار شيخ الطريقة الشبراوية، إلى أن الشيعة يكذبون على المصريين، ويصورون أنفسهم أنهم أغلبية وأن عددهم بالآلاف ولكن فى الحقيقة هم عددهم قليل، ولا يمثلون شئ أمام الشعب المصرى.
من ناحيته أكد الشيخ طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية، أن عدد الشيعة فى مصر لا يتعدى 120 شيعيا، موضحا أن المحتفلين أمام مسجد الحسين منتصف هذا الأسبوع بمناسبة استقرار رأس الحسين كانوا الطرق الصوفية السنية، التى تتبع مذهب الإمام الشافعى، وليسوا الشيعة.
واتهم الشيخ طارق الرفاعى، فى تصريحات لـ"انفراد" الشيعة بالكذب وتضليل الرأى العام بمحاولة إظهار أنفسهم أغلبية خلال احتفالات التى أقيمت فى مسجد الحسين، موضحا أن أدعاء بعض قيادات الشيعية بأن عددهم وصل إلى 300 ألاف شيعى أمام مسجد الحسين كلام عارى تماما عن الصحة.
وتابع شيخ الطريقة الرفاعية: "السلفيون قبل انطلاق احتفالات سيدنا الحسين زعموا أن هذه الاحتفالات ليست من الدين وزعموا أنهم يواجهون تلك الاحتفالات ولم يحدث شئ، وكذلك الشيعة زعموا أنهم تواجدوا بكثرة فى احتفالات الحسين، ولكن لم يكن وجود لهم، وإذا كانوا قد وصل عددهم إلا 300 ألف شيعى فعليهم إعلان أسماء من شاركوا فى تلك الاحتفالات".
فيما قال محمد مصطفى، الباحث فى الشأن الشيعى: "لم تكن الصوفية أبدا فى مصر ولا خارجها بوابة لدخول التشيع أيا ما كان من ينتمى للتشيع ولو كانوا مصريين لما جرفهم تيار التشيع الجارى فى المنطقة حولنا".
وأضاف "مصطفى" فى تصريحات لـ"انفراد": "التصوف الحقيقى ينأى بنفسه عن تلك الدعوات وهو براء من التستر على المتشيعة الذين تدفع بهم جهات خارجية لعمل وفق أجندات سياسية مشبوهة تمس أم الوطن ومنطقتنا العربية".
وتابع: "أن احتفال الصوفية بذكرى قدوم رأس الحسين بن على رضى فى، تلك الاحتفالية الدينية التى دعا إليها بعض الصوفية، التى شارك فيها نفر قليل من رموز التشيع بمصر، حسبى أن من أشرف عليها لم يحسب لذلك حسابا يكون عاقبة لهذا الأمر، فالاختراق الشيعى لمصر استغلها وكأنها احتفالية حسينية قام بها ممن ينتمون للشيعة فى مصر، ليلقى ذلك فى الأذهان روعا ووهما أن التشيع فى مصر قد بدأ ينتشر بين المتصوفة".
وأضاف:"لم يتحسب الأنقياء والعقلاء من الصوفية إلى أنه سيتم استغلال تلك المناسبة للترويج لحركة التشيع التى تسعى لنشره فى ربوع الوطن، من هنا نهيب بأهل التصوف وقد عهدنا عنهم الحكمة والوطنية وإدراك المسئولية أن يحذروا من أولئك المتصوفة الذين انقلبوا على أعقابهم وتم تجنيدهم للسير فى ركاب المشروع الإيرانى والذى هو فى الأصل مشروع مجوسى فارسى يلتحف بعباءة التشيع لهدم المنطقة عبر الفتن والقلاقل، نهيب بالصوفية الوقورة ونحذرهم من فخ الدخول فى العنوان الكاذب، التقريب بين المذاهب فالشيعة الممولة من إيران ليست مذهبا دينيا، بل هى طابور خامس يعمل بأيدلوجية سياسية تحت ستار التشيع".
وبدوره قال علاء السعيد، الباحث فى الشأن الشيعى، إن أكاذيب الشيعة له أغراض أهمها محاولة للتضخيم الأعلامى بوجود شيعة منتشرة داخل مصر، مشيرًا إلى أن يسعون ليكون طرفا داخل المعادلة السياسية فى مصر عن طريق تضخيم أرقامهم.
وأضاف "السعيد": "من أهداف الشيعة أيضا تضخيم أرقامهم للحصول على تمويلات من إيران بعدما استطاعوا تحقيق هدفهم بتشيع مصر".