أصبحت الأوضاع فى السجون الإسرائيلية على وشك الانفجار، إذ ازدادت جرائم قوات القمع الإسرائيلية فى الأيام القليلة الماضية ضد الأسرى الفلسطينين فى السجون، لتصل إلى حد التعذيب بالضرب وإلقاء قنابل الغاز داخل السجون، ما يؤدى لحالات اختناق بين السجناء، بشكل قد يودى أحيانًا بحياة بعض السجناء.
وفى هذا الإطار، قال "نادى الأسير"، فى بيان صادر عنه، اليوم الخميس، إن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلى أبلغت أسرى "سجن النقب"، صباح اليوم، بأن اقتحامًا كبيرًا ستنفذه قوات القمع الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين القابعين فى قسمى 2 و3 بسجن النقب، مطالبة إياهم بعدم التدخل،ويأتى هذا الإجراء بعد يوم شهد سلسلة اقتحامات وإجراءات قمعية واعتداءات بحق الأسرى فى سجنى "نفحة والنقب".
وحذر "نادى الأسير"، مما يجرى فى سجون الاحتلال، مؤكّدًا أن استمرار هذه الإجراءات سيؤدى إلى انفجار الأوضاع فى السجون، فى ظل تعنت وإمعان إدارة السجون الاحتلالية فى إجراءاتها القمعية والتنكيلية بحق الأسرى الفلسطينيين.
نادى الأسير: قوات القمع الإسرائيلية اقتحمت قسم 16 بسجن النقب
وعلى الصعيد نفسه، قال "نادى الأسير"، إن "قوات القمع التابعة للسجون الإسرائيلية اقتحمت قسم 16 فى سجن النقب، وشرعت بالاعتداء على الأسرى، مستخدمة الغاز ضدهم، وذلك بعد قيام أحد الأسرى بضرب سجان، احتجاجًا على عمليات التنكيل والإجراءات القمعية التى نفذتها إدارة السجون بحق الأسرى فى سجن نفحة".
وأضاف "نادى"، فى بيان صحفى، وصل لوكالة "سبوتنيك" الروسية، قائلاً: "يأتى هذا تزامنًا مع الأحداث التى يشهدها سجن نفحة منذ أمس الأربعاء، والتى تمثلت فى اقتحام أقسام الأسرى والاعتداء عليهم".
عيسى قراقع: أكثر من 400 شرطى اقتحموا القسمين 1 و2 فى سجن نفحة
وفى سياق متصل، صرح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، بأن أكثر من 400 شرطى من قوات القمع التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية، اقتحمت أمس الأربعاء، قسمى 2 و12 فى سجن "نفحة"، متابعًا: "القوة الكبيرة من شرطة مصلحة السجون، أخرجت أسرى القسمين إلى الساحات وهم مكبلون"، مشيرا إلى أن قوات "المتسادة" تقمع قسم 12 وتعتدى على الأسرى بالضرب والغاز.
ودعا "قراقع" فى تصريحات صحفية، إلى تدخل عاجل لحماية الأسرى من عملية القمع المقصودة والانتقامية، التى تجرى بحق أسرى سجن "نفحة"، مطالبًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتوجه إلى السجن بشكل سريع، والدخول إلى الغرف والأقسام، فى ظل منع المحامين من زيارة السجن والالتقاء بالأسرى.
سلطات الاحتلال تعلن إصابة أحد عناصر الشرطة بطعنة من أسير فلسطينى
كانت سلطات الاحتلال قد أعلنت فى وقت سابق، أن أحد الأسرى الفلسطينيين طعن أحد عناصر الشرطة فى سجن "نفحة"، احتجاجا على عمليات التفتيش والإهانة التى يتعرض لها الأسرى، وعلى أثرها قامت قوات قمعية تسمى "متسادة" باقتحام قسم 1 فى السجن، وتعرية الأسرى وإذلالهم، وإخراجهم مقيدين، واحتجازهم فى قسم آخر فى البرد الشديد بدون ملابس.
وأصيب شرطى إسرائيلى، مساء أمس الأربعاء، بعد أن قام أسير فلسطينى بضربه بآلة حادة "مشرط" فى سجن النقب، حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
المحامى محمود الحلبى: تجديد حبس برلمانى وصحفى لمدة 6 شهور
يذكر أن أسيرًا فلسطينيًّا من حركة "حماس"، كان قد طعن شرطيًّا إسرائيليًّا فى سجن "نفحة" الصحراوى، ما أدى لإصابته بجراح متوسطة، وأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلى 35 أمر اعتقال إدارى بحق أسرى، بينهم نائب فى المجلس التشريعى الفلسطينى، وصحفى، وذلك فى الفترة من 18 لـ31 يناير الجارى.
وأوضح محامى نادى الأسير، محمود الحلبى، أول من الثلاثاء، أن الاحتلال أصدر أمرًا بحقّ النائب أحمد مبارك، المعتقل منذ 16 يناير الجارى، لمدة ستة شهور، فيما جدد أمر الاعتقال الإدارى الصادر بحق الصحفى نضال أبو عكر، لستة شهور أخرى، وذلك للمرة الثانية، علمًا بأن الاحتلال أعاد اعتقاله فى التاسع من أغسطس 2016، وكان قد أمضى 13 عامًا فى سجون الاحتلال، منها تسعة أعوام ضمن الاعتقال الإدارى.
إعلام "لجنة الأسرى": اعتداء "ميتسادة" على الأسرى عمل انتقامى وعنصرى بامتياز
من ناحية أخرى، أكد إعلام لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية فى قطاع غزة، أن قيام وحدات القمع الإسرائيلية "ميتسادة" بالاعتداء على الأسرى الفلسطينيين فى سجن نفحة الصحراوى، عمل انتقامى وعنصرى بامتياز، يستهدف حياة الأسرى فى كل السجون الإسرائيلية.
وذكرت لجنة الأسرى، فى بيان صحفى صادر عنها، أن الاعتداءات على الأسرى تتم تحت حماية إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، بحجج وذرائع أمنية كاذبة باهتة، مشدّدًا على أن الاقتحام المفاجئ الذى نفذته وحدة القمع الإسرائيلية "ميتسادة" لإحدى غرف الأسرى فى قسم 1 بسجن نفحة الصحراوى، أسفر عن إصابة عدد من الأسرى، وأنه عمل انتقامى بامتياز، أدى لاستنفار الأسرى فى سجن نفحة، وإشعالهم النار بإحدى غرف قسم 2، كرد طبيعى على اعتداءات إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية المتواصلة.
ودعت لجنة الأسرى فى بيانها، المجتمع الدولى، والمنظمات الدولية والإنسانية، للوقوف بشكل جاد ومسؤول أمام واجباتهم والتزاماتهم فى توفير الحماية اللازمة للأسرى الفلسطينيين، الذين تحاصرهم قبضة الموت فى السجون الإسرائيلية.