ما بين جرائم النفس والمخدرات وفرض السيطرة والسرقة بالإكراه يتنوع تصنيف المسجلين خطر، العديد منهم يتخذون من اللقب الذى يحصلون عليه بعد تورطهم فى عدد من الجرائم وظيفة لتأمين مصدر رزق من خلال فرض الإتاوات والبلطجة على المواطنين، فمن هم تلك الفئة، وأخطر دراجتها، وكيفية إدراجهم ضمن قوائم المراقبة، تلك المعلومات نرصدها فى السطور التالية.
اللواء على عبد الرحمن مساعد وزير الداخلية السابق يقول إن بعض المسجلين خطر يفرضون سطوتهم على سكان المنطقة التى يقيمون بها، ويحصلون على إتاوات شهرية منهم، حيث يتخذون من لقب "مسجل خطر" وظيفة لتأمين مصادر الرزق.
وأضاف عبد الرحمن أن المسجلين خطر يتم متابعتهم قضائيا إذا صدر الحكم بالسجن ، بالإضافة إلى عدة سنوات من المراقبة وهى تختلف من مسجل لآخر، وتتمثل فى أن يتوجه المسجل يومياً إلى قسم الشرطة التابع له ويقضى به عدد معين من الساعات، والهدف منها الحد من النشاط الإجرامى للمسجل، فضلاً عن أنها عقوبة مثل السجن، الهدف منها ردع المسجل ومحاولة إصلاحه بمنعه من ممارسة أى نشاط مخالف للقانون.
وذكر عبد الرحمن أن المسجل خطر ينقسم إلى 3 فئات هى "أ" و"ب" و"ج"، وأخطرها الفئة الأولى، وهم المتورطون فى جرائم قتل وسرقة بالإكراه وغيرها من الجرائم البشعة، كما أن بعض العناصر الإجرامية يتم تسجيلها بــ"الشهرة" ، إذ إن هناك بعض الأشخاص المتورطين فى ارتكاب جرائم لكن لم يثبت أدلة إدانة ضدهم، أو خوف المجنى عليهم من الإبلاغ عنهم خشية تعرضهم لأذاً، ويتم ضم هؤلاء لفئة المسجلين خطر، من خلال تقديم طلب للجنة شئون الخطرين، بقسم الشرطة التابع له لإدراجه ضمن المسجلين خطر.
وتابع مساعد وزير الداخلية السابق حديثه قائلا إن المسجل خطر يتولى فرد الشرطة "المخبر" متابعته ومراقبته للتأكد من ممارسته أى نشاط مخالف للقانون من عدمه، ومصدر إنفاقه، والأشخاص المحيطين به، وإذا ضبط بحوزة المسجل خطر أى أداة تستخدم فى ارتكاب جريمة ما، مثل "اجنة حديدية" التى تستخدم فى كسر أبواب المساكن وسرقتها، أو أى دليل إدانة يثبت عودته للإجرام، فيتم إجراء مخالفة اشتباه ضده والقبض عليه.
وقال اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية السابق والخبير الأمنى إن بعض المسجلين خطر يلجأون إلى استخدام القابهم كمسجلين لفرض الإتاوات وممارسة أعمال البلطجة على المواطنين، حيث يستغلون خوف المواطنين منهم كونهم معتادى الإجرام ومرتادى السجون لفرض سيطرتهم.
وأضاف نور أنه لا يوجد عدد معين من الجرائم يدرج على أساسها الشخص لقائمة المسجلين خطر، إذ إن هناك متهمين يسجلون شقى خطر حال إرتكابهم أول جريمة، وأخرين يسجلون بعد ارتكاب عدة جرائم مثل السرقة وجرائم الأموال العامة.
وذكر نور أن المسجل خطر فئة "ج" وهى أقل مرتبة خطورة، إذا زاد نشاطه الإجرامى يتم رفعه إلى فئة "ب" أو "أ"، وإذا ثبت من التحريات وتقارير المتابعة الشهرية أنه توقف عن نشاطه الإجرامى يتم حذف اسمه من كشوف المسجلين خطر بعد إجتماع لجنة شئون الخطرين بمديرية الأمن والموافقة على القرار.
وأوضح نور أن لجنة شئون الخطرين تمارس عملها بكل أقسام الشرطة ، وتتكون من مأمور القسم ونائبه ورئيس المباحث، وتقدم تقريرها عن ضم أى متهم لقائمة المسجلين خطر إلى اللجنة الأعلى بمديرية الأمن، ثم تقدم اللجنة تقريرها لقطاع مصلحة الأمن العام، وإذا صدر قرار بالموافقة على إدراج اسم المتهم كمسجل خطر يتم إنشاء ملف خاص به يحتوى على صحيفة حالة جنائية وصور حديثة له وتاريخه الإجرامى.
وطالب نور بتنقية كشوف المسجلين خطر، حيث أن الكثير من الأسماء المسجلة بها مات أصحابها، أو توقفوا عن ممارسة نشاطهم الإجرامى وأعلنوا توبتهم، مؤكدا أن عملية تنقية الكشوف ستساهم فى تحديد المتهمين الذين يجب متابعة نشاطهم الإجرامى ويرفع من درجة الدقة فى مراقبتهم.
وتحدث "م.ا" 36 سنة مسجل خطر فئة "ب" لـ"ليوم السابع" قائلا " أنا عندى 10 سوابق، منها مخدرات وشروع فى قتل، وأول جريمة اتسجلت فيها، كانت مشاجرة مع جارى وشرعت فى قتله، ودا كان وقت الشقاوة والشباب، كنت بتاجر فى المخدرات، والفلوس كانت بتطير فى الهوى عشان حرام، لكن دلوقتى ربنا تاب عليا وبعدت عن الطريق دا من 3 سنين" .
وأضاف " أى شخص مسجل خطر الناس بتخاف منه وبترفض التعامل معاه، بالرغم إن فى مسجلين خطر كتير طيبين ومش بيضروا حد، لكن الظروف وصلتهم لدرجة إنهم يكونوا مسجلين، وفى ناس عادية ملهمش علاقة بالإجرام، لكن بيرتكبوا جرائم بشعة ميقدرش أى مسجل ينفذها.
وتابع" المباحث بتيجى تفتش بيتى كل فترة، لكن مش بيلاقوا حاجة عندي، لإنى نويت أتوب.. المرشدين والمخبرين بيتابعو أخبارى وبيعرفوا أنا عايش إزاى ومصدر رزقى منين، انا عندى بنتين الكبيرة عمرها 6 سنين والصغيرة سنتين، ونفسى أعيش زى أى بنى ادم وإسمى يحذف من سجل المسجلين خطر، أنا شغال دلوقتى فى ورشة تصنيع حقائب لكن عندى مشاكل لإن الناس بتخاف منى عشان مسجل خطر، وعايز أصرف على أولادى من حلال، وبطالب المسئولين بكشك بقالة عشان أعيش من الحلال".