"من هنا تبدأ الصناعة الحقيقية للأمصال واللقاح لتغطية احتياجات مصر وأفريقيا" بهذه الكلمات بدأ الدكتور نبيل الببلاوى، رئيس شركة الأمصال بفاكسيرا الذى اصطحب "انفراد" كأول جريدة تقضى يوماً داخل مزرعة مركز إنتاج السموم الطبيعية والبلازما الخام والحيوانات المعملية ليكشف مفاجآت وأسرار خلط الأمصال وإنتاج اللقاحات لعلاج الأمراض المختلفة.
المزرعة تقع فى مدينة حلوان على مساحة 27 فدانا بها أكثر من 1000 حيوان بين خيول وعقارب وحيات وثعابين والأرانب والفئران تستخدم كأوعية لإنتاج واختبار مضادات السموم الطبيعية عبر الخيول منها 276 حصانا و6 أنواع من الثعابين و3 أصناف من العقارب جنود مجهولين فى إنقاذ آلاف البشر فى مصر والشرق الأوسط من اللدغات السامة لهذه الزواحف القاتلة.
الزواحف القاتلة نحصل منها على السموم ثم ننقل إلى الخيول السموم الطبيعية من الحيات والأفاعى والثعابين لتتكون فى دمائها الأجسام المضادة لهذه السموم، ويتم بعد ذلك سحب البلازما من الخيول فيما يعرف بعملية الفصد محملة بالأجسام المضادة ونقل خامها لمصنع اللقاحات والأمصال بفاكسيرا لتصنيعها لتصل إلينا أمصال مضادة للدغات العقارب والحيات والثعابين وعلاج التيتانوس والديفتيريا.
أما الأرانب والفئران المعروفة داخل المزرعة بأنها الحيوانات المعملية تستخدم بغرض اختبار الأمصال واللقاح قبيل التصنيع للتأكد من فاعليتها على البشر، أما التقسيم الجغرافى للمزرعة فبها ملاعب وإسطبلات للخيول وعنابر بها محاكاة للبيئة الطبيعية للزواحف والفئران والأرانب ومساحات خضراء تتغذى عليها هذه الحيوانات.
وأثناء تجول "انفراد" رصدت وجود جملين تجرى عليهم أبحاث لإنتاج مضادات لعلاج ارتفاع ضغط الدم عن طريق الجينات الوراثية فيعمل الباحث على أخذ ما يسمى بى (الأنتى – أنتى) لبعض المواد التى تتسبب فى ارتفاع ضغط الدم حتى يتم العلاج وراثياً باستخدام تقنية المولوكيلر.
أكد الدكتور عادل على الدين، المدير الطبى للمركز والمزرعة، أنه يتم استخلاص السموم من العقارب والثعابين والحيات فينتج الألف عقرب بحد أقصى 500 ملى من السم، وتبدأ عمليات الحقن فى الخيول بحسب جداول التحصين المختلفة، فكل حصان يحمل رقما ومقسمين ومصنف للحقن بنوع معين من السموم.
وتابع المدير الطبى للمركز والمزرعة أنه يتم سحب الدم من الخيول بحسب تصنيفها لاستخلاص البلازما المحولة بالأجسام المضادة وإعادة باقى مكونات الدم للخيل مرة أخرى ثم يتم إعطاؤه محاليل لتغذيته لضمان استعادة نشاطه وقدرته الحياة مرة أخرى، حيث ينتج الحصان الواحد من 12: 250 مصلا حسب نوع السم المحقون به.
وأضاف الدكتور عادل على الدين، المدير الطبى للمركز والمزرعة، أن عملية حقن الخيول بالسموم تبدأ من 250 مايكرو وحتى 20 ملى طبقا لحالة المناعة والاستجابة ونوع السم، ويقوم الحصان الواحد بإنتاج 6 لترات بلازما خلال 8 جداول فى العام لينتج سنوياً الحصان الواحد 48 لترا.
فاكسيرا: ضخ 12 مليون دولار بمصنع الأمصال يحقق 400 مليون جنيه أرباحا سنويا
ومن جانبه قال الدكتور نبيل الببلاوى، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأمصال، إن مصنع الأمصال بفاكسيرا لا يعمل بكامل طاقته ولو تم استغلاله بطاقته الإنتاجية الكاملة التى توازى 10 ملايين وحدة سنوياً، ويحقق الاكتفاء لمصر ولدول أفريقيا بأرباح سنوية تتخطى الـ53 مليون دولار بحسب أقل الأسعار بما يعادل 400 مليون جنيه، مؤكداً ضرورة أن يكون هناك تنسيق مع وزارة الخارجية لفتح أسواق فى دول أفريقيا، مشيراً إلى أن مصر حالياً تقوم بتصدير 100 ألف مصل ثعبان و150 مصل عقرب للسودان، بينما نقوم بتصدير 6 آلاف مصل ثعبان و2000 مصل تيوبركلين إلى ليبيا، أما إثيوبيا فتحصل على 5 آلاف مصل ثعبان و2 مليون لقاح تيتانوس وقائى سنوياً ودولة جامبيا تحصل على 1800 فيال تعبان.
وتابع قال الدكتور نبيل الببلاوى، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأمصال، إن هذه الدول تطلب كميات كبيرة وهناك دول أخرى ولكن الطاقة الإنتاجية ضعيفة بسبب ضعف الإمكانيات.
وكشف الببلاوى أن منطقة صب سحارة التى تشمل جميع دول أفريقيا باستثناء الدول العربية يموت بها 13 ألف حالة سنوياً بسبب لدغات الثعبان والحيات والعقارب، بينما يتلقى 25 ألف حالة فى ذات المنطقة عضات مميتة وقاتلة، بينما أكثر من 300 ألف حالة يتم عضها وتعالج بالأمصال المضادة للسموم الطبيعية للعقارب والحيات.
وأوضح الببلاوى أن سم العقرب يباع لوزارة الصحة 41 جنيها وفى السوق المحلى بـ102 جنيه وخارج مصر تتراوح الأسعار 12: 15 يورو بينما مصل الثعبان يورد لوزارة الصحة 163 جنيها وفى السوق الحرة بـ182 جنيها وخارج مصر يتراوح السعر 24: 66 يورو.
وأضاف رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأمصال أنه لديه أمل كبير فى تصنيع اللقاحات البكتيرية، فمصر تستطيع تصنيع اللقاحات البكتيرية المضادة للديفتيريا والتيتانوس والكوليرا والتيفود والإنفلونزا البكتيرية ولقاح كبدى B، مشيراً إلى أنه يسعى إلى أن تحصل مصر على الاعتماد من منظمة الصحة العالمية كبلد تصنع اللقاحات والأمصال.