اهتمت إذاعة "صوت أمريكا" بتسليط الضوء على مجريات الانتخابات الهولندية المقررة مارس المقبل، وقالت إن المحامى بيتر بلاسمان سجل حزبا جديدا فى اللجنة الانتخابية الوطنية للمنافسة على مقاعد البرلمان، ربما يكون أغرب حزب عرفته امستردام حتى الآن، فهو حزب للناخبين الذين لا يصوتون.
وأوضحت الإذاعة الأمريكية أن أكثر من 81 حزبا أعربوا عن رغبتهم المشاركة فى السباق الانتخابى فى 15 مارس المقبل، وكان أمس الاثنين آخر موعد لتسجيل الأحزاب، وستعلن اللجنة الانتخابية قائمة الأحزاب الرسمية التى تشارك فى انتخابات مارس البرلمانية يوم الجمعة المقبل.
ورغم أن هذا العدد غير مسبوق، إلا أن هناك العديد من الأحزاب غير المعتادة، فمثلا أطلقت مجموعة من الأشخاص اسم "البقرة الملونة" على حزبهم الذى يسعى لمواجهة خطاب حزب الحرية اليمينى المعادى للإسلام، حتى أن موقع الحزب يضع وصفة لطبق البطاطس المهروسة الذى تشتهر به هولندا، ويتم طبخه بـ"النقانق" التركية والتوابل المغربية.
واعتبرت الإذاعة أن الأحزاب الصغيرة تعد جزءا من المشهد السياسى الهولندى الذى يتسم بعدم التقليدية، مشيرة إلى أن تلك الأحزاب لديها القدرة على جذب أصوات من الأحزاب الرئيسية الليبرالى والديمقراطى المسيحى والاشتراكى المعادى للهجرة، إذا وحدت صفوفها.
وأوضحت أن المنافسة ستكون محتدمة بين الحزب الحاكم "حزب الشعب للحرية والديمقراطية"، الذى ينتمى إليه رئيس الوزراء مارك روته، وحزب الحرية، الذى يمثله خيرت فيلدرز اليمينى، ولكن سيكون للأحزاب الصغيرة دورا حال طابقت معايير اللجنة الانتخابية، مما سيجعل الحملة الانتخابية "ممتعة".
ويقول بلاسمان، وهو محامى دفاع جنائى شهير إنه يريد أن يكون لدى من لا يصوتون، صوتا فى البرلمان، فربع من يحق لهم التصويت من الناخبين الهولنديين لم يصوتوا فى انتخابات 2012، مشيرا إلى أن فى حال صوتت له هذه الكتلة الانتخابية، سيتمكن من الحصول على 37 مقعدا من 150 مقعدا فى المجلس، ليشكل بذلك أكبر حزب فى البرلمان الهولندى.
ويرغب بلاسمان الآن فى أن يشجع من لا يصوتون على التصويت له، ولكى يكرم رغباتهم، سيكون شعار حزبه "لن نصوت أبدا فى البرلمان".
واعتبرت الإذاعة أن حزب "لسنا مصوتون"يعكس القلق المتزايد إن لم يكن الضيق حيال المشهد السياسى فى البلاد، حيث يؤدى النظام الانتخابى تلقائيا إلى حكومة ائتلافية مشكلة من عدة أحزاب.
ونقلت الإذاعة عن ثيرى بوديت، النائب بحزب منتدى الديمقراطية قوله إن "الناس يريدون التغيير، ونحن بحاجة إلى التأثير على المسائل السياسية، لأن صوتنا غير مسموع، لذا نريد المزيد من الاستفتاءات والمزيد من الديمقراطية المباشرة".
وأوضحت الإذاعة الأمريكية أن الأحزاب عليها أن تقدم قوائم بمرشحيها، وفقا للقوانين التى نشرتها اللجنة الانتخابية، وإذا كانوا يشاركون للمرة الأولى أو فشلوا فى الفوز بأى مقاعد فى الانتخابات الفائتة، فعليهم دفع مبلغ 11250 يورو (12 ألف دولار) وأن يحصلوا على دعم أى مقاطعة من المقاطعات الانتخابية بالبلاد وعددهم 20 ولكن هذا ليس دائما سهلا، إذ أن هناك بعض المقاطعات تبعد عن العاصمة بـ8000 كيلومتر.
وكانت تقارير إعلامية أفادت إنه برغم سمعة هولندا بأنها دولة منفتحة ومتسامحة، إلا أن الشعبوى خيرت فيلدرز وحزبه "الحرية"، المعادى للمؤسسات والهجرة والإسلام والاتحاد الأوروبى يتصدر استطلاعات الرأى.
بينما يحتل "حزب الشعب للحرية والديمقراطية"، حزب رئيس الوزراء الهولندى، مارك روته المركز الثانى.