أظهرت بيانات القوائم المالية لـ4 شركات مدرجة بالبورصة المصرية، ارتفاعا كبيرا بصافى أرباحها خلال الفترة المالية المنتهية فى 31 ديسمبر الماضى، بسبب فروق تقييم العملات، عقب قرار البنك المركزى بتحرير سعر الصرف فى مقابل سلة العملات الأجنبية "تعويم الجنيه" مطلع شهر نوفمبر الماضى.
جاء ذلك على الرغم من شكوى مستثمرين فى وقت سابق من تحقيق شركاتهم خسائر نتيجة اختلاف تقييم البنوك لأسعار الصرف للحسابات الدولارية المكشوفة، واتفقوا خلال اجتماعهم مع رئيس الوزراء يوم 12 من الشهر الحالى، عدم مطالبة البنوك بفرق التقييم للاعتمادات حاليًا، وتجميد الموقف بالنسبة للمديونيات الحالية، وعدم المطالبة بأية غرامات تأخير على السداد، وهو القرار الذى نال رضا المستثمرين.
وجاءت أكبر الشركات المستفيدة من فروق تقييم العملات وهى شركة مصر لإنتاج الأسمدة "موبكو"، والتى حققت صافى ربح بلغ 2.064 مليار جنيه خلال الفترة المالية المنتهية فى 31 ديسمبر لعام 2016 "يوليو - ديسمبر"، مقابل 254 مليون جنيه بنسبة زيادة فى الأرباح بلغت 895%.
وأكدت الشركة، فى بيانها للبورصة المصرية اليوم الإثنين، أن صافى الربح بعد استبعاد فروق العملة مبلغ 468.5 مليون جنيه، أى أن أرباح الشركة من فروق العملة نحو 1.5 مليار جنيه.
وجاءت ثانى تلك الشركات المستفيدة شركة مصر للألومنيوم، والتى بلغ صافى أرباحها 756 مليون جنيه حتى الفترة المالية المنتهية فى 31 ديسمبر الماضى، مقابل صافى خسائر 43 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى.
وأرجعت الشركة ارتفاع الأرباح للزيادة الناتجة عن تحرير سعر الصرف وزيادة أسعار معدن الألومنيوم، حيث بلغ التغيير فى أسعار صرف العملات 538 مليون جنيه مقابل فائض بلغ 6 ملايين جنيه عن الفترة المماثلة.
وثالث تلك الشركات هى شركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما"، والتى حققت صافى ربح بلغ 257 مليون جنيه خلال عام 2016 مقابل 25 مليون جنيه خلال عام 2015 بنسبة ارتفاع 1005%، وتضمن فروق تقييم عملة منها بمبلغ 219 مليون جنيه.
واحتلت شركتا مصر للألومنيوم والصناعات الكيماوية المصرية، المركزين الأول والثانى بقائمة الأسهم الأكثر نشاطاً خلال جلسة اليوم الإثنين، بنسبة ارتفاع بلغت 9.75% للأولى، و9.74% للثانية.
أما الشركة الرابعة وهى شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية "أموك"، والتى ارتفع صافى ربحها إلى 545.76 مليون جنيه خلال الفترة من يوليو وحتى ديسمبر لعام 2016 مقابل 156.98 مليون جنيه خلال نفس الفترة من عام 2015.
وأرجعت الشركة، فى بيانها للبورصة المصرية يوم الإثنين الماضى، ارتفاع صافى الربح بسبب وجود أرباح فروق تقييم العملة سواء فى شكل ودائع دولارية أو فروق تقييم عملة ناتج عن فروق المبيعات عن التغذية، وهو ما أثر إيجابيا على صافى الربح بأكثر من 230 مليون جنيه، بالإضافة إلى انتهاج الشركة لتقنيات فنية تؤدى إلى تحسين نوعية المنتج، مما أدى إلى رفع القيمة المضافة لمنتجات الشركة، فضلا عن زيادة أسعار المنتجات البترولية.
وكان محللون ماليون قد أبدوا تفاؤلهم بأداء البورصة المصرية خلال العام الجديد، واستمرار اتجاهها الصاعد مستهدفة المؤشر 14 ألف نقطة، والذى بدأته فى أعقاب قرار البنك المركزى بتعويم الجنيه مطلع شهر نوفمبر الماضى، كما توقعوا ارتفاع سعر الأسهم التى لها عائد دولارى بإيراداتها.
وتوقع المحللون أن يكون للشركات ذات الأصول والعوائد بالدولار دور بارز فى الإيجابية المتوقعة لسوق المال المصرى، حيث ستتضاعف إيراداتها المقومة بالجنيه المصرى، ما سيرفع من تقييمها المبنى على خصم التدفقات النقدية المستقبلية مثل الأسهم العاملة فى قطاع الخدمات المالية وقطاع المنسوجات، أو أى شركات لها إيرادات بالعملات الأجنبية بشكل عام.