شارك العالم فى إحياء الذكرى 69 لوفاة الزعيم الروحى الهندى، المهاتما غاندى، أمام نصبه التذكارى فى مسجد بابرى بالعاصمة نيودلهى، بحضور كل من الرئيس الهندى براناب موخرجى، ورئيس وزراء الهند نارندرا مودى، ورئيس حزب المؤتمر الهندى، سونيا غاندى.
ونظمت الحكومة الهندية احتفالية كبرى لإحياء ذكرى وفاة المهاتما غاندى، بحضور قوات الجيش الهندى، من البحرية، والقوات الجوية، والمشاة.
يذكر أن المهاتما غاندى ولد 2 أكتوبر 1869، وكان زعيمًا روحيًا للهند، خلال حركة الاستقلال باتباع أساليب اللاعنف من خلال العصيان المدنى الشامل، تم اغتياله يوم 30 يناير عام 1948، ليفارق الحياة عن عمر يناهز 78 عامًا، على يد الهندوس المتعصبين، لرفضهم دعوات "غاندى"، باحترام حقوق الأقلية المسلمة.
وكان "المهاتما" عضوًا فى حزب المؤتمر الهندى، إلا أنه استقال من الحزب عام 1934، مقررًا التفرغ للمشكلات الاقتصادية التى كان يعانى منها الريف الهندى.
من هو المهاتما غاندى
المهاتما غاندى سياسى وزعيم روحى فى الهند، ولد فى 2 أكتوبر عام 1869، بإمارة بوربندر التى تقع فى ولاية غوجارات الهندية، وهو سليل عائلة سياسية لها باع طويل فى العمل السياسى، حيث كان والده رئيس وزراء إمارة بوربندر، قضى غاندى طفولة عادية ثم تزوج وهو فى سن الثالثة عشر من عمره بحسب التقاليد الهندية، سافر بعدها غاندى إلى بريطانيا فى العام 1882، لدراسة القانون، ليعود إلى الهند عام 1890، ويواجه مصاعب كبيرة فى حياته.
وتولى غاندى قيادة حزب المؤتمر الوطنى الهندى عام 1921، قاد خلالها حملات لتخفيف حدة الفقر وزيادة حقوق المرأة، وزيادة الاعتماد على الذات فى الاقتصاد وعمل على استقلال الهند من السيطرة البريطانية، لكن ما لبث أن استقال من الحزب ليتفرغ للمشكلات التى كان يعانى منها الريف الهندى.
فى العام 1940 قاد غاندى عصيانا ضد بريطانيا بسبب إعلانها أن الهند دولة محاربة لجيوش المحور، واستمر العصيان الذى حاولت السلطات البريطانية قمعه، من خلال الاعتقالات والعنف، والتى كان فيها غاندى من ضحاياها، حيث مكث فى المعتقل إلى عام 1944. ونالت بعدها الهند استقلالها ودخلت فى دوامة من العنف، والرغبة فى الانفصال والتقسيم.
ما أحزن غاندى أنه دعا إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود، واحترام الأقليات لكن هذه الدعوة لم ترق للهندوس، واعتبروا دعوته خيانة عظمى، وبالفعل اغتيل "أبو الأمة" الهندية فى 30 يناير عام 1948، عن عمر ناهز 79 عاما عاش فيها غاندى حياة بسيطة ومتواضعة.
قضى غاندى عدة سنوات فى السجن فى كل من جنوب أفريقيا والهند، ونذر غاندى حياته لإيجاد الصواب، وتعلم من أخطائه لهذا السبب، وعمل على الوصول للصواب فاعلاً اختبارات عدة على نفسه من أجل ذلك، وأطلق على سيرته الذاتية "قصة خبراته مع الحقيقة"، وأعلن غاندى أن المعركة الأهم هى هزيمة شياطينه، ومخاوفه، وهواجسه، ولخص غاندى أول معتقداته فى أن الله هو الحقيقة، وبعد ذلك تغيرت هذه العبارة وأصبحت "الحقيقة هى الله" بمعنى أن الحقيقة فى فلسفة غاندى هى الله.
وينشر "انفراد" عددا من اقتباسات وأقوال المهاتما غاندى
- على المرء أن يدرك أن الحياة رحلة استكشاف مستمرة، رحلة نجاح وفشل وتحقق وإحباط، عليه أن يبقى عقله منفتحاً على العالم وعلى تجاربه، يحاول فهمها ثم يتحرك.
- وألا يحاكم الماضى وإنما يستفيد منه وأن يتحرك فى المستقبل، فالمستقبل هو دائماً مجال الحرية، والماضى هو مجال العبرة، وعلى المرء أن يحاول أن يكتشف ما بداخله فإن كان شراً فليحاول فهمه وتقويمه، وإن كان خيراً فليحاول التعبير عنه.
- صلاة فى القلب بلا كلام خير من صلاة بالكلام والقلب عنها غائب.
- إذا قابلت الإساءة بالإساءة فمتى تنتهى الإساءة.
- يجب ألا تفقدوا الأمل فى الإنسانية، إن الإنسانية محيط وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلا يصبح المحيط بأكمله قذراً.
- يتقاضى الطبيب ثمن العلاج مع أن الله هو الشافى.
- ليس الثراء والفقر هو ما يجعلنا سعداء أو تعساء، بل إننا كثيراً ما نلاحظ العكس.
- فى البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر.
- لن أندم على أى شخص دخل حياتى ورحل، فالمخلص أسعدنى والسيئ منحنى التجربة، والأسوأ كان درساً لى، أما الأفضل فلن يتركنى أبداً.
- فى غمرة الموت تستمر الحياة.. فى غمرة الكذب تستمر الحقيقة.. فى غمرة الظلام يستمر الضوء.