قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، دائمًا ما أقول إن المنهج التعليمى هو الأساس فى تكوين الشخصية الأزهرية، وبما أن الأزهر ينطلق من قاعدة أن النصوص محدودة، وأن الوقائع ومتغيرات الزمان متغيرة ومتجددة فإن النص تستجيب لهذا الواقع وتتعاطى معه دائمًا، وأزعم وأقول بملء فمى أن الأزهر الشريف هو المؤسسة الوحيدة فى العالم الصالحة لتجديد الخطاب الدينى، ولا يمكن للأفراد القيام بذلك.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم، فى قاعة سهير القلماوى، تحت عنوان "الأزهر.. سيرة ومسيرة"، وتحدث فيها كل من الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور سامى الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، وأدارها الشاعر والإعلامى جمال الشاعر.
وأشار الهدهد إلى أن الشخص الأزهرى يتربى على منهج لا يوجد مثيل له فى العالم، ولهذا لا يمكن لأحد أن يعمل على تجديد الخطاب الدينى، إلا لو كان قد تربى بالفعل على مناهج الأزهر، وهى: علوم المنقول وعلوم المعقول وعلوم الدنيا.
وأضاف "الهدهد" أننا فى مصر وحدها نجد من يتعبد ربه على مذهب الإمام ابن حنبل، والآخر يتربى على مذهب الشافعية، لكن حينما ظهرت الفرق التى لم تنشأ على التعدد المذهبى الكائن فى الأزهر الشريف، أصحبنا نجد الاختلافات والمشاحنات.
وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، إنه ليس للأزهر الشريف أى علاقة بأى قناة تتحدث باسمه، أو تتخذ من اسمه عنواناً لها، لافتاً إلى أن الأزهر يدرس بالفعل إطلاق قناة تتحدث باسمه.
قال الدكتور سامى الشريف، رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق، وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، شاهدت فيلم "مولانا" على فلاشة ووجدته ضعيفًا ويتجرأ على الأزهر.وإن الهدف الأساسى من هجوم البعض على الأزهر الشريف، هو سحب الزعامة الدينية من مصر، وذلك بالاتحاد مع قوى خارجية.
وأوضح "الشريف" أن الهجمة الشرسة التى يتعرض لها الأزهر الشريف، بدأت عقب أحداث 11 سبتمبر حيث أصبح الإسلام العدو الأول للغرب، مشيراً إلى أن الأزهر أيضًا يتعرض لهجوم كبير من داخل مصر، يتمثل فى الإعلام، الذى يظن أن الصوت العالى دليل قوة موقفه.
وقال سامى الشريف، هل الأزهر منزه عن الأخطاء والتقصير؟، بالطبع الإجابة لا، لكن دور الأزهر تراجع فى الإعلام إما رغبة منه أو رغمًا عنه، وهو ما سمح لكثير من المثقفين والفنانين بالتكلم باسمه أو نيابة عنه، فى الوقت نفسه لم نسمع أن الأزهر يطالب بتجديد الخطاب الفنى والأدبى والإعلامى.
وأكد "الشريف" أنه ليس ضد مشاركة المثقفين والفنانين فى تجديد الخطاب الدينى، بل كل المجتمع مدعو للمشاركة من خلال تقديم مقترحات، ولكن المنوط به القيام بتجديد الخطاب الدينى هم العلماء.