أصبح منصب محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان على المحك، بعد الدعوات التى بدأت تخرج بقوة لإجراء انتخابات شاملة، ليكون على الجماعة طرح اسم بديل، وهى التى ظلت تحتفظ بمنصبه وترفض اختيار بديلاً له، ويبقى السؤال: "هل تتخلى الإخوان عن محمد بديع؟".
رغم أن اللائحة الداخلية لجماعة الإخوان، تنص على أن القيادى الموجود فى السجن يظل محتفظا بمنصبه فى التنظيم حتى خروجه، وهى البوابة التى اعتمد عليها خيرت الشاطر فى السابق للبقاء فى عضوية مكتب الإرشاد فى انتخابات الداخلية عام 2009، إلا أن المبادرة التى طرحتها لجنة يوسف القرضاوى، تتضمن تعديل اللائحة الداخلية، وسيكون من بين أبرز التعديلات المادة التى تنص على احتفاظ القيادى المحبوس بمنصبه.
ورغم أن جبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، تتمسك ببقاء محمد بديع على رأس الهرم الإخوانى، إذ أن هذا هو ضمان بقاء عزت فى منصبه، إلا أن جبهة الشباب ترى ضرورة تغيير جميع القيادات الكبرى فى التنظيم، بمن فيها محمد بديع، وهو ما سيطرح سيناريو وجود مرشد عام جديد للجماعة، خاصة أن ولاية مكتب الإرشاد الحالى والتىى يترأسها بديع، قد انتهت منذ أكثر من عامين، حيث كان من المفترض إجراء انتخابات داخلية فى ديسمبر 2013 إلا أنهم فشلوا فى إجراءها.
اختفاء رسائل محمد بديع خلال الفترة الأخيرة، وعدم إقدام الجماعة على نشر رسائل له، واستبدالها برسائل محمود عزت، الذى اختفى تماما هو الآخر عن المشهد منذ عزل محمد مرسى ثم عاد ليظهر فجأة، تؤكد أن هناك مساعى بالفشل للإطاحة بمحمد بديع.
فيما قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن بقاء محمد بديع فى منصبه كمرشد عام للإخوان، أصبح أمرًا صعبًا فى ظل التطورات التى تشهدها الجماعة سواء من الناحية المحلية أو الخارجية، وخوفًا من أن تصبح الجماعة مثل إخوان الأردن ووجود فرع جديد لها.
وأضاف أبو السعد فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" أن الجماعة حال إقدامها على إجراء الانتخابات الداخلية الشاملة، ستضطر إلى إيجاد قائد جديد لها، بديلاً لمحمد بديع، كى تتضمن عدم وجود أى اعتراضات على إجراءات الانتخابات الداخلية للتنظيم، وهو ما سيدفعهم للتخلى عن بديع.
خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، قال إن مجموعة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، ومحمد منتصر المتحدث الإعلامى للإخوان، والذى تم الإطاحة به مؤخرا سيحاولان إثبات وجودهما خلال تلك الانتخابات.
وأشار لـ"انفراد" إلى أن أغلب شباب الإخوان يدعمون هذه الجبهة، والتى ستسعى لتوجيه رسالة لجميع التنظيم بأنها هى القوى، وهو ما سيساهم فى الإطاحة بقيادات مكتب الإرشاد.