بعد دخول الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، أسبوعها الثانى تتزايد دعوات حظر جماعة الإخوان وإدراجها على قوائم الإرهاب داخل الولايات المتحدة، عقب إعلان وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون اعتزامه السعى لتصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي، بالتزامن مع مشروع قانون قدمه نواب فى الكونجرس يهدف للغرض نفسه.
وفى تقرير لها، قالت إذاعة بابلك راديو إنترناشونال الأمريكية، إنه قبل أن توجد تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش وبوكوحرام، كانت هناك المنظمة الأم الإخوان، مشيرة إلى أنه على الرغم من إعلان جماعة الإخوان تخليها عن العنف فى السبعينيات، فإن هدفها النهائى ظل مستمر لمدة قرن، فإنهم يسعون إلى بناء دولة الخلافة، وهو ما يساعد على تفسير لماذا توصف جماعة الإخوان الأساس الأيديولوجى لواحد من أكثر الجماعات الإسلامية المتطرفة والأكثر شهرة فى العالم اليوم، فى إشارة إلى تنظيم داعش.
وأضاف تقرير الإذاعة الأمريكية: "الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب بات على استعداد لاتخاذ الخطوة التى أمتنع عنها أسلافه، بإعلان الإخوان جماعة إرهابية. وعلى الرغم من أن هذا لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها أو بجرة قلم من ترامب، لكن السياسة الحالية فى واشنطن تجعل الأمر أكثر احتمالا لأن يتحقق من أى وقت مضى فى التاريخ الحديث".
من جانبه، قال إريك تريجر، الباحث لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن الإخوان منظمة معادية للغرب على نحو عميق.
وأضاف أنهم يدعون أيضا إلى كراهية المسيحيين واليهود وحتى المسلمين الذين لا يتفقون مع أيديولوجيتهم، مشيراً إلى أن بعض أعضاء الجماعة حثوا قادتهم على تبنى العنف مرة أخرى، فضلا عن تورط بعضهم فى هجمات عنف ضد الحكومة المصرية بالفعل.
وقلل تريجر، وهو مؤلف كتاب "الخريف العربى: كيف ربح وخسر الإخوان مصر فى 891 يوم"، من خطوة جماعة الإخوان، مشيرا إلى أنه منذ الإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسى من الحكم فى مصر عام 2013، أصبحت قيادة الجماعة مكسورة، فضلا عن أن معظم قيادات الجماعة فى السجن. وأضاف قائلا "فى مصر لم تعد جماعة الإخوان تنظيم متماسك".
من جانبه، قال دينس روز، الدبلوماسى الأمريكى الذى عمل طويلا فى الشرق الأوسط، إنه يتفهم جيدا دوافع وقيمة تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى، إلا أنه يشير إلى ضرورة التفكير بشكل أوسع بشأن تأثير ذلك القرار على بعض البلدان التى ستتعامل معها الولايات المتحدة.
وتسمح العديد من الدول التى لديها علاقات عمل جيدة مع الولايات المتحدة، لجماعات سياسية على صلة بالإخوان بالعمل على نحو قانونى.
وأشار ناثان براون، خبير شئون الشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن، إلى إن هذا هو الحال فى المغرب وتونس والأردن والكويت. كما أن تركيا، وهى عضو فى حلف شمال الأطلسى، يرتبط الحزب الحاكم بها بعلاقات أيديولوجية مع جماعة الإخوان.
ودعا شادى حميد، الباحث لدى مركز بروكينجز الدوحة، الإدارة الأمريكية إلى التعلم من إسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل نفسها تتفاوض مع القيادات السياسية للفرع الجنوبى من الحركة الإسلامية، فى حين أنها نبذت الفرع الشمالى الأكثر تشددًا.