صدام جديد نشب بين الدعوة السلفية، ولجنة التعليم بالبرلمان، بعدما اتهم قيادى سلفى بارز، محاولات تطوير المنظومة التعليمية بعلمانية التعليم، وزعم أن الحرب الحقيقية فى المنطقة هى فى المدارس، فى الوقت الذى رد فيه أعضاء لجنة التعليم بالبرلمان، بأنها اتهامات باطلة، وأن كافة المقترحات التى تمت دراستها ما زالت لم تقر، وأن منظومة التطوير لن تمس الثوابت الدينية. لكن من الواضح أن نواب البرلمان اصبحوا فى موقف الدفاع بعدما أطلق السلفيون "سهامهم اليمينية" والمحافظة على المجلس.
البداية عندما شن الشيخ أسامة شحادة، القيادى السلفى، وعضو مجلس شورى الدعوة السلفية، هجوما عنيفا على محاولات تطوير منظومة التعليم فى مصر، واصفا إياها بالفاشلة ومحاولة عملنتها.
وقال شحادة فى مقال له عبر الموقع الرسمى للدعوة السلفية: "بعد جولات عديدة من الصراع مع الأمة المسلمة أدرك الأعداء أن الإسلام هو منبع قوتها وحياتها وبقائها، ولذلك توجَّهت سهامُهم لحرب الإسلام فى نفوس وعقول المسلمين من خلال العبث بالتعليم.
وأضاف عضو مجلس شورى الدعوة السلفية: "فى هذه المرحلة شهدنا ترويج ثقافة الاستهانة بالمعلِّمين وخاصة مُعلِّم الدين واللغة العربية، واليوم تتجدد الدعوة للعبث بالتعليم ، فتتكاثر التصريحات بضرورة تغيير المناهج لتنتج جيلًا جديدًا يحمل فهمًا للإسلام يقبل به الأعداء".
وزعم عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، :"ما نشهده اليوم من عبث وتغيير فى المناهج التعليمية فى عدد من الدول الإسلامية لنزع الإسلام منها أو تخفيفه أو تحريفه -بحجة حرب التطرف- المقصود الحقيقى منها محاربة الإسلام " – على حد قوله - .
وتابع عضو مجلس شورى الدعوة السلفية: "لا يعترض على تطوير التعليم عاقل، لكن ما علاقة تطوير التعليم بإقصاء الإسلام والدعوة لتعليم "العلمانية" والأديان الأخرى لأبناء المسلمين، ونظريات فاشلة علميًا كنظرية دارون؟ ولمصلحة من يتم تقليص مساحة التربية والتوجيه من المناهج ودور المعلم؟، فالواقع التعليمى يكشف عن ضعف شديد فى مهارات القراءة والكتابة عند أساتذة الجامعات، وليس طلبة المرحلة التأسيسية فقط، فأين التطوير والإصلاح هنا؟
وقال: "من المشاكل التى تسبب بها عبث الأعداء بالتعليم مساواة الرجال والنساء فى التعليم؛ مما خلق تفاقمًا فى مشكلة البطالة، وتضخم حجم ميزانية التعليم، وضعضعة استقرار الأسرة فى المجتمعات الإسلامية، وغيرها من المشاكل الأخلاقية نتيجة الاختلاط المُنفَلِت والحلول الشيطانية كاقتراح فتح قاعات "سينما" فى الجامعات!"
فى المقابل نفى النائب عبد الرحمن برعى، وكيل لجنة التعليم بالبرلمان، اتهامات القيادى السلفى لتطوير منظومة التعليم، موضحا أن التطوير فى المناهج لا يمس الثوابت الدينية فى شىء، موضحا أن التطوير يشمل التربية الدينية والتربية الوطنية والاخلاقية، لا يقترب من الدين الإسلامى.
وتساءل برعى فى تصريحات لـ "انفراد"، قائلا: "ما هو الشىء الذى وضعته لجنة التعليم فى تطوير منظومة التعليم ويدعو للعلمانية!، وما يطرح من مقترحات حول إلغاء بعض القصص التاريخية الإسلامية كإسلاماه أو عقبة بن نافع هى مقترحات ولم يتم تطبيقها على ارض الواقع".
واستطرد عضو مجلس شورى الدعوة السلفية :"نحن عقيدتنا إسلامية ولم يتطرق أحد إلى أن يشمل تطوير المنظومة التعليمية الثوابت الدينية، ونحن لدينا امين اللجنة من حزب النور ولم يشهد أى شئ يمس الثوابت الدينية".
وفى ذات الصدد، قالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، إن اللجنة بالفعل تلقت مقترح لحذف قصة واسلاماه، ولكن هذا مقترح ولكل نائب حرية الرأى فى إبداء مقترحه ورأيه، والأمر ما زال طى الدراسة، ولكن نحن لن نستغنى عن أى قصص تاريخية، ولكن قد يحدث تطوير أو تنقيح ولكن لا يمكن محو التاريخ الإسلامى أو التاريخ المصرى.
وأضاف عضو لجنة التعليم بالبرلمان، :"نحن فى لجنة التعليم نرسخ التدريس بطريقة صحيحة للتربية الدينية، وليس صحيح أنه يتم علمنة تطوير منظومة التعليم، والبرلمان لم يحذف أى قصص دينية من المناهج".