فى الوقت الذى يسعى فيه المجتمع الدولى بتكريس الجهود للتصدى للإرهاب والقضاء عليه وتجفيف منابعه، تقف المملكة العربية السعودية فى مواجهة العنف والفكر التكفيرى المتطرف لإفشال ما كان يرمى إليه مدبرو ومنفذو هذه الجرائم النكراء من محاولات يائسة وسلوك شيطانى مشين لإشعال الفتنة وإثارة النعرات وشق وحدة المجتمع، بعد سلسلة تفجيرات تطال مساجد الشيعة بالمملكة.
عمليات التفجير التى تتم فى المنطقة تتم وفق منهج واحد، حيث دائمًا ما تستهدف العمليات الإرهابية فى الدول السنية مساجد الشيعة، وهو ما حدث على مدار العام الماضى، حيث تم استهداف سلسلة مساجد للشيعة فى المملكة العربية السعودية والكويت، فى حين يحدث العكس فى العراق، حيث هناك استهداف لمساجد السنة كان آخرها ما تم فى بداية شهر يناير الجارى بانفجارين فى يوم واحد لمسجدين سنيين فى مدينة الحلة، جنوب بغداد.
ويعد ذلك مؤشرًا خطيرًا على انتشار الفكر التكفيرى والرافض للتعايش السلمى فى الإقليم، وإثارة القلاقل فى هذه الدول وإشعال الفتنة، بتنفيذ جريمة بشعة تهدف إلى ضرب وحدة الشعوب الخليجية وزعزعة استقراره، ويقف وراءها إرهابيون لهم أجندات خارجية، وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة.
- تفجير مسجد للشيعة بالقطيف
طالت يد الإرهاب الآثم عددًا من المساجد العام الماضى بالسعودية؛ بدأتها بتنفيذ عملية انتحارية فى 22 مايو 2015 بمسجد الإمام على بن أبى طالب أثناء أداء صلاة الجمعة ببلدة القديح فى محافظة القطيف شرق السعودية التى تقطنها الغالبية الشيعة، حيث قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف كان يخفيه تحت ملابسه، مما نتج عنه مقتله واستشهاد 21 وإصابة نحو 100 من المصلين.
وأدى إلى مقتله ومقتل وإصابة عدد من المصلين. وأعلن تنظيم"داعش" الإرهابى مسئوليته عن التفجير الانتحارى الذى استهدف مسجدًا، خلال صلاة الجمعة، فى بلدة، وقال التنظيم، إن أحد عناصره، واسمه "أبو عامر النجدى" الذى نشرت صورته، قام بتفجير "حزامه الناسف" وسط المصلين، مما أدى إلى إصابة 250 شخصًا، وهدد التنظيم فى بعمليات أخرى "ضد الشيعة".
- إحباط تفجير مسجد العنود بالدمام
وأحبطت السلطات الأمنية السعودية فى 29 مايو 2015 عملية تفجير كانت تستهدف المصلين مسجد "الإمام الحسين" للطائفة الشيعة فى حى "العنود" بالدمام بمدينة الدمام شرق السعودية، بعدما اشتبه رجال الأمن فى إحدى السيارات، أثناء توجهها للمواقف المجاورة لمسجد "العنود"، وعند توجههم إليها وقع انفجار فى السيارة، نتح عنه مقتل 4 أشخاص، يُعتقد أن أحدهم على الأقل كان قائد السيارة.
والانتحارى كان متنكرًا بزى نسائى وقام بتفجير نفسه بحزام ناسف عند بوابة المسجد أثناء توجه رجال الأمن إليه للتثبت من هويته. وتسبب الانفجار تسبب فى اشتعال نيران فى عدد من السيارات، وأعلن تنظيم داعش الإرهابى مسئوليته عن التفجير.
وفى نوفمبر 2014 قتل 7 أشخاص وأصيب 7 آخرون نتيجة تعرضهم لإطلاق نار من قبل مجهولين أمام حسينية مدينة الإحساء. وقالت الداخلية السعودية إن منفذى الجريمة أربعة أشخاص، أحدهم زعيم لخلية إرهابية ومرتبط بتنظيم "داعش".
- تفجير مسجد الإمام الصادق بالصوابر بالكويت
فى 26 يونيو 2015، بعد أسابيع معدودة من تفجيرى مسجدى القديح والعنود فى السعودية، استهدف تفجير انتحارى مسجد الإمام الصادق الذى يرتاده الشيعة فى منطقة الصوابر بالكويت، مما أدى إلى مقتل 25 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات.
وتبنى تنظيم "داعش" مسئولية التفجير فى تغريدة من حساب منسوب له على موقع تويتر، كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعى صوراً ومقاطع فيديو تظهر الركام والغبار يملآن المسجد بعد التفجير، وجثث بعض القتلى والجرحى المضرجة بالدماء.
وقالت السلطات الكويتية، إن الانتحارى الذى فجر نفسه فى مسجد الإمام الصادق خلال صلاة الجمعة سعودى الجنسية ويدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع. وقالت وزارة الداخلية الكويتية، إن "الانتحارى دخل البلاد فجر عن طريق المطار، وهو اليوم نفسه الذى وقعت فيه الجريمة النكراء".
واعتقلت الشرطة السائق الذى نقل الانتحارى إلى مسجد الإمام الصادق، حيث فجر نفسه فى جموع المصلين خلال صلاة الجمعة، الأمر الذى أدى إلى مقتل 27 شخصًا وجرح 227 آخرين.
وتبنى تنظيم "داعش" العملية، كما قضت محكمة كويتية بإعدام سبعة مدانين فى قضية تفجير المسجد وأصدرت محكمة الجنايات أحكامها فى مواجهة 2 من المتهمين حضوريًا 5 غيابيًا، كما حكمت بحبس ثمانية مددا تتراوح بين عامين و15 عامًا، وبرأت 14 آخرين، ويحاكم 29 -بينهم 7 نساء- بالتورط فى الهجوم.
-تفجير الإحساء
واستهدف اليوم الجمعة 29 يناير 2 من الإرهابيين مسجدًا بالإحساء شرق السعودية، حيث فجر أحدهما نفسه، فيما تم إطلاق النار على الآخر، ما أدى إلى إصابته وإلقاء القبض عليه.
وقال ناشط نقلاً عن شهود لرويترز فى وقت سابق، إن انفجارًا أعقبه هجوم بالأسلحة النارية استهدف مسجد الإمام الرضا بمنطقة محاسن بالإحساء فى المنطقة الشرقية، وقال سكان إن قوات الأمن تبادلت إطلاق النار مع خمسة "إرهابيين"، وأن الحادث أسفر عن سقوط 5 ضحايا فى الإحساء.
وتم توقيف الإرهابى بعد تبادل إطلاق النار معه، وقبض المصلون على المهاجم، ومن ثمَّ كشفوا حزامًا ناسفًا على جسده، وسارعوا إلى انتزاعه وإبطال مفعوله.