العلاقة الجنسية بين الزوجين من أهم أسباب السعادة واستمرار الحياة بينهما ولكن ما الذى يحدث إذا تعرضت لخلل ما عضوى أو نفسى؟ هذا ما نقدمه من جانب أطباء النساء والتوليد والنفسية، خاصة مع ما قدمته نتائج دراسة أجريت مؤخرا حول معاناة امرأة من بين 10 سيدات من ممارسة الجنس المؤلم أى الذى يعود عليها بآلام فظيعة خلال العلاقة، فما هى أهم الأسباب التى قد تؤدى إليها؟
الختان
أرجعت الدكتورة حمدية محمد، استشارى النساء والتوليد، أحد أهم أسباب الجنس المؤلم إلى ما يحدث خلال الختان حيث يتم إزالة جزء من الجسم يكون مسئول عن اكتمال الإحساس بالشهوة الجنسية لدى المرأة مما يسبب عند الجماع عدم وجود إشباع وآلام فى الظهر وإذا لم تحدث عملية الختان بشكل جيد، ينتج عنها التصاقات ومشكلات تبول والتهابات أيضا.
وأضاف الدكتور خالد أمين، استشارى النساء والتوليد، أن الختان الجائر الذى يحدث فى أغلب الأحيان يؤدى إلى خلل فى منطقة المهبل ويتم تضييق المكان الخاص بالإيلاج جدا وقص وربط أمور بالخطأ، مما يسبب خلل فى التشريح الوظيفى لهذا المكان، ويسمى بـ"الختان الفرعونى" أو "السودانى".
وأوضح أمين، أن فى هذه الحالات تكون الآلام صعبة جدا ولا يمكن إجراء علاقة زوجية إلا بعد التدخل الجراحى لإعادة شكل المهبل للطبيعى ولكن بالطبع لا يعود كما هو ولكن يكون أفضل من السابق.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية رصدت نحو 125 مليون امرأة يتعايشن حالياً مع آثار تشويه أعضائهن التناسلية فى 29 بلداً فى إفريقيا والشرق الأوسط حيث يتركز تشويه الأعضاء التناسلية على الممارسات الراجعة لعمليات الختان المبالغ فيها.
التشطيف المهبلى يسبب الجفاف والالتهابات
فى هذا السياق حذر خالد أمين، استشارى النساء والتوليد، من استخدام المنظفات والتشطيف المهبلى لأن بها مواد كيميائية تؤدى لتدمير غدد تفرز المواد اللزجة التى تسهل العلاقة الجنسية فتصبح صعبة، مؤكدا أن الأفضل عدم استخدامها ولكن تكون النظافة الشخصية من خلال الماء فقط.
وأضاف أمين، أن التقدم فى السن يفقد الغدد المنتجة للمواد المسهلة للعلاقة كفاءتها وكذلك هو الحال عند الإصابة بعدوى أو التهابات مهبلية أو إفرازات وتورمات، بالإضافة إلى الالتهابات فى مجرى البول تؤدى إلى صعوبة أيضا وممارسة جنس مؤلم.
وأوضح استشارى النساء والتوليد، أنه من العوامل الموضعية الخاصة بالشعور بالآلام خلال ممارسة العلاقة أيضا، وجود تورمات فى منطقة المهبل ووجود أورام ليفية لأنها تؤدى إلى احتقان شديد فى منطقة الحوض ينتج عنه الإحساس بالعلاقة الجنسية الموجعة، مضيفا أن هناك أمور تتحسن وحدها مع الوقت وهى المتعلقة بحديثى الزواج حيث يتألمن من الاحتقان فى منطقة الحوض فى البداية ثم يقل هذا الإحساس وحده.
أمراض عضوية تسبب آلام الجماع
وفى ذات السياق، قال استشارى النساء والتوليد، إن هناك عددا من الأمراض العضوية التى تؤثر على طبيعة العلاقة الجنسية، وحدد على وجه الخصوص أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم، مؤكدا دورهما فى الشعور بآلام العلاقة.
وأشار استشارى النساء والتوليد إلى عدد من الأمراض الجسمانية الأخرى مثل وجود أكياس خلف المهبل وفى المبايض، وأكياس دهنية نتيجة أورام ليفية، أو أى خلل موجود فى الجهاز التناسلى للمرأة.
وأوضح أمين أن أمراض السرطان لها دور فى الجنس المؤلم أيضا ولكن ليس كل الأنواع، بل التى تؤدى لخلل وظيفى فى منطقة المهبل مثل سرطان عنق الرحم والمهبل ولكن سرطان الجلد لا علاقة له بذلك إلا فى المراحل المتأخرة، وتكون الآلام ناتجة عن الشعور بالاحتقان وتغيير وضع الرحم نفسه فى بعض الأحيان.
فيما أكد أن الحل يكون فى عدد من الخطوات ألا وهى الاهتمام بعلاج الأسباب وضبط سكر وضغط الدم، ومتابعة دكتور نساء متخصص لسؤاله عن طبيعة هذه كان الآلام التى تكون خلال العلاقة، ثم يجرى للمريضة "سونار" ويأخذ الطبيب المعالج تاريخها المرضى مع إجراء كشف موضعى على منطقة المهبل.
الأسباب النفسية وراء الجنس المؤلم واغتصاب الزوجات
قالت الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفس بجامعة عين شمس، إن الشعور بالألم خلال العلاقة الجنسية له أسباب عضوية من أهمها جفاف المهبل والإصابة بالفطريات، ولها أسباب أخرى نفسية تتمثل فى عدم رضائها عن العلاقة أو معاملة الزوج لها خلال المواقف اليومية.
وأضافت العيسوى، أن حالة عدم الرضا النفسية التى تنتاب الزوجة تسبب لها تشنج مهبلى مما يجعل العضلات صلبة ويصعب إقامة أى علاقة جنسية ويصبح الإيلاج عنيفا، لذلك يجب أن يراعى الزوج طريقة تعامله مع زوجته وألفاظه التى يقولها لها وعدم إهانتها سواء لفظيا أو جسديا.
وأشارت أستاذ الطب النفسي، إلى أن عدم الوصول للذروة الجنسية وعدم الإشباع للزوجة يؤدى إلى رفض داخلى لها للعلاقة الجنسية مما ينتج آلام وعصبية شديدة وشعور بالتنميل أيضا، ويحدث كل ذلك بشكل غير مقصود من الزوجة ولكن كرد فعل داخلى على ما تتعرض له.
وأوضحت العيسوى، أن الكثير من السيدات تظل فى حالة كبت وصمت ويفضلن عدم البوح لأزواجهن عن ما بداخلهن، لأنهم لا يتوقعون أن أزواجهن سيتفهمون الوضع ويتقبلون ما يقولونه عن الآلام بسعة قلب، فى حين إنه إذا تم التفاهم بينهما ستكون العلاقة أفضل وتعود عليهم بمنافع كثيرة مثل التقليل من الإحباط والاكتئاب والشعور بالراحة والهدوء.
ونصحت العيسوى فى حالة شعور الزوجة بالتشنج المهبلى، أنه عليها بجلسات الاسترخاء، لكى تتعلم كيفية التحكم فى عضلاتها وكذلك إمكانية تنظيم التنفس.
فيما نوهت العيسوى بأن هناك ما يسمى بـ"اغتصاب الزوجات" وهو أمر آخر يكون عبارة عن إجبار الزوج لزوجته لممارسة العلاقة الزوجية بالعنف، والتى قسمته إلى ثلاث أنواع أولهما هو الذى يكون من خلال الضرب والألفاظ البذيئة قبل العلاقة من أجل الإثارة الشخصية له، والثانى يكون لإذلال الزوجة فقط ويصنف على أنه أحد أنماط العنف الجنسى والأخير يكون خلال العلاقة نفسها عندما يفاجئ الزوج زوجته بفعل عدوانى خلال الجماع.